الأبيات 35
يــا نسـيماً أتـى بريّـا الـورد حـــيّ قــبراً مكرّمــا ذا مجــد
قــبر رب مــولى المـوالي إلـه قــد تســامى جــوداً ببـذلٍ وود
برضــاه قــد مــات فـوق صـليب لينتجــي الأنــام طــرّا ويفـدي
دُفــن الــرب خانعـاً فيـه ثمّـت قــام منــهُ حيّــا بعــزِ وسـعد
وإلـى أخـدار السـماء ارتقى ذا المصطفى المفتدي المعيد المبدي
يــا لقـبرٍ قـد نـمّ منـه أريـجٌ فــاق طيبــاً أريــجَ مسـكٍ ونـد
عــرّف النــاسَ عرفــهُ وهــداهم بـل غـدا عرفـهُ إلى القدس يهدي
رنـده قد أولى البرايا انتعاشاً وبــدا عيشــها بــذاك الرنــد
فـي حمـاهُ مـا يُكسب الروح روحاً مــن نضــور وحســن شــكل وورد
بلغــي يــا صــبا حمـاهُ سـلامي وانشـري ما في القلب من طي وجد
فــاليهِ نفســي تميــل دوامــا بهيــام فــي حــال قـرب وبعـد
وجنـــاني إلــى زيــارته فــي فــرط شــوقٍ مفســرا مـا عنـدي
يـا نسـيمات الصـبح سيرى الينا مــن ربــاه لا مـن روابـي نجـد
وبريّـــاك أنعشـــي قلــب صــبٍ مــا لشــوقِ بقلبــه مــن حــدّ
فبريّــــاك وحــــدها لجريـــحٍ خيــرُ طــبّ وعيــشُ ميــتٍ بلحـد
بـأبي قـبرٌ يمنـح الخـالق نشرا وبنفســـي ســـنا ذراه أُفـــدي
فتــوارى فيــه المســيح ولكـن قـد تبـدّى منـه لنـا نـور رشـد
يـا لـه فـي ذاك الحمى من مزارٍ منــه يبـدو الهـدى لحـرٍ وعبـد
أنــــه للعُفـــاة مخـــزن رزق ولمــن يبغــي مـن سـخاه يجـدي
منهــل النعمــى للنفــوس ووردٌ للصـــوادي للـــبر أعــذب ورد
منــه للخــاطنين أولــى متـاب فينـــالون منــه أوطــد قصــد
منــه للتــائبين أولــى حيـاة فيحــوزون منــه اكليــل مجــد
يــا رعــى اللَــه أرض جلجلــةٍ حيــن حـوته حـوت نفـائس عقلـو
زان منهــا ربوعهــا والمغـاني فغــدت فــي أبهـى وشـاح وبُـرد
منــه نـورٌ بـدا أنـار الأقاصـي كلهــا فــانثنت بــه تســتهدي
يــا إلهـي أنـي لفـي كـرب مـن عظــم ذنــبي ومـن عـدوّي وضـدّي
فـإلى عـون منـك أحتـاج فـارفق بهــواني وامــدد إلــيّ الأيـدي
ســيّدي مُنقــذي إلهــي نصــيري خــالقي راحمــي وعلّــة ســعدي
مُنيــتي لــذّتي ســروري حبـوري راحــتي قرقفــى وشـهدي وقنـدي
أصــل فخـري معيـن ذخـري وعـزّي وســلامي وطيــبُ عيشــي ورغــدي
احمنـي تحـت بنـد رحمتـك الخـا فــق ألـف الهنـا بـذاك البنـد
فــإلى القــرب مــن علاك أجــدّ السـير جـد لـي بنَيـل غاية جدي
وتقبّــل عبــدا أتــاك وســامح أن تُســامح فيـا هنـائي ومجـدي
وتعطّــف علــيّ وارفــق بحــالي وأنلنـي خيـر اللقـا بعـد بُعدي
لاســمك القـدّوس المبـارك اجثـو كـــل آنٍ ثُمّـــت اخصــّك حمــدي
أرسانيوس الفاخوري
5 قصيدة
1 ديوان

أرسانيوس بن يوسف بن إبراهيم الفاخوري.

أديب لبناني، من رجال الكنيسة المارونية في بيروت. ولد في (بعبدا) بلبنان وتعلم بمدرسة (عين ورقة) واشتغل بتعليم العربية، وله نظم.

توفي ببيروت.

له: (روض الجنان في المعاني والبيان-ط)، و(الميزان الذهبي في الشعر العربي-ط).

1883م-
1300هـ-