الأبيات 29
روضُ الهـوى مرتـعٌ وخيم في القلب من رعيه كلوم
أيَّ ســرور جنيــت منـه لـم تعتكـر بعـده هموم
مـا هـبّ للوصل من نسيم إِلا ومــن فرقــةٍ سـموم
إن قدُمَ العشق فاخش منه فشــر أدوائك القــديم
ليـس يديم الزمان شيئا فكيـف مـا تشـتهي يدوم
ربِّ مليــح الــدلال غـرَّ دانـي الهوى صدره سليم
عُلّقتــه لا أشــك أنــي خيَّـم بـي عنـده النعيم
غيَّــرة للشــقاء دهــر بكـل مـا سـاءني زعيـم
أضـحى مقيمـاً على جفاءٍ عندي له المُقعِد المقيم
يسـألني عـن ضنى فؤادي وهــو بأســبابه عليـم
مســتيقظ لاِّطـراح عهـدي لكـن إِلى الغدر مُستنيم
كـان حميمـاً فصـار منه لي في صميم الحشا حميم
رغبــتُ عنـه إِلـى ودادٍ علـى زوال الرضـا يقيم
محصــنٌ بالوفــاء بـاقٍ تَريــمُ رضـوى ولا يَريـم
مـن ماجـد الجود أريحيٍّ مـن نسـل أبـائه كريـم
معشـره فـي الوغى أسود وفـي صـميم العلا قـروم
وفـي الهدى والندى ملاذٌ فهـم نجـومٌ وهـم غيـوم
ذلَّــت لعليـائهم ملـوكٌ ذَلَّـت لعليائهـا النجوم
وخـام عـن بأسـهم رجال كـان الـردى عنهم يخيم
لـي مـن فرخشاه طود عزَّ فنـاء جـاري بـه حريـم
عُلّقـتُ منـه بحبـل مولىً كنـت علـى مثلـه أحـوم
يهيـم بالجود والعطايا كمــا بعليــائه أهيـم
مثر من الفضل والمعالي إذ غيـره منهمـا عـديم
جليسـه السـيف أو كتابٌ هــذا حـبيب وذا نـديم
للعلـم مـن قلبـه مكان وخطبــه عنــده جســيم
مَـن عظَّم الفضل في ذويه دلَّ علــى أنــه عظيــم
خـذها عروسـاً إذا تجلَّت صـبا إِلى حسنها الحليم
حِلــي ألفاظهــا معـانٍ يصـوغها الفكر والعلوم
لهـا بـذكر الطيـب نشر يعبـق مـن فوحه النسيم
أبو اليُمْن الكندي
59 قصيدة
1 ديوان

زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن  بن سعيد بن عصمة بن حمير بن الحارث الأصغر الحميري من ذي رعين أبو اليمن تاج الدين الكندي. أديب من الكتاب الشعراء العظماء، ولد ونشأ ببغداد وسافر إلى حلب سنة 563 هـ، وسكن دمشق وقصده الناس يقرؤون عليه، وكان مختصاً بفرخ شاه ابن أخي صلاح الدين وبولده الملك الأمجد صاحب بعلبك، وهو شيخ المؤرخ سبط ابن الجوزي، وكان الملك المعظم عيسى يقرأ عليه دائماً كتاب سيبويه متناً وشرحاً والإيضاح والحماسة وغيرهما. قال أبو شامة: كان المعظم يمشي من القلعة راجلاً إلى دار تاج الدين والكتاب تحت إبطه، واقتنى مكتبة نفيسة. توفي في دمشق. له ديوان شعر، وله: كتاب شيوخه على حروف المعجم كبير، وشرح ديوان المتنبي.

وهو المقصود بقول علم الدين السخاوي :

لم يكن في عصر عمرٍ مثله         وكذا الكنديّ في آخر عصرِ

فهما زيد وعمرو إنّما         بُنيَ النحو على زيد وعمرِو

وفيه يقول أيضاً ابن الدهّان النحوي: يا زيدُ زادَك ربي من مواهبه         نُعمَي يُقصِّرُ عن إدراكها الأملُ

النحوُ أنت احقّ العالمين به         لأنَّ باسمِك فيه يُضرَب المَثَلُ

قال: الصفدي: وكتَبَ الشيخ تاجٍ الدين المنسوب طبقةً وخطُّه على الكُتُب الأدبيّة كثير، واقْتنى كتباً عظيمةً أدبيّةً وغير أدبية، وعدّتها سبع مائة وأحد وسبعون مجلّداً، وله خزانة بالجامع الأمويّ بدمشق في مقصورة الحلبيّين فيها كلّ نفيس، وله مجلّد حواشٍ على ديوان المتنبّي يتضمّن لغةً وإعراباً وسرقاتٍ ومعاني ونكتاً وفوائد وسماها الصفوة، وحواش على ديوان خطب ابن نباتة، وفيهاب يان أوهام وأغاليط وقعت للخطيب، وأجابه عنها الموفّق البغدادي المعروف بالمطجّن، وكان ركن الدين الوهراني صاحب المنامات والترسّل قد أُوِلع به، وقد مرّ شيء من ذلك في ترجمة الوهراني في المحمّدين في محمّد بن محرز،

ثم حكى الصفدي ما جرى بينه وبين ابن دحية الكلبي، بسبب مسالة نحوية وتاليف ابن دحية كتابه "الصارم الهندي في الرد على الكندي" ورد الكندي عليه بكتاب سماه "نتف اللحية من ابن دحية"  ثم حكى الصفدي قصة تأليفه رسالة في الجواب عن المسألة الواردة من مسائل الجامع الكبير لمحمّد بن الحسن في الفرق بين طلقتُكِ إن دخلت الدار وبين إنْ دخلْتِ الدار طلقتُكِ فيما تقتضيه العربيّة التي تنبني عليها الأحكام الشرعية، وردّ عليه معين الدين أبو عبد الله محمّد بن علي بن غالب المعروف بابن الحميرة الجزري، وسمّاه "الاعتراض المبدي لوهم التاج الكندي".

 

 

 

1217م-
613هـ-

قصائد أخرى لأبي اليُمْن الكندي

أبو اليُمْن الكندي
أبو اليُمْن الكندي
قال الصفدي في ترجمة الشاعر في الوافي: ونقلت من خط شهاب الدين القوصي في معجمه من ترجمة الشيخ تاج الدين قال: أنشدني لنفسه يمدح الملك المنصور عزّ الدين فرخشاه بن شاهنشاه ابن أيّوب من الكامل: هل أنت