سَقَى مُنحَنَى الوَعسَاءِ من رامةٍ قَطرُ
الأبيات 68
سـَقَى مُنحَنَـى الوَعسـَاءِ مـن رامةٍ قَطرُ وحَيــثُ مَعَاهِـدُ اللِّـوى الـدِّيَمُ الغُـرُّ
وجــادت ذُرَى تيمــاءَ وانهَـلَّ فوقَهَـا نِطَــافُ الغَــوَادِي وهـيَ هَامِيَـةٌ غُـزرُ
وهَــزَّ عليهــا الــبرقُ كُــلَّ مُصــَمِّمٍ يُـوَفَّى بِـهِ فـي المحـلِ للـدِّيمِ النُّذرُ
فرعيـاً لهـا مِـن أربُـعٍ هـاجَ ذِكرَهـا بَلابِــلُ صــَبٍّ عِيــلَ عَــن وَجـدِهِ صـَبرُ
إذا اعتــادَهُ ذِكــرُ العَقِيـقِ وَعَالِـجٍ وســِلعٍ جَـرَى مـن كُـلِّ طَـرفٍ لَـهُ نَهـرُ
ألاَ هَــل لمكلُــومِ الجَوانِــحِ وقفَــةٌ دُوَيـنَ النّقـا حيـثُ الأُكيثِبَـةُ العُفـرُ
تُعَلِّلُــهُ أنفَــاسُ نَجــدٍ ســَرَى بِهَــا نَســِيمُ صـَباً بَـاتت يُعَازِلُهَـا الزَّهـرُ
وركـبٍ علـى الأكـوارِ نشـوَى مِنَ الكَرَى ترامَــت بهِــم بِيــدٌ صَحَاصــِحَةٌ قَفـرُ
تشـــُقُّ بهِـــم أغفَالَهـــا أرحَبِيَّــةٌ يُنـاغي بُعَـامَ الظَّـبي فِـي فِيحِهَا هَدرُ
إِذَا غَــرَّدَ الحــادِي طَرِبــنَ كأنَّمــا تلَجلَـجَ مِنهَـا فِـي ضـَمير الـدُّجى سـِرُّ
فَيَـا لَـكِ مِـن هُـوجٍ ويـا لَيـتَ فَوقَهَا مُعَنّــىً يُـدَانِي خطـوَهُ الإثـمُ والـوِزرُ
يــزُورُ النبِــيِّ المصــطفى ويُزِيــرُهُ تِلاَءً كمــا يُهــدِي نُســَيمَاتِهِ الشـِّحرُ
رســولٌ تجلَّــت مِــن أســارِيرِ وَجهِـهِ ســَوَاطِعُ أنــوَارٍ بِهَــا كَمُـلَ البَـدرُ
وفاضــَت علـى الـدُّنيَا بجُـودِ بَنَـانِهِ بِحـارٌ بِهَـا أودَى عَلَـى العَسـِرِ اليُسرُ
بِــهِ أنعَــشَ اللــهُ البريَّـةَ بعـدَمَا أحَــطَّ عَلَيهَـا بَركَـهُ الحـادثُ النُّكـرُ
إليـه التجَـا الرُّسلُ الكِرَامُ وقَد دَجَت كُــرُوبٌ فَجَلَّــى مِــن مَيَـامِنِهِ الفَجـرُ
هُــوَ الــذُّخرُ لاَ يُرجَـى سـِوَاهُ وَسـِيلَةً إذا لـم يَكُـن يـومَ الجَـزَا غيرَهُ ذُخرُ
هُـو المـوئِلُ الأحمَـى الَّـذي يُحتَمَى بِهِ وقـد وُضـِعَ الميـزانُ وانتَشـَرَ الحَشـرُ
هُوَ العُروَةُ الوُثقَى التي استَمسَكَت بها يَـدَا كُـلِّ مَـن يَنجُـو وَقَـد نُصِبَ الجسرُ
شــَمَائِلُ أحلَــى مِــن حَيَــاةٍ مُعَـادَةٍ وَأذكَـى مِـن الزَّهـرِ الَّـذي فَتَّقَ القَطرُ
أتـى بالهُـدَى يـدعُو إلَيـهِ ولـم يَزل يُنَـادِي وَفِـي الآذَانِ عَـن رُشـدِهَا وَقـرُ
فلمَّـا التَـوَت عُليـا لُـؤَيِّ وِلَـم يُقِـم بهـــا أَوَداً إِلّا المقوَّمَـــةُ الســُمرُ
نــأنهُ عَـنِ البَطحـا لُـؤَيُّ بـنُ غـالِبٍ وأحشــَاؤُهُم تعلِــي وأعيُنُهُــم حُــزرُ
فَيمَّــمَ مَتــوَى العِــزِّ طَيبتَـهُ التِـي أبَـى اللـهُ إلاَّ أن يَكُـونَ بِهَـا النصرُ
فـــآوَتهُ إيمَانـــاً بـــهِ وتبَــوَّأت لَـهُ الـدَّارُ والأعـدَاءُ أعنَـاقُهُم صـُغرُ
حَمَتـــهُ ســَراةُ الأزدِ آســادَ غَيلَــةٍ لهـا البِيـضُ أنيَـابٌ وسُمرُ القَنَا ظُفرُ
فـألقَت إليـه الحُمـسُ فـي عُقرِ دارها مقالِيــدَ واسـتَدنى مَعَاطِسـَهَا القَسـرُ
وذَاقَ الــرَّدَى أبطَــالُ فِهـرٍ وأدرَكَـت أبَـا جهلِهـا البِيـضُ المُذَرَّبَـةُ البُترُ
وأودَى بِعُتبَـــةَ الظُّبَـــى فتَقَطَّـــرَت بِنَــارِ الأســَى هِنـدٌ وذابَ لَهَـا صـَحرُ
فليــتَ قُرَيــشَ العِـزِّ ألقَـت مَقَادَهَـا إليـه ولـم يَجمَـح بهـا الخُلُقُ الوَعرُ
ويـا ليتَهُـم لـم يُـؤثِرُوا حِقـدَ ضَيعَمٍ وَلَـم تُشـمِتِ الأعـدَاءَ فـي حِلمِهـا فِهرُ
فَلَــو تَبِعُــوهُ لــم تُصــَب سـَرَواتُهُم وَلاَ أُنهِكــت مِنهُــم حُنَيــنٌ ولا بَــدرُ
هُـــمُ قطعُــوا أرحــامَهُم وتحزَّبُــوا وَحَـادَ بِهشـم عَـن رُشدِهِم عمرُو والغمرُ
هُـمُ هَجَـرُوا الحـقَّ المـبينَ وأعرَضـُوا عِنَـــاداً وآيُ الصــِّدقِ وَاضــِحَةٌ غُــرُّ
دَعَـا البـدرَ فانشـَقَّ انشـِقَاقاً وسبَّحت برَاحَتِــهِ صـُمُّ الحَصـَى وانجَلَـى الأمـرُ
كَمَــا قَــد أتـت تهتَـزُّ شـَمَّاءُ أيكَـةٌ إلَيــهِ ولــم يُحجِـل أفانينَهـا عُـترُ
كمـا أفحَـمَ اللُّسـنَ المَصـاقِيعَ مِنهُـمُ بـآي تحَـامَى شـَأوَهَا النَّـثرُ والشـِّعرُ
عليــهِ سـَلاَمُ اللـهِ مَـا آلـمَ الحَشـَا إِليــهِ حَنِيـنُ النِّيـبِ آطأهَـا الزَّجـرُ
وَمَـا وَمَضـتن بـالغورِ للرَّكـبِ مَوهِنـاً بُـرُوقٌ تلَظَّـى فِـي الضـُّلوعِ لهـا جَمـرُ
ومَـا سـَحَبَت ذَيـلَ الحَيـا نَسمَةُ الصَّبَا علـى الـرّوضِ فَـانفَتَّت عَلَى زَهرِه الدُّرُّ
لمجــدِك يَـا شـَمسَ المعـالي رَفعتُهَـا فَلاَ أنثنِــي عَــن فضـلِكُم وَيَـدِي صـِفرُ
إذا ازدَلَــفَ الراجُـونَ منكـم بصـَالِحٍ فــإن متَـاتِي عِنـدَكَ الحمـدُ والشـُّكرُ
فلاَ بَــرِحَ اليــومُ الــذي طَلَعَـت بِـهِ عَلَينَــا عُلاَكُـم يَزدَهِـي عِطفَـهُ الكِـبرُ
ودامــت بأجيــادِ المواســِمِ زينَــةٌ عَلَـى سـِبطِكَ المنصـُورِ مَـا بَقِيَ الدَهرُ
إمـامُ الهـدى حَـاز المعـالي وَرَاثـةً وَوَجـهُ الضـًّحَى مِـن عـابِرِ الـدَّمِ مُحمَرُّ
رأى دُونهــا بَحــرَ الــرَّدَى فأجـازَهُ بِــهِ ســَابِحٌ لكِــن بســَاحَتِه الحُضـرُ
أهَــابت بــهِ فاهتَــاجَ عِـزّاً وغَيـرَةً عليهـــا حِفــاظٌ مِــن خلاَئِقِــهِ مُــرُّ
جَــدِيرُ بــأن متَّــت بحبــلِ ذِمَامِهَـا إلَيـهِ فلـم يَطـرُق عُـرَى عَهـدِهَا خفـرُ
نهُــوضٌ بأعبَــاءِ العُلَـى غَيـرَ كَـارِثٍ بأنحــاء دَهـرِ أو سـَطَا حَـادِثٌ يعـرُو
بـرأي يَـرَى فِـي مُبهَـمِ الخَطـبِ مَنهَجاً وقَـد ضـَاقَ فـي حَافَاتِه المسلَكُ الوَعرُ
وأنصـارِ حـزِبٍ قَـد تخطَّـت إلَـى الوَغَى بهِـــم ضــُمَّرٌ دُهــمٌ وســائمَةٌ شــُقرُ
وَجُـــودٍ إذا ضــَنَّ الغمــامُ تبجَّســَت بِــهِ كَفَّــهُ وانهَــلَّ نائِلُهَـا الغمـرُ
إلــــى شـــِيَمٍ مَهدِيَّـــةٍ فاطميَّـــةٍ يهـــزُّ عِطفَيـــهِ شـــَيبَةُ أو عمــرُو
ومجـــدٍ بنـــاهُ الأنبيـــاءُ مؤَثَّــلٍ لـه الزَّهـرُ أتـرابٌ وشـمسُ الضُّحى ظِئرُ
مَســاعٍ لهــا فــوقَ الســِّماكِ مُعَـرَّسٌ لبـدرِ الـدجى تِلقَـاءَهُ النَّظَـرُ الشَّزرُ
عُلـــىً تنتمـــي أعراقُهــا أوَّلِيَّــةٌ تَعَــرَّقَ فــي خيـرِ الأنـامِ لهـا نَجـرُ
يجــرُّ بِهَــا ذَيــلَ الفخــارِ غَطَـارِفٌ نَمَـاهُم إِلَـى العَليَـا كِنَانـةُ والنَّضرُ
لَهُــم فـي ذُرَى البطحـاءِ دارٌ عتيقـةٌ يــروحُ إليهــا خـابِطُ اللَّيـلِ مُعتَـرُّ
وتُلفَـــى حِفَافَيهـــا جِفـــانٌ مليئةٌ ســَدِيفاً ومَــولى كُــلِّ طائفَــةٍ حَـزرُ
وملبونــــةٌ مربُوطَــــةٌ بإزائِهـــا قِبـــابٌ تُعـــالِيهِنَّ مركُــوزةٌ ســُمرُ
إِذا دُعِيَـت للحَـربِ طَـارت إلـى الوَغَى وفــي كــلِّ وُكــنٍ فــذَّهَا لَكُـمُ صـُغرُ
وتلمَـــعُ فـــي أيمـــانِهِم يَزَنِيَّــةٌ بِهِــنَّ عَمــودٌ مِــن جَميـعٍ لَهَـا سـُمرُ
وتطفُــــو عليهــــم أذرُعٌ تبَعِيَّـــةٌ كمـا فُضِّضـَت مـن فـوقِ أصـلاَحِهَا الغُدرُ
لـكُ يـا بَنِـي خيـرٍِ الـورى كُـلٌّ باذِخٍ مِـنَ العِـزِّ أعيَـى العَـالمِينَ وَلاَ فَخـرُ
مَنَــاقِبُ يَروِيهَــا المُعَــرَّفُ والصـّفا وزمــزمُ والــبيتُ المعظَّــمُ والحِجـرُ
أيــا خيـرَ مَـن تَفتَـرُّ عَـن مَكرُمَـاتِهِ إذَا شَقشـَقَ النـادي الأحـاديثُ والذكرُ
تجـاوزتُ طُـرقَ المـادحين مـن الـورى وفـي العجـزِ عن إدراكِ أوصَافِكَ العُذرُ
لِيَهنِـكَ مـا تُثنِـي بـه السـُّوَرُ الَّتِـي تُرَتِّــلُ فيــكَ آيَهَـا البَـدوُ والحَضـرُ
محمد بن علي الهوزالي
13 قصيدة
1 ديوان

أبو عبد الله محمد بن علي الهوزالي.

يعرف بالنابغة الهوزالي.

شاعر الدولة الفقيه الجليل البليغ.

له شعر في مدح السلطان أحمد المنصور ووصف انتصاراته، كما أن له مولديات كان ينشدها في المولد النبوي الشريف.

1603م-
1012هـ-