الأبيات 31
أَتَــت طَيفــاً بَعــدَ المِطـالِ وَجـادَت بِالخَيـالِ عَلى الخَيالِ
يَنِـمُّ بِهـا شـَذاها فـي سُراها فَتُدمِـجُ لـي وِصـالاً في اِنفِصالِ
جَلَـت بَـدراً عَلَيـهِ اللَيلُ داجٍ عَلــى دِعـصٍ عَلـى غُصـنٍ مُهـالِ
رَمَـت عَـن مُقلَـةٍ حَـوراءَ قَلباً شــوت سـوداءَهُ بعـدَ المِحـالِ
كــأنَّ بِخَصـرِها وَجـدي عَلَيهـا كِلانـــا فــي ســَقامٍ وَاِغتَلالِ
لَقَـد أبلى اِشتِياقي فيكِ جِسمي إلـى أَن دَقَّ عَـن ضـَربِ المِثالِ
أســىً لا تَســتَقِلُّ بِـهِ ضـُلوعي وَفَيـضٌ سـَحَّ مِـن دَمعـي المُذالِ
فـإن أسـعى فَبِالإرقـالِ أطـوي تَنـائِفَ لا يَضـيقُ بِها اِحتِمالي
بِعيـسٍ تَحـتَ جُنـحِ اللَيلِ تَبدو كَـوخطِ الشـَيبِ في جَنبِ القَذالِ
ضـَوامِرَ كَالقِـداح تَجِـدُّ وَخـداً إلـى مَغنـى المَعـالي وَالجَلالِ
مَعاهِـدُ طالمـا جـادَت ثَراهـا غَـوادي الـوَحيِ هامِيَةُ العَزالِ
سَتَنتَشـِقُ الحَيـاةَ إذا اِنتَشَقتُ أَريـجَ النَشـرِ مِـن تِلكَ التِلالِ
وَتَنتَعِــلُ الوُجـوهَ بِهِـنَّ لمّـا ثَواها الصادِقُ الزاكي المقالِ
رَسـولُ اللَـهِ صـفوَةُ مَـن بَراهُ وَمَــن جَلا بِــهِ جُنــحَ الضـَلالِ
أتـى وَالخلـقُ فـي عَمياءَ جَهلٍ ودَيـنُ الـدينِ في أسرِ المِطالِ
فَاســَّس للهُـدى ركنـاً شـَديداً وآل الكُفــرُ مِنــهُ لِلــزَوالِ
بِبَــدرٍ طَــوَّقَ الإِشـراكَ خِزيـاً علـى حُكـمِ الصَوارِم وَالعَوالي
ولـم تَـألُ الكَتـائِبُ عن عِراقٍ وَلا شــامٍ وَلا أَقصــى الشـَمالِ
فـوالى اللَـهُ تَسـليماً عَلَيـه وجَــدَّدَهُ عَلَيــهِ عَلـى اِتِّصـالِ
وَلا زالَ الهُـدى فينـا مُقيمـاً بِدولـةِ سـِبطِهِ فَخـرِ المَعـالي
هُمـــامٌ دونَ مَنعَتِـــه اِعتِلاءٌ مَراقـي الشُهبِ أَو مَجرى الهِلالِ
وهـذا المَجـدُ أقعَـسُ مَـن مَعَدٍّ تَخِــرُّ لِعــزِّه شــُمُّ الجِبــالِ
فَـأَنتَ الفذُّ في العلياءِ فرداً فَمـا لِسـِواكَ فيهـا مِـن مَقالِ
فـأيُّ الخلـقِ وازى فـي سـِباقٍ مَقامَــكَ فـي نَـوال أو قِتـالِ
وَأيُّ مــآزِق الهيجــاءِ تَلقـى ولَســتَ بضـاربٍ تِلـك الرِعـالِ
وأَيُّ كَتــــائبٍ جالَـــدَت إِلّا تَركـتَ كُماتَهـا جَـزَرَ النِصـالِ
وَمــا مَحَلَـت مَـراعٍ فيـكَ إِلّا شــَفَت أمحـالَهُ بِـدَرُ النَـوالِ
لقَـد قَطَعَـت بنـا الآمـالُ حتّى كرعنــا مِــن مَعينِــكَ ف زُلالِ
فــدُمتَ للمكــارم تَبتَنيهــا وَتَنشـُرَ ما طَوَت مِنها اللَيالي
أَشــَدتُم للمَواسـِم طيـبَ ذِكـرٍ طَوى ما كانَ في الأمَمِ الخَوالي
فَمـا للـدينِ غيـرُكَ مِـن عِمادٍ وَمـا لِلـدَهرِ غَيـرُكَ مِـن جَمالِ
الحسن بن أحمد المسفيوي
21 قصيدة
1 ديوان

أبو علي الحسن بن أحمد المسفيوي.

شاعر من أهل مراكش، ومن شعراء المنصور المتميزين.

ضاعت أشعاره كما ضاعت موشحاته.

1622م-
1032هـ-