أرى الشعب لا يرقى الذرى والكواهلا
الأبيات 35
أرى الشعب لا يرقى الذرى والكواهلا إذا مـا غـدا يرضـى عن الحق باطلا
يـروح ويغـدو فـي الجهالـة منـزلا علـى الـوطن المحبـوب منها نوازلا
ســـيدرك عليـــا مجــده وفخــاره إذا كــان للأوطــان يجهــد عـاملا
خليلــي مــا الأوطــان إلا معابــد نقــدس فيهــا ربنــا لا الهيـاكلا
ألــم تعلمــا ان الحيــاة ذميمـة لمـن بـات عـن حفـظ المواطن ناكلا
يجــد إذا اســتهوته يومـاً مراقـص ويلعــب فــي جـد العشـيرة هـازلا
ســلا مهجــتي عنهــا فـان حشاشـتي تــــذوب عليهـــا حرقـــة وبلابلا
أقيمــا معــي نبــك البلاد بعـبرة يفيـض لهـا قلـبي مـن العين سائلا
كأنـك يـا شـعبي تـرى العـز ضارعا إلـى الذل لا تهوى القنا والقنابلا
ومـا العـز إلا ان يـرى المـرء كفه تصــافح بيضــاً أو تــرد جحــافلا
ويــدفع عــن أوطــانه كــل غـارة مـن الجهـل ان الجهـل اصـبح شاملا
فلســت أرى كالجهــل يخفـض عاليـاً ولســت أرى كــالعلم يصـعد نـازلا
ومــا الجهــل إلا ظلمــة مدلهمــة ومـا العلـم إلا البـدر يطلع كاملا
لقــد منيــت أوطاننــا برجالهــا فلســـت تــرى إلا جهــولاً وبــاخلا
فمــن لــي بقـوم لا تليـن قنـاتهم وقــد ملأوا كــل البســيط فواضـلا
يجـــدون فــي نفــع البلاد لأنهــا مـن الجهـل قـد أضحت رسوماً مواثلا
أقــول لقــومي والنصــايح بيننـا أميلـوا عـن التقليـد جيداً وكاهلا
وجـدوا إلـى التوفيـق بيـن شعوبكم فقـد أوحـش التفريـق منكـم منازلا
ألا فـــانظرا هــذي البلاد فانهــا مـن العلـم والعمـران كانت معاقلا
أتاهــا جمــال فاســتباح حريمهـا وقتـــل اعيانــاً بهــا وأمــاثلا
وأعــدمها جوعــاً ونفيــا ومثلــة واجـرى دمـاء القـوم فيهـا جداولا
وان جســـوماً مـــن رجــال أعــزة ابيـدت عـن الأوطـان صـارت هيـاكلا
نقدســـها فـــي كـــل آن فانهــا تعلمنـا سـيراً إلـى المجـد عـاجلا
وان جمـــالاً قـــد مضــى لســبيله وسـجل فـي التاريـخ خزيـاً وبـاطلا
فـــأول شــيء نبتغيــه اتفاقنــا لنــدفع عنـا الطارقـات النـوازلا
ومــــا جلـــب الأرزاء إلا تعصـــب أدر لنــا ضــرع التخــاذل حـافلا
أميطـوا الأذى بـالعلم حـتى تصافوا بأيــد علــى الاخلاص شــدت أنـاملا
فمـن لـي بشـعب ينتقـي مـن رجـاله أفاضـــل لا تـــزداد إلا فضـــائلا
إذا اخــذت يومــاً زمــام وظيفــة تســير بنصــح لا تجــر الغــوائلا
نـــروم رجــالاً ناهضــين بقــومهم إلـى الـذروة العليا كراماً أفاضلا
خـبيرين بالقـانون لا الجهـل شأنهم ولا عرفـوا البرطيـل يومـاً أنـاملا
احــذر قــومي مــن رجـال تزلفـوا وقـد جعلـوا طـرق الخـداع وسـائلا
يحطــون مــن قــدر البلاد وانمــا يســـوقون للأوطـــان ذلاً معـــاجلا
وحســبك يــا لبنــان أنـت وعامـل نصـــيحة فــذ راح ينصــح عــاملا
عليــك ســلامي يــا جبــال فـانني بحبـــك صــاحبت الجــوى والبلابلا
محمد رضا الزين
22 قصيدة
1 ديوان

الشيخ محمد رضا بن سليمان بن علي بن زين الدين الأصغر بن موسى بن يوسف بن زين الدين الأكبر.

عالم جليل، وأديب شهير، وشاعر موهوب.

ولد في صيداء، ونشأ بها على أبويه، ودخل المدرسة العلمية في النبطية، فتلقى تعليمه الأساسي في صفوفها، وتفنن في لغة العرب، وحفظ الشعر، وقرأ المنطق.

هاجر إلى النجف عام 1316 لطلب العلوم الدينية حيث أخذ عن مشايخها، ثم عاد إلى بلاده حيث تسلم إدارة مدرسة النبطية العلمية، ثم أصبح قاضياً للمذهب الجعفري.

توفي في بيروت إثر سقوطه من مرتفع.

له ديوان شعر، وله: (آل الزين في التاريخ)، (التاريخ الإسلامي)، (مراسلات أدبية).

1945م-
1365هـ-