يا حبَّذا رِيحٌ أتاكَ نَسِيمُهَا
الأبيات 57
يـا حبَّـذا رِيـحٌ أتـاكَ نَسِيمُهَا ولـديهِ مـن أحبَـارِهِم مَكتومُهَا
ودَعَــاهُ مِـن سـِلعٍ بريـقٌ لامِـعٌ فانصَبَّ من نَثرش الدُّمُوعِ نَظِيمُهَا
فـاحَت بـهِ نفَحضـاتُ رَملَةَ عالِجٍ بِشـــَذا بـــاللِّوى تخييمُهَــا
يُنبِيـكَ عـن مسـرَاهُ فجـرٌ باسمٌ بحـديثِ أشـواقٍ شـَوَاكَ أليمُهَـا
يـا سَاكِناَ تلَعَاتِ جَرعَاءِ الحِمَى فَرُبَـى العُذَيبِ ظَعِينُها ومُقِيمُهَا
هَـل لِي إلَى تِلك المَعالِمِ عَودَةٌ تشـفِي شـُجُوناً فِي حَشايَ سُمُومُهَا
بــأبي عَشـِيَّاتٍ هنالِـك تزدَهِـي حُسـناً ويَعبَـقُ نَشـرُها وَشَمِيمُهَا
بيَوانِــعٍ عِيـنٍ سـَقَامُ جُفُونِهَـا سـَقَمُ الجوانِـح لاَيَبَـلُّ سَقِيمُهضا
غِيـدٍ تشـُبُّ عَلَى القلوب غَرَامُها حتَّـى يـذوبَ غِشـاؤُهَا وصـَمِيمُها
مَـن لـي بمَن حلَّ العُذَيبَ ودُونَهُ أعلاَم نَجــدٍ ســَهلُها وحُزُونُهَـا
وَمَهَــامِهِ لـو كُلِّفَـت بِسـُلُوكِهَا ريــحٌ لَكَـلَّ بَلِيلُهَـا وسـَمُومُها
هَـل مِـن خَوانِـفَ مَهرِيَّـاتٍ صـُلَّبٍ أحفَافُهَــا ولُحومُهـا وأدِيمُهَـا
وقـفٌ على أسرى السُّرى إِرقَالُهَا وذَمِيلُهــا وعَنِيفُهَـا ورَسـِيمُها
تَخـدِي بنَـا فـي كُـلِّ مَرتٍ صَحصَحِ والآلُ يَحفِضــُهَا بِــهِ ويُقِيمُهَـا
تَسِمُ المَزوُرَات المجاهِلَ فاغتَدَت بِزُلاَلِهَـــا آكــامُهُنَّ وكُومُهَــا
حَتَّـى نشـُقَّ الـدَّربَ فوقَ ظُهُورِهَا وَيَسـِيلَ في بطنِ المَسيلِ سَعُومُها
ونُنِيـخُ بالبطحـا فيَحطِمُ كُلَّ ما حَطَمَـت عليهِـنَّ النُّفُـوسَ حَطِيمُهَا
وَأصـُبُّ فِي تِلكِ الجِمَارش مَدَامِعاً تُطفِي لَظَى جَحَمش الفؤادِ جَحِيمُها
وتعرَّفَــت عضـرَفاتُها وحِراؤهَـا شـوقِي وزَمـزمُ والصفا ورُسُومُها
وأمِيـطُ عِندَ المِشعَرَينش كِلَيهِمَا شـَعرِي وَمِيطَ عن القُلُوبِ هُمُومُهَا
فـأكُونُ مِمَّـن قَد أجَابَ ولم يَنِي لمَّـا دَعَـا للبَيـتِ إبرَاهِيمُهَـا
وأرى بُروقــاً مُوشـِماتٍ مَوهِنـاً مِـن نَحوِ طِيبضةَ لاَ أزَالُ أشِيمُهَا
لاَحَــت فزُمَّــت للرحيـل رواحـلٌ يَحكِـي وَشـِيكَ وَميضـِهِنَّ طَهِيمُهَـا
حتّـى وردنَ بنَا العقيقَ فَرَاقَها بِتِلاعِ هَاتِيـكَ الرُّبَـى تَنوِيمُهَـا
وتنَسـَّمت نفَحَـاتُ تُربَـةِ مَـن بِهِ طـابت أباطِـحُ طِيبَـةٍ ونسـِيمُهَا
وتَلألأت أنــوارُه فســَمت لنــا غُـرَرٌ طَـوت حُجُـبَ الضّلالِ نجُومُهَا
قِبَـبٌ حَـوَت سـرَّ الوجودِ ومَن لَهُ وُجِـدَت فرادِيـسُ العُلاَ وَنعِيمُهَـا
مَـن تَنجَلِـي يَومَ الجزاءِ بِجَاهِهِ عن أوجُهِ الرُّسلِ الكِرَامِ غُمُومُهَا
فخليلُهــا ألجَـا لأحمـدَ قـومَهُ يبغِـي الجِوارَ ورُوحُها وكَلِيمُها
مـن أفصـَحَ الحجـرُ الأصَمُّ بِصِدقِهِ وأجَــابَهُ ذِئبُ الفَلاَةِ وَرِيمُهــا
وسـَقَى وأطعمَهَـا كتـائِبُ جيشـِه صـاعاً فأُشـبِعَ هِيمُهَـا وَنَهِيمُهَا
والبَــدرُ مُنشـَقٌّ لبِعتَتِـهِ كمَـا خمـدَت لفـارِسَ نارُهـا وضَرِيمُهَا
قسـَماً بسـاطِعِ نُورِهِ إن حُمَّ لِي زَورٌ لتُربَتِـهِ الكَرِيمضـةِ خيمُهَا
لأعفِّــرَنَّ جَبِيــنَ وَجهِــي لاَثِمـاً لثَــرَى رُسـُومٍ لاَ يُمـلُّ لُثُومُهَـا
لمَعَــالِمٍ جَاشــَت خِلاَلَ دِيَارِهَـا آيُ مَلاَئِكَــةِ الســَّمَاءِ تُسـِيمُهَا
آيـاتً وَحـي أُحكِمـت وأتـى بها مَتـوَى الأمَانَـةِ رُوحُهَا وحَمِيمُهَا
مَـا زَالَ رَوحُ اللـهِ يَعبَقُ عَرفُهُ بِحمَـى مَـدِينَتِهِ المَنيعِ حَرِيمُهَا
وصــلاتُهُ أبــداً يُضـَاعِفُهَا لَـهُ حَتَّـى القيامـةِ لا يزالُ يُدِيمُهَا
وأدامَ تأيِيــداً لـوَارثِ مَجـدِهِ أسـنَى الخلائِقِ فخرُهـا وعظيمُها
مَلِــكٌ نمَتــهُ دَوحــةٌ نبويَّــةٌ وسـَمَت بِـهِ أقيالُهَـا وقُرُومُهَـا
شمســيَّةٌ أحســَابُها وبهَاؤهَــا بدرِيّــةٌ أنســابُها وأَرُومُهَــا
ســـَهلِيَّةٌ رحبِيَّـــةٌ أحلاَقُهَـــا جَبَليَّـــةٌ آنائُهَــأ وحُُلُومُهَــا
قُصــــَوِيَّةٌ مُرِّيّــــةٌ فِهرِيَّـــةٌ أسـنَى مَنَاسـِبِ خِنـدِفٍ وصـَميمُها
أقمَـارُ مَجـدٍ فِـي مَطَـالِعٍ سُؤدَدٍ كُشـِفَت بهم بُهمُ الحُطوبِ وَشِيمُهَا
أعلاَمُ فحــرٍ ســوَّدت هَضــَبَاتِهَا عَلَمَـا نِـزَارٍ قَيسـُها وتميمُهـا
لـم تـأبَ سـُؤددهُم أُباةُ رَبيعةٍ بِكـرٌ وتغلِـبُ ذُهلُهـا وَجُشـُومُهَا
يَمَـنُ بـنُ قَحطـانٍ عَشَت أذواءَهَا أضـواءُ خِنـدِفٍ فاستَنَار بَهِيمُهَا
نســَبٌ تهُــزُّ بِـهِ قُصـَيٌّ عِطفَهَـا تِيهـاً وهَاشـِمُهَا كـذا مَحزُومُهَا
وتفـرَّعَ النُّـورُ المُبِيـنُ محمّـدٌ مِـن هَاشـِمٍ اَرِجُ الأُصـُولِ كَرِيمُهَا
وَنَمَـى لنا المنصورُ فهوَ سَلِيلُهُ وإمَــامُ أمَّتِـه فنِعـمَ مُسـِيمُهَا
وأتـى بِـهِ المَهـدِيُّ فارِعَ نبعِهِ ينبُـوعُ عَـذبُ المكرُمَات نَدِيمُهَا
تَتَفَيَّــأ الآنــامُ وارِفَ ظِلِّهــا وتَفِيـضُ مِنهُـم بالمَواهِبِ دِيمُهَا
وَافَـى أبُو العَباسِ فانتَشَرَت بِهِ أغصــَانُهَا وظِلالُهَــا وغُيُومُهَـا
حتَّـى أعَـادَ لَنَـا خِلاَفَـةَ هاشـمٍ موطُــودةً أكنافُهَــا ورُسـُومُهَا
مخضــرَّةً عرَصــَاتُها قَـد فَـوَّفت تِلَـعَ المُنَـى صَمعَاؤُهَا وجَمِيمُهَا
لاَ زالَ مِنــهُ للبريَّــةِ ســَائِسٌ يقظَـانُ فِـي مَهدِ الأنامِ يُنِيمُهَا
وغَـدَت مَعَاصـِمُ المواسـِم تزدَهِي بحُلَــى محَاسـِنِه وَدَامَ يُقِيمُهَـا
محمد بن علي الهوزالي
13 قصيدة
1 ديوان

أبو عبد الله محمد بن علي الهوزالي.

يعرف بالنابغة الهوزالي.

شاعر الدولة الفقيه الجليل البليغ.

له شعر في مدح السلطان أحمد المنصور ووصف انتصاراته، كما أن له مولديات كان ينشدها في المولد النبوي الشريف.

1603م-
1012هـ-