الأبيات 12
دع الـدنيا تـروق لمشـتهيها وذا الرايـات يخفـق بالبنود
فهبـك ملكتهـا شـرقا وغربـا وسـدّيت القفـار مـن الجنـود
وقـد قـدت الأشـاوس فـوق جرد وتمشـي حولهـا مشـي الوسـيد
أليـس مصـير ذاك إلـى ممـاتِ وتـودع تحـت أطبـاق اللحـود
فلا تغــتر بالــدنيا وحـاذر خيانتهـا وعـش عيـش الفريـد
ولا تنـدم علـى ما فات واحرص علـى الآتـي فلسـت بـذي خلود
وكـن للبـائس الملهـوف عونا وللمظلــوم كـالبرج المشـيد
ولا تطلـب علـى المعروف عرفا فيــذهب بـالطريف وبالتليـد
ولا تضـجر لضـيق الحال واقنع ونكــب عــن طلابـك بالمزيـد
ولا تجــزع إذا فاجــاك خطـبٌ فليــس اللَــه ظلام العبيــد
ولا تقنـط تنـل فرجـا قريبـا ولـو أصـبحت ترسـف بـالقيود
ولن للناس مدار العيش واغنم لأنـــي قـــدوةٌ للمســـتفيد

نصر الله بن فتح الله بن بشارة الطرابلسي الحلبي.

شاعر فحل، أديب فاضل، محب للعلوم ولدرس اللغات، ولد في حلب من أبوين كاثوليكيين من أعيان الشهباء، امتازا بالفضل والفضيلة.

درس مبادئ العلوم على أدباء مدينته فأتقنها في وقت قصير، ثم تفرغ للدروس البيانية والآداب فحفظ شيئاً كثيراً من أشعار العرب ونوادرهم وأخبارهم.

درس اللغتين الفارسية والتركية وكان له بهما شعر جيد. رحل إلى مصر فاراً بدينه بعد ما لقيه من الاضطهاد في بلده. عاش الطرابلسي في مصر إلى أواسط القرن التاسع عشر.

له قصائد كثيرة اغتالت أكثرها يد الضياع.

1840م-
1256هـ-

قصائد أخرى لنصر الله الطرابلسي الحلبي