أما آن من نجم الشُّجون غروبُ
الأبيات 25
أمـا آن مـن نجـم الشـُّجون غـروبُ وحتَّــى مـتى ريـح الفتـون تنـوبُ
تكلِّفنـي مـن بعـد سـلوان صـَبوتي شـــَمالٌ تُعنِّــي مهجــتي وجنــوبُ
سـهرتُ لهـا نائي المضاجع فانبرى لهـا بيـن أحنـاءِ الضـُّلوع لهيـبُ
إذا ركــدت ريــحٌ وقــرَّ نسـيمها أبــى منــه إلاَّ أن يعــود هبـوبُ
وفـي الصَّدر بدرٌ فيه لم تحظَ أعينٌ ولا صــــوَّرته للنُّفـــوسِ قلـــوبُ
محيَّــاه روضٌ ناضــرٌ فــي نـثيرِهِ نظـــائم منهــا بــاهرٌ وعجيــبُ
قنــاةٌ عليهــا للشــُّموس مطـالعٌ ومركزهــــا دون الإزارِ كــــثيبُ
بعيـدُ منـاطِ القُـرطِ سـحرٌ لحـاظُه ذَهــوبٌ بألبــابِ الرِّجــال لعـوبُ
بــديع التَّثنِّـي للهـواء وللهـوى نســـيمٌ يبــاري لطفــه ونســيبُ
يجــول وِشــاحٌ أو تَغــصَّ دمالــجٌ إذا لاح فــي بــردٍ ومــاس قضـيبُ
يُـرى منـه فـي ريـمٍ مهـاةٌ وضيغمٌ ويعــرض فــي الأخلاء منــه مهيـبُ
يشوب الرِّضا بالصَّدِّ والوصل بالقِلى ومـــا هـــو إلاَّ مســقمٌ وطــبيبُ
تمنُّــعُ إطمــاعٍ وإطمــاعُ مــانعٍ ودرٌّ ودَلٌّ رائقٌ وخلــــــــــــوبُ
دعـاني إلى الرُّجعى على حين غفلةٍ مـن الحسـن والأهـواءُ منـه تريـبُ
دعـا سـائري مـن كـلِّ عضـوٍ وكلَّما دعــا منــه داعيـهِ أجـابَ مجيـبُ
لُسـِبْتُ مـن الصـُّدغ الجنـيِّ بعقـربٍ لــه بيــن ورد الوجنـتين دبيـبُ
لئن عـاد لـي عيـد اللَّواعـج غرَّةً فـــإن فــؤادي للغــرامِ نســيبُ
وعنـوانُ حـالي لـو رأى بـثَّ بعضهِ شــُحوبٌ ومــن دون الشـُّحوبِ وجِيـبُ
لحـا الله قلبي كم تنازعه الرَّدى لحــاظٌ لهــا فـي صـفحتيه نُـدوبُ
يلَـذُّ الهـوى لا دَرَّ دَرُّ أبـي الهوى وحســـبك منـــه زفــرةٌ ونحيــبُ
أُدرِّجُ أنفاســـي مخافـــة كاشــحٍ وأُطــرق كيمــا لا يقــال مريــبُ
أديــن بكتمــان الهـوى فيـذيعُهُ فـــؤادٌ وطـــرفٌ خــافقٌ وســكوبُ
وقــالوا غَــوِيٌّ لا يتــوب وآثــمٌ ومــا علمـوا حوبـاً فكيـف نتـوبُ
بحسـب التَّـوافي مـن عفـافي زاجرٌ ومــن صــونه عمَّــا يريـب قريـبُ
أُجلُّــك أن أُبــدي هــواك علالــةً ولكــن لســان العاشــقين خطيـبُ
أبو الطيب الغزي
12 قصيدة
1 ديوان

أبو الطيب بن محمد بن محمد الغزي العامري الدمشقي.

يتصل نسبه بعامر بن لؤي.

شاعر بليغ، دقيق النظر، جيد الشعر، وهو من أذكياء العالم وفضلائه، المشهود لهم بالتفوق والبراعة.

أخذ علوم الأدب عن القاضي محب الدين، وتفقه بالشهاب العيثاوي، رحل إلى مصر فأخذ عن علمائها، ثم عاد إلى دمشق، ودرس بالمدرسة القصاعية الشافعية، توفي في دمشق.

له شعر جيد.

1632م-
1042هـ-