وفتًى يرفُّ بمثل ثوب نضارِ
الأبيات 26
وفتًــى يــرفُّ بمثـل ثـوب نضـارِ وعثـــاعثٍ ترتـــجُّ تحـــت إزارِ
أمَّــا محيَّــاه الوســيم فــإنه منــح القلــوب ومطمـح الأنظـارِ
شــفعت ذوائبـه الـدُّجى وجـبينه بهـــر الهلال عشـــيَّة الإفطــارِ
يرنـو بأكحـل كـالجراز فيـا له مـــن أســودٍ ذي أبيــضٍ بتــارِ
تبـدو لـه أسـد العريـن ظواهراً فيعيــدها أخفــى مــن الأسـرارِ
صــنمٌ تخـرُّ لـه البطـارق سـجُّداً ليجيرهــم فيهيلهـم فـي النَّـارِ
إن قلــت بــدرٌ رابنـي بسـفوره أو قلــت ريــمٌ راعنــي بنفـارِ
لـو أنكـرت منِّـي هـواه جـوارحي فشــحوب جســماني بــه إقـراري
لــم أنسـه واللَّيـل بحـرٌ مزبـدٌ بنجـــومه وأديمــه مــن قــارِ
وإذا بــه وافــى يفـوح كأنَّمـا زرَّت غلائلــــه علــــى عطَّـــارِ
صــدع الدُّجنَّـة فاريـاً ديجورهـا عــن بــدر تــمٍّ مشـرق الأنـوارِ
وافتَّـر يبسـم عـن ثنايـا وامـضٍ بلآلـــئٍ نســق النَّظــام صــغارِ
علَّـــت بخرطــومٍ كميــتٍ سلســلٍ لا مــــــزَّةٍ كلا ولا مصــــــطارِ
روح بلا جســـمٍ ولكـــن جـــوهرٌ متصـــدِّفٌ بالقـــار والفخَّـــارِ
لـو عـبَّ سـاقيها دجًـى في كأسها لرأيــت بــدراً لـسَّ شـمس نهـارِ
حمــراء تحســبها عقيقـة بـارقٍ إن لـم تكنهـا فهـي جـذوة نـارِ
مســـكيَّةٌ فكأنهـــا دم شـــادنٍ يحتَّــل مــن كاسـاتها فـي قـارِ
وهَّــابُ أذوادِ المطافــل يكتفـي بســقوبها بــل واهــب الأخطـارِ
ينســي أحــاديث المكـارم إنـه ملغــي الوعـود ومهـدر الأعـذارِ
يطفـو السـَّخاء علـى أسـرَّته كما يطفو الفرنْد على الصقيل العاري
مـا زال في طلب العلا حتَّى انبرى كهلاً فـــأدرك خمســـة الأشــبارِ
فــي بردتيـه أبـو دؤاد لجـاره ولمــن ينــاويه أبــو الأذعـارِ
مـولاي يـا كهـف الأفاضـل والنُّهى ويميــن بيـت اللـه ذي الأسـتارِ
إنَّــي لأُكــبر منـك هيبـة ضـيغمٍ وأجلُّهـــا منــي عــن الإكبــارِ
سـأقول فيـك الشـِّعر يقطـر حسنه أو يســتمدُّ السـِّحر مـن أشـعاري
يـزري بوشـيِ الـرَّوض نمَّـق نـوره كــفُّ النَّســيم وراحــة الأمطـارِ
أبو الطيب الغزي
12 قصيدة
1 ديوان

أبو الطيب بن محمد بن محمد الغزي العامري الدمشقي.

يتصل نسبه بعامر بن لؤي.

شاعر بليغ، دقيق النظر، جيد الشعر، وهو من أذكياء العالم وفضلائه، المشهود لهم بالتفوق والبراعة.

أخذ علوم الأدب عن القاضي محب الدين، وتفقه بالشهاب العيثاوي، رحل إلى مصر فأخذ عن علمائها، ثم عاد إلى دمشق، ودرس بالمدرسة القصاعية الشافعية، توفي في دمشق.

له شعر جيد.

1632م-
1042هـ-