الأبيات 15
وصـل الكتـاب المهتدى برشاده يزجــي عــوارف شـوقه ووداده
متحليـــاً ببراعــة وفصــاحة تـزري بقُـسِّ فـي صـميم أيـاده
عـذبت به الأبيات في استفتاحه واحلـولت الآيـات في استشهاده
فأخــذته بيـد اشـتياق مسـوِّفٍ بـــوروده مســتوحش لبعــاده
وجعلتــه مـن مقلـتي بمكانـةٍ كـادت تُعفـي مـن سـطور مداده
وتشـابها عنـدي فكـان بياضُها كبياضــه وســوادُها كســواده
ووقفـت منـه علـى نصائح أوحدٍ قرنــت يــداه رأيـه بسـداده
متنبّــه فــي دينــه ببصـيرةٍ قـد قـوّمته علـى طريـق رشاده
جمـع التُّقـى والعلم منه عاملٌ فـي هـذه الـدنيا ليوم مَعاده
راجٍ ثـوابَ اللـه فـي إصـداره خـاشٍ عقـابَ اللـه فـي إيراده
يا أيها المولى الذي لا يأتلي فـي حسـن ما يوليه من إسعاده
إنَّ الـذي وافـى الكتـاب لأجله ســارعتُ فـي إسـعافه بمـراده
ورأيــت ذلـك مِنَّـةً لـك ضـخمة يمتـدُّها ذو اللـبِّ خيـرَ عتاده
أنــت الـذي أعـددته لمـودتي ونصـيحتي فأصـبت فـي إعـداده
كـن حيث شئت فما مررت بخاطري إِلاّ وجــدت هــواك سـر فـؤاده
أبو اليُمْن الكندي
59 قصيدة
1 ديوان

زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن  بن سعيد بن عصمة بن حمير بن الحارث الأصغر الحميري من ذي رعين أبو اليمن تاج الدين الكندي. أديب من الكتاب الشعراء العظماء، ولد ونشأ ببغداد وسافر إلى حلب سنة 563 هـ، وسكن دمشق وقصده الناس يقرؤون عليه، وكان مختصاً بفرخ شاه ابن أخي صلاح الدين وبولده الملك الأمجد صاحب بعلبك، وهو شيخ المؤرخ سبط ابن الجوزي، وكان الملك المعظم عيسى يقرأ عليه دائماً كتاب سيبويه متناً وشرحاً والإيضاح والحماسة وغيرهما. قال أبو شامة: كان المعظم يمشي من القلعة راجلاً إلى دار تاج الدين والكتاب تحت إبطه، واقتنى مكتبة نفيسة. توفي في دمشق. له ديوان شعر، وله: كتاب شيوخه على حروف المعجم كبير، وشرح ديوان المتنبي.

وهو المقصود بقول علم الدين السخاوي :

لم يكن في عصر عمرٍ مثله         وكذا الكنديّ في آخر عصرِ

فهما زيد وعمرو إنّما         بُنيَ النحو على زيد وعمرِو

وفيه يقول أيضاً ابن الدهّان النحوي: يا زيدُ زادَك ربي من مواهبه         نُعمَي يُقصِّرُ عن إدراكها الأملُ

النحوُ أنت احقّ العالمين به         لأنَّ باسمِك فيه يُضرَب المَثَلُ

قال: الصفدي: وكتَبَ الشيخ تاجٍ الدين المنسوب طبقةً وخطُّه على الكُتُب الأدبيّة كثير، واقْتنى كتباً عظيمةً أدبيّةً وغير أدبية، وعدّتها سبع مائة وأحد وسبعون مجلّداً، وله خزانة بالجامع الأمويّ بدمشق في مقصورة الحلبيّين فيها كلّ نفيس، وله مجلّد حواشٍ على ديوان المتنبّي يتضمّن لغةً وإعراباً وسرقاتٍ ومعاني ونكتاً وفوائد وسماها الصفوة، وحواش على ديوان خطب ابن نباتة، وفيهاب يان أوهام وأغاليط وقعت للخطيب، وأجابه عنها الموفّق البغدادي المعروف بالمطجّن، وكان ركن الدين الوهراني صاحب المنامات والترسّل قد أُوِلع به، وقد مرّ شيء من ذلك في ترجمة الوهراني في المحمّدين في محمّد بن محرز،

ثم حكى الصفدي ما جرى بينه وبين ابن دحية الكلبي، بسبب مسالة نحوية وتاليف ابن دحية كتابه "الصارم الهندي في الرد على الكندي" ورد الكندي عليه بكتاب سماه "نتف اللحية من ابن دحية"  ثم حكى الصفدي قصة تأليفه رسالة في الجواب عن المسألة الواردة من مسائل الجامع الكبير لمحمّد بن الحسن في الفرق بين طلقتُكِ إن دخلت الدار وبين إنْ دخلْتِ الدار طلقتُكِ فيما تقتضيه العربيّة التي تنبني عليها الأحكام الشرعية، وردّ عليه معين الدين أبو عبد الله محمّد بن علي بن غالب المعروف بابن الحميرة الجزري، وسمّاه "الاعتراض المبدي لوهم التاج الكندي".

 

 

 

1217م-
613هـ-

قصائد أخرى لأبي اليُمْن الكندي

أبو اليُمْن الكندي
أبو اليُمْن الكندي
قال الصفدي في ترجمة الشاعر في الوافي: ونقلت من خط شهاب الدين القوصي في معجمه من ترجمة الشيخ تاج الدين قال: أنشدني لنفسه يمدح الملك المنصور عزّ الدين فرخشاه بن شاهنشاه ابن أيّوب من الكامل: هل أنت