هَكَذا هَكَذا تَكون المَعالي
الأبيات 39
هَكَــذا هَكَــذا تَكــون المَعـالي مُسـنَداتٍ عَلـى الظُـبى وَالعَـوالي
وَكَــذا تُعطــي الفَتـحَ أَوَّلَ شـَيءٍ حركــاتُ المَنصـورِ وَفـقَ اِقتِبـالِ
هَـل يُـرامُ المَنصورُ بِاللَهِ مَن قَد بَطَلَـــت معــهُ حيلَــةُ الأَبطــالِ
مَــن أَبـادَ العِـدى وَطَهَّـرَ مِنهُـم في الجنوبِ البِقاعَ أَو في الشَمالِ
فَاِســأَلِ الرُكـنَ والمخـازِنَ عَنـهُ إذ جَلا الخَطـبَ عِنـدَ ضـَنكِ المَجالِ
أَيُعــاني عَزيمَــةَ المَلِـك الشـَه مِ ســِوى نِكــسٍ أجهَــلِ الجُهّــالِ
أَو يُــداني عَرينَـهُ الأَشـِبَ المَـح مِــــيَّ إِلّا مُعَــــرَّضٌ لِلوَبــــالِ
فَلَـو أَنَّ السـِماكَ ذا الرُمحِ ناوا هُ لِأَمسـى عَـن رُمحِـهِ فـي اِغتِـزالِ
أَو نَـوى النَسـرُ طائراً عَنهُ مَنحى لَغَــدا واقِعــاً لَــهُ فـي حِبـالِ
ضــَلَّ مَــن ظَــنَّ أَنَّـهُ مِنـهُ نـاجٍ فــي فَضــا بَعــدَ حَربِـهِ أَو تِلالِ
وَلَــو أَنَّ القَطـا أَعـارَتهُ ريشـاً أَو أَقَلَّتـــهُ أَرجُـــلُ الأَوعـــالِ
أُثكِلَــت أُمُّ الثــائِرِ المُتَــدَلّي بِغُــــــرورٍ لِحَربِـــــهِ أَو مَلالِ
لَــم يَقُــم حَتّـى أَقعَـدَتهُ رِمـاحٌ لِلرِضى الشَيخِ اللَيثِ طَودِ المَعالي
غَــرَّهُ بَــرقٌ خُلَّــبٌ قَــد أَشـارَت فــي جَهــامٍ بِــهِ نَـوى الإِمحـالِ
مِــن بُعــاةٍ تَســاقَطوا كَفَــراشٍ فَــوقَ نـارٍ لِلحَـربِ ذاتِ اِشـتِعالِ
أَوقَـــدوها فَأطفَأَتهــا دِمــاهُم مِــن ســُيوفٍ لِلشـَيخِ سـُمرٍ طَـوالِ
غـادَرَتهُم وَهُـم عَلـى التُربِ صَرعى بِعَــراءٍ مُســتَوحِشِ الرَبــعِ خـالِ
يَعبَـثُ الطَيـرُ فيهِـم وَالسيدُ وَال أُســـدُ بِأَشـــلائِهِم وَبِالأَوصـــالِ
وَقَضــى بِالشــَقا الإِلَــهُ عَلَيهِـم وَبِنَصـــرِ المَــأمونِ أَفضــَلِ والِ
عُمـدَةِ الأَمـرِ عـائِدِ الصـِلَةِ المَر فــوعِ الاِبتِــدا وَفــي كُـلِّ حـالِ
قَمَــرُ التِــمِّ مَــن أَتـاهُ كَمـالٌ قَبــلَ عَشــرٍ أَو قَبــلَ الاِسـتِهلالِ
فَأَتانــا الزَمــانُ مِنــهُ بِفَـردٍ مُتَغـــالِ فـــي فَضــلِهِ مُتَعــالِ
فَلَعَمــري لَــو كـانَ بَعـضُ سـَناهُ لِهِلالٍ لَاِنفَـــــكَّ نَقـــــصُ الهِلالِ
ذو وَقــارٍ يَسـبي النُهـى وَثَبـاتٍ دونَـهُ القُطـبُ أَو رَواسـي الجِبالِ
حـازَ رُشـدَ الرَشـيدِ في هَديِ مَأمو نٍ وَعَليـا عَلِـيِّ الوَصـِيِّ المِفضـالِ
يــا رَعـى اللَـهُ مِنـهُ أَيَّ هُمـامٍ قَــد أَذاقَ الهُمـومَ حِـزبَ الضـَلالِ
وَحَمــى بِـالبيضِ وَسـُمرِ العَـوالي حَـوزَةَ المُلـكِ مِـن أَذى كُـلِّ قـالِ
وَكَفــى أَو كَفَــت يَــداهُ خُطوبـاً هــــائِلاتٍ تَمــــوجُ بِـــالأَهوالِ
فَأَرانــا شــِفا العَليــلِ بِفَتـحٍ نِعـمَ فَتـحُ المَـولى العَلِيِّ الجَلالِ
قَـد حَبـا المَـأمونَ بِـهِ وَأَتانـا مُعلِمـــاً بِالشـــِفاءِ وَالإِكمــالِ
جالِبـــاً لِلإِمــامِ جَيــشَ ســُرورٍ قَـد تَلا الفَتـحَ فـي بَديعِ اِحتِفالِ
ســَلَبَ العيـدَ حُسـنَهُ وَتَبَـدّى غـر رَةً لِلزَمــــــانِ ذاتِ جَمـــــالِ
فَهَنيئاً لَكُــم إِمـامَ الهُـدى مـا مَنــحَ اللَـهُ مِـن جَزيـلِ النَـوالِ
ذاكَ فَتـحٌ قَـد جَـلَّ قَـدراً وَأَعيـا وَصــفُهُ مِقــوَلي وَفِكــري وَبـالي
رَشـــتُموني ســَهماً وَتَبَّلتُمــوني فَاِرتِياشـي مِـن عِنـدِكُم وِاِنتِبالي
وَبِكُــم قَـد رُضـتُ الصـَعابَ وَلانَـت لـي القَـوافي المُمكِناتُ الحَوالي
دُمــتَ بِالمَــأمونِ حُسـامِكَ تَحمـي بَيضـَةَ الـدينِ وَالعِـدا في اِختِلالِ
وَأَدامَ المَــولى لِمُلكِــكَ نَصــراً لا يُـرى فـي الـدُنيا لَهُ غَيرُ تالِ
ثُــمَّ لا زِلــتَ بِالمَســَرَّةِ تَجنــي ثَمَــرَ المُشــتَهي بِكَــفِّ الكَمـالِ
علي بن منصور الشياظمي
16 قصيدة
1 ديوان

أبو الحسن علي بن منصور الشياظمي.

اتصل بالسلطان أحمد المنصور قائداً وشاعراً، وهو من أهل مراكش.

له جملة أشعار متفرقة في بطون مصادر العصر وفي مدح الرسول عليه السلام، في مدح السلطان أحمد المنصور.

1603م-
1012هـ-