الأبيات 21
ذا ودادي وهـل تـرى لودادي حافظـاً في الأنام مثل فؤادي
كلَّمـا رحـتُ أسـتميح حبيبـاً ودَّه جــاد لـي بضـدِّ مـرادي
فكـأنَّ الأنـام أضـحوا فلانـاً وفلانٌ هـو الـذي لـي يعـادي
كلَّمـا رمـت قربـه أخـذت بي شـيمةٌ منـه تقتضـيه بعـادي
مثـل صـبري إذا تلقَّـى هواهُ كـان ذا رائحـاً وذلـك غادي
إن تمـادى بنـا جفاهُ قليلاً فــانتظر للأســاة والعٌـوَّادِ
عجبـاً مـن نـواك وهـو طريفٌ كيـف لـم يـرع حقِّ قرب تلادي
أخلفَتْـك الشؤون عجزاً فجادت بالسَّواري أكبادنا والغوادي
ليس عندي من الدُّموع سوى ما وهبتْـــهُ عصــارة الأكبــادِ
كـان طـول القناة ودُّك عندي فانبرى من جفاك عرض النِّجادِ
لا تلمنـي علـى هـواك فإنَّـا قـد أتينـا معـاً على ميعادِ
صـادف القلب خالياً فاحتواه مطمئِنَّــاً وكــان بالمرصـادِ
كـان لـي منك لحظةٌ أصطفيها فغـدا لحظهـا كسـيف الأعادي
كنـت أخشـى غِرارها وهي سلمٌ كيـف إذ جـرِّدت مـن الأغمـادِ
عملـت للوشـاة فينـا سـيوفٌ عجبـاً رحـن وهـي غيـر حدادِ
لسـت مستسـعداً حبيبـاً تجنَّى لـي ذنبـاً وصـدَّ عـن إسعادي
آه من وصلك البعيد التَّداني آه من هجرك الكثير التَّمادي
لا ابتلانـي الإلـه بعـدك حتى يلبـس الخدُّ منك ثوب الحدادِ
ويـرى الورد كالبنفسج لوناً منـك والأقحـوان غيـر نوادي
إذ عـرى نرجـس العيون ذبولٌ وغـدا الغصـن ليـس بالميَّادِ
ذاك نـوحي عليـك وهـو زمانٌ منصــفٌ للهـوى مـن الأضـدادِ
أحمد بن شاهين القبرسي
31 قصيدة
1 ديوان

أحمد بن شاهين القبرسي، المعروف بالشاهيني.

أديب، له شعر رقيق. أصل أبيه من جزيرة قبرس.

ولد أحمد في دمشق، فانتظم في سلك الجند، وأسر في موقعة، وأطلق، فانصرف إلى الأدب. وناب في القضاء بدمشق، وتولى قضاء الركب الشامي سنة 1030 هـ، ومدحه شعراء عصره. وزاحمه أحد معاصريه فانتزع منه وظائفه. وامتحن باصطناع الكيميا فأضاع فيها أموالاً طائلة.

له كتاب في اللغة أشار إليه البديعي بقوله: من وقف في اللغة على كتابه الفاخر، علم منه كم ترك الأول للآخر، وله (ديوان شعر).

توفي بدمشق فقيراً.

1643م-
1053هـ-