الأبيات 20
مـن عذيري على اتباع الغواني فهــواهنّ عــن رشـادي غـواني
كلمـا رمـت مـن غرامـي خلاصـا يجــذب القلـب للخطـا بعنـان
يـا فـؤادي واللـه لست فؤادي إن بـدت منـك رغبة في الحسان
يـا مريـداً مـع الـذنوب سماء عمــرك اللَــه كيـف يلتقيـان
خـل عنـك الجنون واندب زمانا رحـت فيـه كالهـائم الولهـان
نفــد العمــر منـك إلّا قليلا فــإلى مــا تميـس كالسـكران
إنمـا المـوت حيـث كنـت قريب فـاترك اللهـو فالحمام مداني
يــا خليلــي إننــي لمســيء فاسـعداني بالنوح أو ساعداني
إنمـا ادمعـي مـن الخـوف حمر فاعبقـاني من شربها واصبحاني
نفـد الـدر مـن حـديثي ونظمي فنــثرت الــدموع مـن مرجـان
وإذا مــا رأيتمــا نفـذ الآ حــر منــي فـأجملا وابكيـاني
أنـا نحـو الصـلاح نكـس جبـان وإلــى الشـر فـارس الميـدان
بئس دهــرا جريــت فيـه إلـى كـــل قبيـــح مشــمر الأردان
لـــك منــي ندامــة ونفــور يـا زماني الذي مضى يا زماني
فــــذنوبي أوقرتنــــي حملا وجنــاني بالأصـل أصـل جنـاني
أتـرى بعـد ذاك هـل لـي شفيع يرتضــيني بمنحــة الغفــران
ليــس الاك عاضــدي يــا وحـي د الآب والجنس والقنوم الثاني
إنّ لـي فـي رضـاك يـا رب حقا إذ تردّيـــت حلّـــة الإنســان
فـــاعني لا تــتركني وحيــدا إذا أمــي ووالــدي تركــاني
واعـف عـن حوبـتي وجهي وانظر لانكســـاري وذلّــتي وهــواني

نصر الله بن فتح الله بن بشارة الطرابلسي الحلبي.

شاعر فحل، أديب فاضل، محب للعلوم ولدرس اللغات، ولد في حلب من أبوين كاثوليكيين من أعيان الشهباء، امتازا بالفضل والفضيلة.

درس مبادئ العلوم على أدباء مدينته فأتقنها في وقت قصير، ثم تفرغ للدروس البيانية والآداب فحفظ شيئاً كثيراً من أشعار العرب ونوادرهم وأخبارهم.

درس اللغتين الفارسية والتركية وكان له بهما شعر جيد. رحل إلى مصر فاراً بدينه بعد ما لقيه من الاضطهاد في بلده. عاش الطرابلسي في مصر إلى أواسط القرن التاسع عشر.

له قصائد كثيرة اغتالت أكثرها يد الضياع.

1840م-
1256هـ-

قصائد أخرى لنصر الله الطرابلسي الحلبي