حيَّتكِ يا دار الهوى بالأبرقِ
الأبيات 30
حيَّتــكِ يـا دار الهـوى بـالأبرقِ وطفـاء مـن نـوء السِّماك المغدقِ
وغـدت تفتِّـق فـي نواحيـك الصَّبا أرجــاً يغـصُّ رُبـاكِ مهمـا يعبـقِ
وتكفَّلــت أيـدي الرَّبيـع بمطـرَفٍ لــتراك تخلعــه وبــردٍ مونــقِ
حــتى تـرى منـك المغـاني جنـةً مــن سـندسٍ تزهـي ومـن إسـتبرقِ
كــم لـذَّةٍ فـي جبهتيـك خلسـَتُها وهنـاً وعيـن الـدهر لمَّـا ترمـقِ
واهـاً لهـا إن كـان فـرطُ تأوُّهي يجـدي علـى شـحط النَّـوى وتحرُّقي
للـــه أيـــامي بجــوِّ ســويقةٍ ســلفت بمصــطبحٍ ولــذَّةِ مغبــقِ
أيــام ريحــان الشـَّبيبة باسـقٌ ينــدي ومـاء هـواي غيـر مرنَّـقِ
فـي حيـث ظـلُّ اللهو ضافٍ والنَّقا مهـــوًى لجارحــةٍ وقلــبٍ شــيِّقِ
إذ منتــداه مــراد كـل خريـدةٍ بسـوى خيـالات الهـوى لـم تعلـقِِ
رودٌ يرنحهــا الغــرام فتنثنـي ســكرى كخـوط نقـاً تـأود مـورقِ
كـم ليلـةٍ بتنـا بأكنـاف اللوى نلهـو بـذات الحجـل ذات القرطقِ
بتنا على الوادي يراودنا الهوى طوعـاً وغيـر الطـرف لمَّـا يفسـقِ
وكــواكب الجـوزاء ترنـو حسـرةً لنظــام مجلســنا بطــرفٍ محـدقِ
والبـدر فـي أفـق السماء كزورقٍ صــافي الُّلجيـن علـى رداءٍ أزرقِ
وكأنمــا نجـم الثُّريـا إذ بـدا كــفُّ الخريــدة ضـمَّ لـم يتفـرقِ
بـــانت ومــا بــدَلت النَّــوى ونــأت ومـا حلَّـت عقـود تفرقـي
يـا مـيُّ حـتى مَ الدموع تشي بنا وإلـى مَ فـي مضـناك لـم تترفَّقي
يـا ميُّ أنفقت الغرام على النوى إلا هــواك ذخــرت لمــا أنفــقِ
مــا آن أن تتــذكرين عهودنــا ولياليــاً ســلفت بجــو الأبـرقِ
مـا آن أن ترعـى عشـيَّات الحمـى ومواســماً مــرت بغوطــة جلِّــقِ
اللـه يـا لميـاء فـي قلب امرئٍ لـم يـألُ مـا عـنَّ ادِّكـارك يخفقِ
اللـه يـا هيفـاء فـي ذي عـبرةٍ طفقـت مـتى في الفكر خلتِ ترقرقِ
هــذا أمـا وهـواك وهـو أليَّـتي بــأعزَّ مــن قسـمٍ وأكـرم موثـقِ
لـم تسـتمل طرفـي رعابيب الحمى كلا ولا أبصـــر ســـواك فأعشــقِ
نـاجزت كـل أخـي غـرامٍ فـارعوى أهـل الهـوى عنِّـي ولسـت بمملـقِ
وكتمـت سـرَّ هـواك وهـو ذخيرتـي عنـد اللقـاء وربمـا أن نلتقـي
يــا ربــع جلِّـقَ لا أغِبَّـك عـارضٌ يهمــي عليـك بكـل أسـحم مـبرقِ
وسـرت تصـافح مـن مغانيك الصبا ملمومــةً فيهــا هـواي ومعشـقي
فيهــا مسـامرتي ومعظـم صـبوتي فيهــا معــاقرتي وفـرط تشـوُّقي
يوسف بن أبي الفتح
16 قصيدة
1 ديوان

يوسف بن أبي الفتح بن منصور الدمشقي.

نزيل الأستانة، شاعر من الفقهاء. ولي إمامة ثلاثة من سلاطين آل عثمان: عثمان، ومراد، وإبراهيم. وتوفي بالأستانة.

له (قصيدة - خ) وكتاب في (شرح الشفا) للقاضي عياض، وآخر في (شرح عمدة الحكام) وهي منظومة للمحبي.

نسبته إلى جامع (السقيفة) بدمشق، كان جده منصور خطيباً فيه.

1646م-
1056هـ-