الأبيات 29
غيـرت يـا دهـر مـن ودي غـدا لهم ملازمــا فنــأت عنــي لهــم نعـم
قـد كنـت أرجو وجود الجود مع شرف أسـمو بـه فـوق أقراني إذا حكموا
فصــار جــودهم للغيــر وانخفضـت مراتـــب شـــأوها الإخلاص عنــدهم
وفـي فـؤادي مـن عكـس الـردى حرق قـد أضـرمنها ريـاح شـابها الألـم
مـا كـل مـا يتمنـه المـرء يدركه تجـري الريـاح بمـا لا يشتهي الأرم
لعلهــا تنطفــي مـن بـرد حكمتـه ويشـتقي القلـب مـن نـار لها ضرم
فــإن عكــس الرجــا مـر مـذاقته علـى كئيـب عرتـه فـي الـورى نعم
مـولاي يـا مـن غدا سر الوجود ومن سـواه عنـدي وإن أولـى الجفا عدم
لأنـت إنسـان عيـن الـروم حزت على مــا نالهــا قـط لا عـرب ولا عجـم
وقفــت غيــرك فــي حكـم ومعدلـة وشــدت بعــاو مـن سـكانه الكـرم
طلعـت فـي أفقنـا بـدراً وليس يرى لليــل جهـل وظلـم فـي الملا ظلـم
لكــن موضــع رحلــي أســود وفـي فيـه لهيـب الظمـأ دون الورى ودم
ســقيت جرعــة عيــش كلــه كــدر ووردهـم مـن نـداك السلسـل الشـم
تعلقــت بحبـال الشـمس منـك يـدي ثـم انئنـت وهـي صـفر ملؤهـا ندم
هـل فـي القضـية يا من فضل دولته وعــدل ســيرته بيـن الـورى علـم
يضـيع واجـب حقـي بعـد مـا شـهدت بـــه النصــيحة والإخلاص والخــدم
ولـم أقصـر لـدى حفـظ الوداد ولا جـرت إلـى نحـو إخلاصـي لـك التهم
ومــا ظننتــك تنسـي حـق معرفـتي إن المعـارف فـي أهـل النهـي ذمم
ولـم أضـيع عهـوداً منـك لـي سلفت ومــا غــدرت فلــم للـود احـترم
حرمـت مـا كنـت أرجو من ودادك لي مـا الرزق إلا الذي تجري به القسم
بالله يا ابن الألي ساروا إلى رتب مـا نالهـا أحـد فـي الخلق غيرهم
مـا مـر يومـاً بفكـري مـا يريبكم ولاسـعت بـي إلـى مـا سـاء كم قدم
أجبتكـــم لخلال كنـــت أعرفهـــا وإنمـــا تعشـــق الأخلاق والشــيم
إذا محاســـني اللاتــي أدل بهــا كـانت ذنوبـاً فوصـلي منـك منصـرم
مـع ذا فـأنت منـي قلبي فلست إلي ســواك أن عبــس التبريـح أبتسـم
وبعـد لـو قيـل لـي ماذا تحب وما هـواك مـن زينـة الـدنيا لقلت هم
ومــا سـخطت بعـادي إذ رضـيت بـه فكــل جــرح إذا أرضــاك ملــتئم
فاسـلم علـى أي حـال شئت يا أملي وأنـت ذو حكمـة بيـن الـورى حكـم
مـدى الزمـان ومـا أبدي كئيب أسى شـــكاية مــن شــريف داره حــرم
عبد اللطيف المنقاري
11 قصيدة
1 ديوان

عبد اللطيف بن يحيى بن محمد بن القاسم، المعروف بلطفي، ابن المنقار الدمشقي الحنفي.

فقيه أديب، حسن البديهة، جيد الشعر، فاضل نبيل.

أخذ العربية عن الحسن البوريني، وتفقه بعبد الرحمن العمادي، وأحمد بن محمد بن قولا قسر.

سافر إلى حلب مرات، وإلى ديار بكر، وولي تدريس المادرانية، وكتب للعماد الأسئلة.

1647م-
1057هـ-