الأبيات 36
ســـقى أثَلاثٍ بالعـــذيب نميـــر لــه مـن أفـاويق الغمـام سـميرُ
ســـحابٌ تزجيــه الريــاح وراءه نسـيمٌ لـه المسـك الفـتيق عـبيرُ
ولا برحـت تسـدي يـد القطر فوقها مـن النـور موشـيَّ السـَّدى وتنيـرُ
وخلنـا دراري الأفـق فيـه تساقطت وآن لهـــا أن النجـــوم تغــورُ
عهـدنا بهـا غصـن الشَّبيبة باسقاً يــرفُّ رفيــف البـان وهـو نضـيرُ
كــأنَّ أزاهيــر الشـَّقيق بـدوحها خــدودٌ ونــور الأقحــوان ثغــورُ
كـأنَّ نـديَّ النرجـس الغـضِّ فوقهـا عيــون الغــواني مســَّهنَّ فتــورُ
كـأن غصـون البـان تنـدى غضـارةً معـــاطف غيـــدٍ حشــوهنَّ خمــورُ
سقتها دموعي بل سقاها على البلى ملِــثٌّ مــن الأنــواء وهـو غزيـرُ
فــآه لهـا كـم لـذةٍ تحـت ظلِّهـا نعمنـا بهـا حيـث الكـؤوس تـدورُ
ولهفــي علــى عيـشٍ بجـوِّ سـُويقةٍ تــولي وعيــش الغانيــات قصـيرُ
وواهـــاً لأيــامٍ بشــرقيِّ ضــارجٍ تقضــَّت عشــايا تحتهــا وبكــورُ
فمـرَّت ولـم تعقـب سوى جمرة الأسى يشــبُّ لهــا تحـت الضـلوع سـعيرُ
خليلــيَّ مــالي إن تــألق بـارقٌ يكــاد فــؤادي كالشــَّرار يطيـرُ
وإن خطـرت مـن سـفح نجـدٍ نسـيمةٌ فلــي أنَّــةٌ تحـت الـدُّجى وزفيـرُ
وإن ذكــرت أيــام رامـة أنثنـي وفـي القلـب من فرط الغرام هجيرُ
ألا يـا نسـيم الريح من بطن لعلعٍ تحــدَّث فقلــبي بــالغرام أسـيرُ
ويـا برق نجدٍ هات عن أيمن الحمى حــديثاً ففـي بـثِّ الغـرام سـرورُ
هـل الجيرة الغادون من جنبِ حاجرٍ أنـاخوا لـوى الجرعـاء وهو مطيرُ
وهــل أثلاث الجِـزع ينـدى ظلالهـا وأرض الحمــى فيْنـانُ وهـو مطيـرُ
وهـل هاجعـات البـان نبَّـه خوطها هبــوب نســيمٍ هــبَّ وهــو عطيـرُ
وهـل درسـت مـن بطـن فـجٍّ مسـارحٌ ومحَّـــت جنــوبٌ رســمها ودبــورُ
فمـا بنـت غصـنٍ فوق أفنان إلفها وإلفـــي خليــطٌ منجــدٌ ومغيــرُ
تراهـا إذا وُرق العشـايا ترنَّمـت تهيِّــج مــن داء الهــوى وتـثيرُ
تــذكِّرني وهنــاً أفـانين سـجعها ليـــالي زرودٍ والمحـــبُّ ذكــورُ
بــأبرح منــي أن تقــول بثينـةٌ لقــد ضـربت لـي بـالعقيق خـدورُ
عـذيريَ فـي هـذا الهـوى من مؤَنِّبٍ وهيهـات فـي هـذا الغـرام عـذيرُ
يلـوم فـؤادي فـي هـواه أما درى بــأن فــؤاد العاشــقين صــبورُ
يقــول عجيــبٌ منــك أنـت مجـرِّبٌ فكيـــف وأنــي يعتريــك غــرورُ
فقلــت لــه خفِّـض عَـدَتكَ صـبابتي فكـــلُّ معنًّـــى يهتــدي ويثــورُ
سـأركب مـن شـوس القـوافي شـِمِلَّةً تســير فـي النعمـاء حيـث تسـيرُ
أقــامت بســفح الصـَّالحيَّة برهـةً وحشـــو حشــاها لوعــةٌ وزفيــرُ
بهـا مـن هـواء الغوطـتين نسيمةٌ ومـن عـذب مـاء النَّيربيـن غـديرُ
إذا هبطـت مـن ربـع جِلِّـقَ منـزلاً وقــد نـام حـادٍ واسـتقال مـثيرُ
أمرنـا بهـا طـوع القيـاد توجهت ركائبهــا وهــو المــراد تـزورُ
تـزور فتًـى مـن آل منجـك ماجـداً علـى كـل مـن يـدعى الأميـر أميرُ
يوسف بن أبي الفتح
16 قصيدة
1 ديوان

يوسف بن أبي الفتح بن منصور الدمشقي.

نزيل الأستانة، شاعر من الفقهاء. ولي إمامة ثلاثة من سلاطين آل عثمان: عثمان، ومراد، وإبراهيم. وتوفي بالأستانة.

له (قصيدة - خ) وكتاب في (شرح الشفا) للقاضي عياض، وآخر في (شرح عمدة الحكام) وهي منظومة للمحبي.

نسبته إلى جامع (السقيفة) بدمشق، كان جده منصور خطيباً فيه.

1646م-
1056هـ-