أقمنا بوادي التل نستجلب البسطا
الأبيات 16
أقمنـا بوادي التل نستجلب البسطا بحيـث دنـا منـا السـرور وما شطَّا
وجئنـــا لــروضٍ فتَّقــت نســماته روائح يبعثــن الألــوَّة والقســطا
وقــد ضـربت أفنـان أغصـانه لنـا ســتائر إذ مــدت خمــائله بسـْطا
يبـاري بـه الـورق الهـزار كراهبٍ يحـاكي بعـبرانيِّ ألفـاظه القبطـا
ويعطــف مـا بيـن الغصـون نسـيمه كمـا اجتمع الإلفان من بعد ما شطَّا
وتملــي أحـاديث الغـرام لحوظُهـا فــترويه لكـن ربمـا نسـيت شـرطا
جلسـنا علـى الرَّضـراض فيـه هنيئةً وقـد نظمـت كالـدُّرِّ حصـباؤُّه سـمطا
بـه مـن لجيـن المـاء ينساب جدولٌ تجعِّـده أيـدي النسـيم إذا انحطَّـا
حكـى مسـتقيم الخـطِّ عنـد انسيابه فنقَّـط منـه الوجه زهر الرُّبى نقطا
سـقى اللـه دهـراً مـرَّ في ظله لقد أصـاب بمـا أولى وإن طال ما أخطا
وحـيَّ علـى رغـم النَّـوى كـل ليلـةٍ تقضـَّت بـه لا بـالغوَير وذي الأرطـا
ليــالي لا ريحانــة العمـر صـوَّحت ولا وجـدت في أرضها الجدب والقحطا
صــحبت بهـا مثـل الكـواكب فتيـةً أحـاديثهم فـي مسمعي لم تزل قرطا
يفضــُّون مختـوم الصـبابة والهـوى ويرعون حب القلب لا البان والخمطا
إذا نـثروا مـن جوهر اللفظ لؤلؤاً أودُّ ولــو بالســَّمع ألقطـه لقطـا
يــديرون مـن كـأس الحـديث سـلافةً وربَّمــا تحكــي الأحـاديث إسـفنطا
يوسف بن أبي الفتح
16 قصيدة
1 ديوان

يوسف بن أبي الفتح بن منصور الدمشقي.

نزيل الأستانة، شاعر من الفقهاء. ولي إمامة ثلاثة من سلاطين آل عثمان: عثمان، ومراد، وإبراهيم. وتوفي بالأستانة.

له (قصيدة - خ) وكتاب في (شرح الشفا) للقاضي عياض، وآخر في (شرح عمدة الحكام) وهي منظومة للمحبي.

نسبته إلى جامع (السقيفة) بدمشق، كان جده منصور خطيباً فيه.

1646م-
1056هـ-