الأبيات 21
فــي زمــن منقــرض ســحيق قـد التقـى الأرنب بالسلوقي
فـالتفت الأول نحـو الثـاني يوضــح الأنمــاط بالبرهـان
يقـول اسـمع يـا أخي مقالي مـن بعـد تقـديمي لك إجلالي
تجـري وتمضـي دائمـا للصيد لأجــل عمــرو أو لأجـل زيـد
وأنــت مــن تعبـك الكـبير تســبح فــي عرقـك الكـثير
ولسـت مـن أتعابـك العظيمة بفــائز إلا بــأدنى قيمــة
فـالمرء لا يرضى بغير اللحم ولســت إلا ناهشــا للعظــم
وإن نبحــت تطلـب الطعامـا فمنـه تلقـى الضرب والإيلاما
كــذلك مـن فـي دهـره يظـل وســـيلة للغيـــر تســتغل
يلقـى مـدى الأيـام والأزمان مـن البرايـا أكـبر الهوان
ومــن يســوم الآمنيـن شـرا يســلط اللَـه عليـه الضـرا
فــأثر المقــال فيـه بعـد وقــال إنــي ظــالم أشــد
وإننـي أرجـو مـن الرحمـان العفـو والإنعـام بـالغفران
وحيـث شـرط الفـوز والنجاة توبــة مـذنب مـدى الحيـاة
فاشــهد علــي أننـي آليـت ألا أجيـء الصـيد مـا حييـت
وبعـد شـهر قد مضى في العد إذ بالسـلوقي قد أتى للصيد
يحاصــر الأرنــب إذ دعــاه ســـيده لـــذاك واجتبــاه
فـالتفت المظلـوم كي يذكره بسالف النذر الذي قد أنذره
إذا بـــه يجيبــه أنــذرت لكـن علـى التنفيذ ما قدرت
عنــدئذ أجــابه المســكين النــذر بالرحمـان لا يـدين
ومنتهـى الحـق مـن الصـواب الخيــر لا يرجـى مـن الكلاب
محمد العيد الجباري
5 قصيدة
1 ديوان

محمد العيد الجباري.

شاعر جزائري، أصيل إحدى القرى الجزائرية بولاية قسنطينة، ساهم مساهمة كبيرة في الحركة الوطنية التونسية كعضو مسؤول عن تكوين الشبيبة في الحزب الحر الدستوري التونسي منذ سنة 1934، وبسبب ذلك تعرض للسجن والإبعاد سبع مرات.

كان له نشاط واسع في الصحافة التونسية حيث نشر أشعاراً كثيرة.

من مؤلفاته: الفرائد في العلم والأدب والاجتماع، وديوان اللهيب.

1942م-
1361هـ-