الأبيات 26
يـا ليـت شـعري والمنـى بعد مــا حــال سـكَّانك يـا نجـد
وكيــف دعــدٌ بعــد أيَّامنـا تبقـى لنـا دون النِّسـا دعـد
هل أخفرت من عهدنا في الهوى بعـد النَّـوى أم عهدها العهد
لا غـرو أن قـد غيَّرتها النَّوى فربَّمــــا غيَّـــرك البعـــد
للـه يـا نجـد الظِّبـاء التي قيَّــدها فيــك لنــا الــودُّ
حيـث الهـوى الرَّيق لنا خادمٌ لـم يـأل جهـداً والمنـى عبد
وربعــك الرَّحــب لنــا جنَّـةٌ لــو أنهـا دام بهـا الخلـد
والنَّبــت جــمٌّ ترتعيـه حمًـى والمـــاء لا مســتكدرٌ رغــد
فـي غمـرة القصف لريق الصِّبا نـروح فـي العيـش كما نغدوا
حيِّـي الحيا ذاك الزمان الذي مــرَّ بـه مـن عيشـنا الرَّغـد
أيَّــام أســعى ومهــا حـاجرٍ يلفُّنــي مــن وصــلها بــرد
لا راقـــبٌ عينــاً ولا مفكــرٌ فـي الوصـل أن يعقبـه الصـَّدُّ
فـي فتيـةٍ مثـل نجـوم الدُّجى كــأنهم قــد نظمــوا عقــدُ
مــن كــل ظــبيٍ قضــفٌ قـدُّه لا البــان يحكيـه ولا الرَّنـدُ
جذلان راوي الرِّدف ظامي الحشا يضــيع مــا بينهمــا النَّـدُّ
يزهـي علـى ريـم الفلا جيـده ويزدهــي بـدر السـَّما الخـدُّ
واهــاً لــه مـن زمـنٍ سـالفٍ وألـــف آهٍ لــك يــا نجــد
ومنــزلٍ أخلــق مــن نســجه كــرُّ الســَّوافي فيـه والشـَّدُّ
عهـدي بـه بـرداً قشيب السَّدى فارتـدَّ وهـو الرَّيطـة الجـرد
محــت يــد الأنــواء آيـاته إلا بقايـــا أســـطرٍ تبــدو
أعجــم مــن معربــه شــكله إن حـــال عقلاً قبلــه بعــد
حتَّــى اضــلاَّ فيـه علمـي بـه إذ بــدِّلت مـن هضـبه الوهـد
وقفــت عِيسـي فيـه مسـتعبراً أقــول آهــاً تَعِــسَ البعــد
إلــى هنـا بعـد ليـالٍ خلـت معــدودةٍ قــد بلــغ الحــدُّ
هــب أن ســكانك قـد أجفلـت عنــك فـأين الغـور والنجـد
لــم يبــق إلا طلــلٌ شــاخصٌ كالوشــم محَّــى جُلَّـه الرَّنـد
إبراهيم الأكرمي
37 قصيدة
1 ديوان

إبراهيم بن محمد الأكرمي الصالحي.

شاعر له اشتغال بالأدب، حسن المحاضرة، من أهل الصالحية بدمشق. له ديوان شعر سماه (مقام إبراهيم في الشعر والنظيم).

1637م-
1047هـ-