رشأٌ تمكَّن من فؤاد التَّائه
الأبيات 15
رشــأٌ تمكَّـن مـن فـؤاد التَّـائه فــي قفــر حُبِّيـه وفـي بيـدائهِ
أسـدٌ يجـول بحليـة الحسـن التي فيهـا الأسـود تكـون مـن أُسرائهِ
ملـكٌ تـرى رمـحَ القـوم وقوس حا جبـه وسـيفَ اللَّحـظ مـن نظـرائهِ
قمـرٌ تـراءى نحـو مـرآة السـَّما ءِ وفيــه أثَّــر بــدره بـإزائهِ
أتــرى أرى نفســي مفكَّهــةً بـه ليلاً يحــنُّ إلــيَّ فــي ظلمــائهِ
فلكــم تطــاول نـأيه عنِّـي وذق تُ بـه عنـاً لا ذقـت طعـم عنـائهِ
فـي ليلـةٍ تلقـى الكئيـب مفكراً ممَّــا بــه يرعـى نجـوم سـمائهِ
لـولا غزيـر الـدَّمع أحرقه الحشا لــولاه أصــبح مغرقــاً ببكـائهِ
أمعنِّفــي دع عنـك تعنيفـي فلـي س يطيعنــي سـمعي علـى إصـغائهِ
لـم يصـغِ للتَّعنيـف مسـمع والـهٍ رسـخ الهـوى والوجـد في سودائهِ
يـا صـاحبيَّ سـلاه هـل مـن عـودةٍ بزمــان أنــسٍ تـمَّ لـي بلقـائهِ
أم هــل وصـالٌ أرتجيـه منـه أو وعـدٌ فـأبقى فـي انتظـارِ وفائهِ
أم هـل أسـامر طيفـه من بعد أن قاســيتُ فــرطَ نفــورِهِ وإبـائِهِ
فهــواه داءٌ ضـمن قلـبي لا يـزو لُ ومــا لقلـبي مَخلـصٌ مـن دائهِ
فأنا المقيم على المحبَّة والوَلا وأنـا الـذي في الرِّقِّ من خُدَمائهِ
أبو الطيب الغزي
12 قصيدة
1 ديوان

أبو الطيب بن محمد بن محمد الغزي العامري الدمشقي.

يتصل نسبه بعامر بن لؤي.

شاعر بليغ، دقيق النظر، جيد الشعر، وهو من أذكياء العالم وفضلائه، المشهود لهم بالتفوق والبراعة.

أخذ علوم الأدب عن القاضي محب الدين، وتفقه بالشهاب العيثاوي، رحل إلى مصر فأخذ عن علمائها، ثم عاد إلى دمشق، ودرس بالمدرسة القصاعية الشافعية، توفي في دمشق.

له شعر جيد.

1632م-
1042هـ-