قِفَا نشتكي هَذِي الرُّبوعُ الدّوارِسُ
الأبيات 30
قِفَـا نشـتكي هَـذِي الرُّبوعُ الدّوارِسُ لِمَــا جرَّعَتهُــنَّ الرِّيَـاحُ الرَّوامِـسُ
ربُــوعٌ لهـا بيـنَ الضـُلُوعِ مَرابِـعٌ تُماثِـــلُ غَيــرَ أَنَّ تِلــكَ بَســَابِسُ
فهـل يُسـعِدُ المشـتاقَ فِيمَـا يبيتُهُ خلِــيٌّ لَـهُ جَفـنٌ مـن الـدَّمعِ يـابِس
وهــل تُنبِىـءُ الأطلالُ أيـنَ أنِيسـُهَا وتُخبِــرُ عَــن آرامِهِــنَّ المكــانِسُ
وممـا يَشـُبُّ فـي الحَشـا ضـَرَمَ الأسى ســُؤَالُكَ قَــطُّ لَيــسَ فِيــهِ مُـؤانِسُ
فمـا كـلُّ مَـن يُبـدي المَلامـةَ ماحِضٌ ولا كُــلُّ مَــن يَحلُــو بِسـِرِّكَ رامِـسُ
ولا كـلُّ مـن يُبـدي الشـَّجاعَةَ وَاقِـفٌ إذا صـافَحَت بيـضَ السـُّيوفِ القوانِسُ
ولا كـلُّ مـن جَـرَّ الجيوشَ إلَى الوَغَى خبِيــرٌ بــأدواءِ الحــروبِ مُمَـارِسُ
ولاَ كـلُّ مَـن تَسـمُو إلَى المُلكِ نَفسُهُ نَهُــوضٌ بِأعبَــاء الخِلاَفــةِ ســائِسُ
فلـولا نفَـاقُ الـدُرِّ كانت مِنَ الحَصى كواســِدُها تِلــك اللآلـي النَّفَـائِسُ
تخَطَّفَهَـا المنصـورُ مـن مِحلَبِ الرّدَى وللنَّقــعِ والبــارودِ ليـلٌ عُكَـامِسُ
دعَتــهُ فَلبَّاهَـا وقَـد حَـالَ بَينَهـا وَقَـائِعُ أضـحَكن الـرَّدَى وهـوَ عَـابِسُ
حُــرُوبٌ طَـوَت ذِكـرَ البُغـاَةِ ومِلَّهُـم ومـات لهـا ذِكـرُ البَسُوسـش وداحِـسُ
بِهَــا قَــد وَدِدنَـا أنَّـهُ مَـعَ جَـدَّهِ بصــِفِّينَ يَــومَ حــاربَتهُ العنـابِسُ
تقـرُّ بهـا عَيـنُ الوصـيِّ لدَى الوغَى دُجـى النّقـع وَالتَفَّت عليه الكَرَادِسُ
لعَمــرُكَ لاَ أنســَاهُ يَومــاً شـَهِدتُهُ وقَـد سـَفَرَت سـنَّ الكُمَـاةِ المَـداعِسُ
يُرَبِّـــسُ للإقـــدامِ كُـــلَّ كَتِيبــةٍ كمَـا رَبَّـسَ المَرجَان في السِّلكِ رابِسُ
وحَســبُك فـي وادِي المخـازِن وقعـةٌ بهـا الشـِّركُ حتَّـى آخِرِ الدَّهرِ ناعِسُ
بهــا عرَفـت أبنـاءُ عيسـى بـأنَّهم عبِيدُ العصا ما ناسَ في الدَّهرِ نائِسُ
فــدانُوا لَــهُ حــتى توقَّـعَ بَطشـَهُ برُمَّتِهِـــم صـــُلبَانُهَا والكَنَــائِسُ
وَضــَاقَت علـى بَسـتَيَانٍ كُـلُّ عَوِيصـةٍ وذَلَّـت لَنَـا مِنـهُ الأنـوفُ الغطـارسُ
فجهَّــزَ مــا تحــوي ذخـائِرُ مُلكِـهِ يَــذوذُ بهــا عــن نفسـِهِ وَيُـداعِسُ
ولـو أيقَنُـوا مِنهَا النَّجَا بِبَنَاتِهِم لزُفّــت لنــا أبكـارُهُم والعَـوَانِسُ
بِيُمـنِ أبـي العبَّـاسِ صـَالت سُيُوفُنَا علـى الشـِّركِ حتَّـى ليسَ للشِّركِ حَارِسُ
ومـن جُـودِه صُلنَا عَلَى الدَّهرِ بَعدَمَا لــهُ مـن نُفُـوس المُقتِريـن فـرائسُ
فكـم وقعـةٍ فِـي البَذلِ أفنَت بنانُهُ بهـا المالَ حَتَّى ليسَ في الأرضِ بائسُ
كــذلِكَ أبنَــاءُ الوَصــِيِّ بنــانُهُم إذا جَمَســَت أيـدِي السـَّحَابِ بَرَاجِـسُ
فلا زال سـَيفُ الحـدِّ فـي كـفِّ أحمـدٍ يــذُودُ بــهِ عَــن دِينِــهِ ويُـدَاعِسُ
ولا زالَــتِ التتلِيـثُ تقـرَعُ باسـمِهِ فتَحـرُسُ فِـي الأديَـار تِلـك النَّوَاقِسُ
فلا زالــتِ الــدُّنيَا ببَهجَـةِ نُـورِهِ تُمَايِــلُ أغصــَانَ النَّقَــا وَتُمَـايِسُ
محمد بن علي الهوزالي
13 قصيدة
1 ديوان

أبو عبد الله محمد بن علي الهوزالي.

يعرف بالنابغة الهوزالي.

شاعر الدولة الفقيه الجليل البليغ.

له شعر في مدح السلطان أحمد المنصور ووصف انتصاراته، كما أن له مولديات كان ينشدها في المولد النبوي الشريف.

1603م-
1012هـ-