ألَمَّت وقَد ألوى على وَصلِهَا الهَجرُ
الأبيات 32
ألَمَّـت وقَـد ألـوى على وَصلِهَا الهَجرُ كما افتَرَّ إثرَ الليلِ عن ثَغرِهِ الفَجرُ
وقَـد حَـلَّ إذ لاَحَـت دجى اللَّيلِ وجهُهَا كمـا نَـضَّ سِجفَ اللَّيلِ عَن وَجهِهِ البَدرُ
تُســـَاقِطُ لــي دُرّاً لقطــتُ فريــدَهُ بأَنمُــلِ سـَمعٍ فيـه عَـن غَيـرِهِ وَقـرُ
تُحَــدِّثُ عـن مَسـرى سـَوَارٍ رَمَـت بهـا مَـرَامٍ تضـِلُّ النّهـجَ في فَيحِهَا الزّهرُ
تحـامَى هَوَاهَا الطَّيرُ مِن خشيَةِ الرَّدَى قـديماً وأعيَـى الرِّيحَ مسلَكُهَا الوعرُ
وجَشــَّمَها المنصــورُ خُــرسَ كتــائبٍ تُحَمِّــلُ مــا يُـردِي فيحمِلُـهُ الصـّبرُ
تُقَـــادُ نواصـــِيها بِكُـــلِّ مُتَــوَّجٍ نمتــهُ إلــى عَـدنانَ آبَـاؤُهُ الغُـرُّ
علَـى كُـلِّ محبُـوكِ السـَّرَاةِ إذَا جَـرَى مـع الريـح فاتَ الرِّيحَ مِن عَدوِهِ حَضرُ
صـــــَوافِنُ مَــــأثُورَةٍ مَشــــرَفِيّةٍ تـــؤُمُّ غَرَارِيهـــا رُدَينِيَّــةٌ ســُمرُ
بِمُرهَفَــــةٍ مَــــأثُورَةٍ مَشــــرَفِيّةٍ تُـــؤمُّ غَرَارِتهـــا رُدَينَّـــةٌ ســُمرُ
غَـدَت تحمِـلُ المَـوتَ الـزُّؤامَ يحُوطُهَا ويكنُفُهـــا يُمـــنٌ يُشـــَيِّعُهُ نَصــرُ
فحلَّـت بـأرضِ السـود لـم يَتنِ عزمَها مَهَالِــكُ صــُدَّ عـن مَسـَالِكهَا الـذُّعرُ
ورَامَــت بَنُــو حَـامٍ لِجَهـلٍ بِقَـدرِها دِفَاعـاً فَبـاتت فَـوقَ آنافِهَـا العَفرُ
هَمـى فَوقَهَـا وُطـفُ المنايـا بحَاصـِبٍ طَـوامِي عِبَـالُ النَّبـلِ مـن فَيضِهِ هَمرُ
لقـد ذَكَـرَ الحُبشـَانُ مِـن وَقعِهَا بِهِم وقِيعَـةَ يَـومِ الفِيـلِ لَو ينفَعُ الذَّكرُ
كـــأنَّ قريشــاً جمَّعتهَــا لتَنتَهِــي إلَـى فَخرِهَـا المنصـُور فهـيَ لهُ ذخرُ
إِلَـى مَلِـكٍ مَـا شـَامَ فَارِقَـةَ الظُّبَـى عَلَــى مَلِــكٍ إلاَّ وَحَــاقَ بِـهِ القَسـرُ
إِلَــى مَلِــكٍ لــم يُهـدِ حَـدَّ سـِنَانِهِ إلَــى مَــارِقٍ إلاَّ وَمَــورِدُهُ النّحــرُ
إلــى ملِــكٍ لَــولاَ لَوَاقِــحُ رَأيــهِ لمــا لَقَحَــت حَــربٌ عَـوَانٌ وَلاَ بِكـرُ
مِــنَ النَّفَـرِ البِيـضِ الَّـذينَ أكُفُّهُـم هَوَاطِـــلُ والآفـــاقُ مُظلِمَــةٌ غُــبرُ
إذَا مَـا احتَـذَاهَا المعتفُـونَ تبَجَّسَت فتفعَـلَ فـي الآفـاق مـا يَفعًلُ القَطرُ
تـرَى الأرضَ تهتَـزُّ ارتياحـاً بِمَا هَمَى عَلَـــى كُــلِّ وَادٍ نائِلهَــا العَمــرُ
هُـمُ الصَّفوَةُ المَحضُ الَّتِي لَم يُشَب لها إلـى الجُـذمِ إسـمَاعِيلَ فـرعٌ وَلاَ نَجرُ
لهـا قصـَبَاتُ السـَّبقِ فِـي كُـلِّ مَحفَـلٍ إذَا اسـتبقَت يَومـاً كِنانـةُ أو فِهـرُ
فلِلَّــهِ بيــتٌ شــَدَّ أطنَـابَهُ العُلَـى إلـى فَلَـكِ الجَـوزَاءِ شـَيبَةُ أو عَمرُو
وبَــوَّأهُ وفــدُ الرِّســالةِ واهتَــدَى بــأنجمِهِ فــي كــلِّ دَاجِنَــةٍ ســِفرُ
أيــا خيـرَ مَـن أمَّ القَرِيـضُ فِنَـاءَهُ وأُعمِـلَ فـي إطـرَاءِ أوصـَافِهِ الفِكـرُ
هَنِيئاً أميــرَ المُـؤمِنينَ فقـد قَضـَى علـى كـلِّ مَـن نـاواك أسيَافُكَ البُترُ
لَئِن أســلَمَت أرضُ الجَنُــوبِ مَقَادَهَـا فعــن كَتــبٍ تُلقِـي مقالِيـدَهَا مِصـرُ
وتـــزوَرُّ زَورَاءُ العــراقِ فتهتــدي إليكُــم وأعنَـاقُ العِـدَى خُضـَّعٌ صـُغرُ
وتخفُــقُ بــالوادي المُقَــدَّسِ رَايَـةٌ عليــكَ وتهــوِي فِيــهِ ألوِيَـةٌ حُمـرُ
فَـــدُم لِفُتُـــوحٍ يســتَحِثُّ لنَيلِهَــا إلــى كـلِّ قُطـرٍ مِنـكَ ذُو لَجَـبٍ مَجـرُ
محمد بن علي الهوزالي
13 قصيدة
1 ديوان

أبو عبد الله محمد بن علي الهوزالي.

يعرف بالنابغة الهوزالي.

شاعر الدولة الفقيه الجليل البليغ.

له شعر في مدح السلطان أحمد المنصور ووصف انتصاراته، كما أن له مولديات كان ينشدها في المولد النبوي الشريف.

1603م-
1012هـ-