الأبيات 24
أيــا مَــن أُرُجيـه وآمـل عفـوه وإن عظمــت منــي لــديه ذنـوب
فـداؤك مـا تحـوي جفـوني فـإنه لفقـــدك فيــه عــبرةٌ ونحيــب
أتـاني مـن الأخبـار أنـك واجـدٌ علــيّ بمـا قـال الوشـاة غضـوب
وأنــي أشــكر صــنائعك الــتي بجيــديَ مــن أطــواقهن أثــوب
أاَكفـر مـا أوليتنـي مـن كرامة شــواهدها كالشــمس ليـس تغيـب
وأنسـاك بدر الدين من بعد أنعمٍ تــذكرني الأنــواء كيــف تصـوب
وكيـف ولـي من دون كتمان فضلها لسـانٌ بهـا فـي العـالمين خطيب
ألسـت الذي ما زال من صفو جاهه وأمــواله لــي حرمــة ونصــيب
ومـا زال أمـري تلو أمرك نافذاً كــأني شــريك فـي العلا ونسـيب
وعنـدكِ إن أنـوي فسـاكنُ مـوطني وعنــد جميــع المنعميـن غريـب
خسـأتَ العـدا عنـي بسـطوة قادرٍ إِلى اليوم منها في القلوب ندوب
وقرَّبـت منـي الخيـر وهـو مبعَّـد وبعَّــدت عنـي الشـر وهـو قريـب
وكنـت إذا مـا نكـدَ الدهر عيشةً لقــوم فعيشــي فـي ذراك يطيـب
وأنــت الـذي جربـت منـي مـودةً يحـوم عليهـا ذو الحِجـى ويلـوب
مســلَّمةٌ مــن عيـب لـولا قمشـترٍ يحصــلها بــالروح منــه مصـيب
فهـل جـائزٌ فـي شـرع حبِّيـك إنه يصـــدَّق واشٍ فــيَّ وهــو كــذوب
وتنسـى عهـودي والـذي أنت عارف بــه مــن حِفـاظي إنَّ ذا لعجيـب
فـإن كـان ذنـبي أنني عندما جد جنــابي مـن نعمـي يـديه خصـيب
تــداركني وانتاشــني فلأخمصــي بعليــائه فــوق السـماك ركـوب
وأصـبح يعـديني على الدهر جوده فــذلك ذنــب لســت منـه أتـوب
أنـا الصادق الود الذي في ولائه ســـواءٌ عليــه مشــهد ومغيــب
عليـم بمـا ينقى به العرض حافظ أميــنٌ لــه منــه عليـه رقيـب
رزئت شــبابي مـذ رزئت وصـالكم ومــا منهمــا إِلا إِلــيّ حــبيب
وإن فـتى يلقـى من البين مثلما لقيــتُ لمَعــذور عليــه مشــيب
أبو اليُمْن الكندي
59 قصيدة
1 ديوان

زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن  بن سعيد بن عصمة بن حمير بن الحارث الأصغر الحميري من ذي رعين أبو اليمن تاج الدين الكندي. أديب من الكتاب الشعراء العظماء، ولد ونشأ ببغداد وسافر إلى حلب سنة 563 هـ، وسكن دمشق وقصده الناس يقرؤون عليه، وكان مختصاً بفرخ شاه ابن أخي صلاح الدين وبولده الملك الأمجد صاحب بعلبك، وهو شيخ المؤرخ سبط ابن الجوزي، وكان الملك المعظم عيسى يقرأ عليه دائماً كتاب سيبويه متناً وشرحاً والإيضاح والحماسة وغيرهما. قال أبو شامة: كان المعظم يمشي من القلعة راجلاً إلى دار تاج الدين والكتاب تحت إبطه، واقتنى مكتبة نفيسة. توفي في دمشق. له ديوان شعر، وله: كتاب شيوخه على حروف المعجم كبير، وشرح ديوان المتنبي.

وهو المقصود بقول علم الدين السخاوي :

لم يكن في عصر عمرٍ مثله         وكذا الكنديّ في آخر عصرِ

فهما زيد وعمرو إنّما         بُنيَ النحو على زيد وعمرِو

وفيه يقول أيضاً ابن الدهّان النحوي: يا زيدُ زادَك ربي من مواهبه         نُعمَي يُقصِّرُ عن إدراكها الأملُ

النحوُ أنت احقّ العالمين به         لأنَّ باسمِك فيه يُضرَب المَثَلُ

قال: الصفدي: وكتَبَ الشيخ تاجٍ الدين المنسوب طبقةً وخطُّه على الكُتُب الأدبيّة كثير، واقْتنى كتباً عظيمةً أدبيّةً وغير أدبية، وعدّتها سبع مائة وأحد وسبعون مجلّداً، وله خزانة بالجامع الأمويّ بدمشق في مقصورة الحلبيّين فيها كلّ نفيس، وله مجلّد حواشٍ على ديوان المتنبّي يتضمّن لغةً وإعراباً وسرقاتٍ ومعاني ونكتاً وفوائد وسماها الصفوة، وحواش على ديوان خطب ابن نباتة، وفيهاب يان أوهام وأغاليط وقعت للخطيب، وأجابه عنها الموفّق البغدادي المعروف بالمطجّن، وكان ركن الدين الوهراني صاحب المنامات والترسّل قد أُوِلع به، وقد مرّ شيء من ذلك في ترجمة الوهراني في المحمّدين في محمّد بن محرز،

ثم حكى الصفدي ما جرى بينه وبين ابن دحية الكلبي، بسبب مسالة نحوية وتاليف ابن دحية كتابه "الصارم الهندي في الرد على الكندي" ورد الكندي عليه بكتاب سماه "نتف اللحية من ابن دحية"  ثم حكى الصفدي قصة تأليفه رسالة في الجواب عن المسألة الواردة من مسائل الجامع الكبير لمحمّد بن الحسن في الفرق بين طلقتُكِ إن دخلت الدار وبين إنْ دخلْتِ الدار طلقتُكِ فيما تقتضيه العربيّة التي تنبني عليها الأحكام الشرعية، وردّ عليه معين الدين أبو عبد الله محمّد بن علي بن غالب المعروف بابن الحميرة الجزري، وسمّاه "الاعتراض المبدي لوهم التاج الكندي".

 

 

 

1217م-
613هـ-

قصائد أخرى لأبي اليُمْن الكندي

أبو اليُمْن الكندي
أبو اليُمْن الكندي
قال الصفدي في ترجمة الشاعر في الوافي: ونقلت من خط شهاب الدين القوصي في معجمه من ترجمة الشيخ تاج الدين قال: أنشدني لنفسه يمدح الملك المنصور عزّ الدين فرخشاه بن شاهنشاه ابن أيّوب من الكامل: هل أنت