أمؤنِّبي في الحبِّ لا متواني
الأبيات 19
أمؤنِّـبي فـي الحـبِّ لا متواني مـا أنت من ولهي ومن سلواني
لا تسـقني مـاء الملام فإنَّمـا عينـاي مـن ماء الهوى عينانِ
ولــه بجـانحتيَّ صـون حـديثه ديـنٌ وشـأني مخـبرٌ عـن شاني
لـولا ضـرامٌ شـبَّ بيـن جوانحي لغرقـتُ مـن غربـيَّ بالطُوفـانِ
رفقـاً فلا غير المنية والجوى هـو أوَّلٌ وهـي المحـلُّ الثاني
ليـت الـذي فهقت كؤوس جفونه أنهـى بهـنَّ إليـك مـا سقَّاني
إنَّ المذرَّبـةَ الظُّـبي ولحـاظه أنَّـى اتَّجهـتُ مـن الهوى سيَّانِ
للـه مـن أجفـان جـؤذرِ كلَّـةٍ يرعـى الحشا بدلاً عن الحوذانِ
يطفو النَّعيم على غرارة وجهه فـترفُّ منـه شـقائق النُّعمـانِ
متوضـِّح القسـمات يبرح خالباً منِّـي جنـاني جاذبـاً بعنـاني
وبغيضـةٌ سـبل الغرام إليَّ ما لـم يعتسـفها ضـلَّة الهجـرانِ
وسـبيَّةٍ مـن خمـر عانـة مـزَّة نظـم المـزاج بها عقود جمانِ
قتلـت بصـوبٍ مـن صبير غمامةٍ لمعـت بمثـل مصـابح الرُّهبانِ
فـرعٌ تمكَّـن مـن نصـابٍ دونـه أخــذُ الكمــيِّ بمنكـبي ثهلانِ
يقـظٌ بأعقـاب الأمـور كأنَّمـا يـدلي بجاسـوسٍ إلـى الكتمانِ
لا تطَّـبيهِ مدامـةٌ تجلـى علـى عـزف القيـان ورنَّـة العيدانِ
عمَّــت فضــائله وذاع نـوالهُ كالشـَّمس لا تخفـى بكـلِّ مكـانِ
واسـتجلِها عـذراء عُلَّ رضابُها حمـراء تهزأ بالنجيع القاني
شـُجَّت بـذي خصـرٍ يبـدِّد فوقها حبَيَـاً يجـول كـأعين النِّينانِ
أبو الطيب الغزي
12 قصيدة
1 ديوان

أبو الطيب بن محمد بن محمد الغزي العامري الدمشقي.

يتصل نسبه بعامر بن لؤي.

شاعر بليغ، دقيق النظر، جيد الشعر، وهو من أذكياء العالم وفضلائه، المشهود لهم بالتفوق والبراعة.

أخذ علوم الأدب عن القاضي محب الدين، وتفقه بالشهاب العيثاوي، رحل إلى مصر فأخذ عن علمائها، ثم عاد إلى دمشق، ودرس بالمدرسة القصاعية الشافعية، توفي في دمشق.

له شعر جيد.

1632م-
1042هـ-