طفل السرور من الصهباء مولودُ
الأبيات 37
طفـل السـرور مـن الصـهباء مولـودُ فعاطنيهــا وصــافي العيـش موجـودُ
بكـــرا معتقـــةً صــفراء رائقــةً لهـــا محبـــان ســـكيتٌ وعربيــد
شمساً إذا ما انجلت في الكاس مشرقةً فللمــــتيّم تهيــــامٌ وتغريــــدُ
ســلافةً مــن قــديم العصـر صـافيةً لـــم يــدر مولــدها هــودٌ وداودُ
كـادت تطيـر لنـا لـو لـم يكن زردٌ مـن الحبـاب علـى الكاسـات منضـودُ
راقــت مزاجـاً وقـد رقّـت زجاجتهـا حــتى تــوهّمتُ ان الــراح منقــودُ
كأنهـــا ذوب يـــاقوتٍ لــه حبــبٌ مــن خــالص الـدر مسـبوكٌ ومعقـودُ
بــاتت تــدارُ علينـا مـن مهفهفـةٍ جبينهـــا كــوكبٌ والقــد املــودُ
بســامة الثغــر وضــّاحٌ عوارضــها معسـولة الريـق فـي الخـدين توريدُ
طبيّــة مــن ظبــا عســفان نـافرةٌ تســبيك مقلتهـا السـوداءُ والجيـدُ
غيــداءُ مولعــة بــالتيه عابثــة بالعاشــقين كــذاك الخـد والغيـدُ
وتــبيت ريّانــة الأجفـان مـن سـنةٍ وفــي جفــون أخـي الأشـفاق تسـهيدُ
مــا اســكرتني شـمول بـت اشـربها لكــن شــمائلها والأعيــنُ الســودُ
ســحارة الجفــن فتــاكٌ لواحظهــا فــي ثغرهـا واللمـى مسـك وقنديـدُ
تميــس والـدلّ يثنـي مـن معاطفهـا غصـــناً تجـــاذبه ليــنٌ وتاويــد
قــد ارســلت لام صـدغيها تجـرُّ بـه قلــوب أهــل الهــوى وللام توكيـد
يريــك صــدق جمــالٍ فــي مقبلهـا ان الملام بهـــا أفـــكٌ وتفنيـــد
بحســنها وردت مـن ورد رجنتهـا ال حمــرا وشــامتها الخضـرا اسـانيد
يســمو بغرّتهـا بـدر الجمـال كمـا ســما بقـاكم كهـف المجـد والجـود
وهــو الأميـر الـذي اضـحت مـدائحه عنــد المحامــد ترويهـا الأماجيـد
يهـتز حيـن وفـود الركـب مـن طـربٍ كأنمـــا صـــوت راجيــه تغاريــد
أوفــى همــامٍ علـى أقـدامه شـهدت بيــض القواضــب والخطيّــة الميـد
الباســم الثغـر والهيجـاءُ عابسـةٌ والقـاحم الخيـل تطوي خلفها البيد
مــولىً كريــمٌ ســريٌّ ماجــدٌ فطــنٌ كــأن يــوم يـراه المرتجـي عبيـد
كـم واعـدٍ نفسـه بـالخير منـه وقد جــادت وفــاءً لـه تلـك المواعيـد
مهــذبٌ عزمــه فــي نبــل مكرمــةٍ بثــابت النجــم معقــودٌ ومشــدود
طـــابت خلائقـــه حســـناً وشــمته كــذاك مــن نهضـت فيـه المواليـد
شـهمٌ مـن السـادة الشـهب الذين همُ أهــل المــروءة والشـمّ الصـناديدُ
فكـل فضـلٍ يـرى بيـن الكـرام فهـو لفضــل والــدهِ المــأمون تقليــد
غــدت بعــدل أبيـه الفـرد راتعـةً فـي سـاحة الأمـن بنت الشاة والسيد
يـا قاسـم المـال والأعـدا بلا حـرجٍ وجــامع الحمــد قــد والاه تشـييد
هُنئت هنئت يــا مــولاي فــي ولــدٍ ســـما بمولـــده عـــزٌّ وتأييـــد
نجـمٌ اضـا فـي سـماء الحسن مرتفعاً بالســعد والمجــد موصـوفٌ ومحمـود
جـاءت إلـى مهـده العليـاءُ حاضـنةً والخيــرُ ينشــد أن العمـر محـدود
هـو الأميـر المجيـد المرتقـي شرفاً بجـــده وأبيـــه وهـــو مســـعود
فلا تــزال مــدى الأيــام ذا فــرحٍ فيـــه وعـــزك مشـــهورٌ ومقصــود
وخــذ فتــاة مديـح قـد أتـت بهـا فــمٌ علــى المـدح موقـوفٌ ومرصـود
بطرس كرامة
478 قصيدة
1 ديوان

بطرس بن إبراهيم كرامة.

معلم، من شعراء سورية، مولده بحمص.

اتصل بالأمير بشير الشهابي (أمير لبنان) فكان كاتم أسراره.

وكان يجيد التركية، فجعل مترجماً في (المابين الهمايوني) بالآستانة فأقام إلى أن توفي فيها.

أما شعره ففي بعضه رقة وطلاوة، له (ديوان شعر - ط)، و(الدراري السبع - ط) مجموعة من الموشحات الأندلسية وغيرها.

1851م-
1267هـ-