تذكَّر من أكناف رامة مربعاً
الأبيات 21
تــذكَّر مـن أكنـاف رامـة مربعـاً ومغنًـى بـه غصـن الشـبيبة أينعا
فبـات علـى جمـر الغضـا يسـتفزُّه غـرامٌ فيـذري الـدمع أربعَ أربعا
كئيبــاً لليلات الغميــم متيَّمــاً معنًّــى بأيــام الحجــون مولَّعـا
يخـالف بيـن الراحتين على الحشا ويلـوي علـى القلب الضُّلوع توجُّعا
فمـــن صــبواتٍ تســتفزُّ فــؤاده ومـن زفـراتٍ أضـرمت فيـه أضـلعا
ألا فـي سـبيل الحـبِّ مهجـة عاشـقٍ تولَّــع فيــه الحـبُّ حـتى تولعـا
وعيــنٌ أبــت بعـد الأحبـة سـَحَّها وفــاءً بحــقِّ الربـع أن تتقشـَّعا
سـقى اللـه من وادي منًى كل ليلةٍ هـي العمر كانت والشباب المودَّعا
ويـا جـادَ أيامـاً بهـا قد تَصرَّمت ثلاثـاً ومـن لـي أن أراهـنَّ أربعا
وحيَّــى مقـامي بالمقـام وأربعـاً لــدى عرفـاتٍ يـا سـقاهنَّ أربُعـا
فللــه مــا أبهـى بمكَّـة مشـعراً وللــه مـا أحلـى لزمـزم مشـرعا
ألا ورعــى دهــراً تقضــَّى بجلِّــقٍ ولولا الهوى ما قلت يوماً لها رعى
ويـا عـاقب اللـه الغـرام بمثله لكـي يعـذر العشـاق فيمـن تولَّعا
خليلــيَّ مــالي كلمــا لاح بـارقٌ تكــاد حصـاة القلـب أن تتصـدَّعا
وإن نســمت مــن قاسـيون رويحـةٌ أجـد أدمعـاً منـي تسـاجل أدمعـا
وحتَّـى مَ قلـبي يسـتطيع إذا شـدا حمـام اللِّـوى بـالرَّقمتين ورجَّعـا
وكـم ذا أقاسي سورة البين والأسى ولا يرحــم العــذَّال منِّـي توجُّعـا
ألا هكــذا فعــل الغـرام بـأهله ومـن بات في صنع الهوى ما تصنَّعا
عـذيرِيَ مـن هـذا الزمـان وأهلـه ومـن لـي بمن يصغي لشكواي مسمعا
يخــوِّفني منــه العــدوُّ قطيعــةً ويظهـر لـي منـه الصـديق تفجُّعـا
ولــم يــدر أنـي للقضـاء مفـوِّضٌ ومـا كـان قلـبي للقضـاء ليجزعا
يوسف بن أبي الفتح
16 قصيدة
1 ديوان

يوسف بن أبي الفتح بن منصور الدمشقي.

نزيل الأستانة، شاعر من الفقهاء. ولي إمامة ثلاثة من سلاطين آل عثمان: عثمان، ومراد، وإبراهيم. وتوفي بالأستانة.

له (قصيدة - خ) وكتاب في (شرح الشفا) للقاضي عياض، وآخر في (شرح عمدة الحكام) وهي منظومة للمحبي.

نسبته إلى جامع (السقيفة) بدمشق، كان جده منصور خطيباً فيه.

1646م-
1056هـ-