الأبيات 18
لـواء المجـد والتعظيـم يعقد بـأنواع الثنـا للغـوث أحمـد
إمـام الأوليـا الأسـد الرفاعي أبى العلمين ذي الركن المشيد
فـتى مهمـا تقـادم وقـت عصـر يـرى فيـه لـه الـذكر المجدد
هـو البحـر الـذي عظمـت جلالا غــوامض در معنــاه المنضــد
هـو الحـبر الـذي كبرت كمالاً دقــائق سـلك مـذهبه المؤيـد
هـو الغيـث الـذي فاضت جمالاً حقــائق سـحب نـائله المؤبـد
هـو الحـرم الأميـن ومـن أتاه بصــدق والنجـا بحمـاه يسـعد
هو الغوث الجليل أبو المعالي أجــل الصــالحين علا واوحــد
تســلطن رتبــة وسـما مقامـا ففيــد أكـابر الأقطـاب ترشـد
وفــي أبـوابه زبـد المعـاني بمــوج للقيامــة ليـس يجمـد
علــت أحــوال دولتـه مكانـاً فكـان هـو المكيـن بكـل مرصد
وكــم مــن آيـة كـبرى تجلـت لـه ويـد ليـوم الحشـر تحمـد
ويكفيـه افتخـاراً في البرايا علـى الأفـراد مـد يميـن أحمد
فمــن فيــض الرسـول بكـل آن رفيـع رحـابه المعمـور يقصـد
كــذا آل الرسـول لهـم إيـاد علـى هـام العلا بـالعز تمتـد
وجــدهم أجــل الرســل قـدراً وأعلاهــم برحـب الغيـب مسـند
عليــه اللَــه صــلى كــل آن مـدى مـا ذكـره الممدوح ينشد
وأصــــحاب وأولـــد كـــرام بهــم قمـري روض السـعد غـرد
أبو الهدى الصيادي
788 قصيدة
1 ديوان

محمد بن حسن وادي بن علي بن خزام الصيادي الرفاعي الحسيني، أبو الهدى.

أشهر علماء الدين في عصره، ولد في خان شيخون (من أعمال المعرة) وتعلم بحلب وولى نقابة الأشراف فيها، ثم سكن الآستانة، واتصل بالسلطان عبد الحميد الثاني العثماني، فقلده مشيخة المشايخ، وحظى عنده فكان من كبار ثقاته، واستمر في خدمته زهاء ثلاثين سنة، ولما خلع عبد الحميد، نفي أبو الهدى إلى جزيرة الأمراء في (رينكيبو) فمات فيها.

كان من أذكى الناس، وله إلمام بالعلوم الإسلامية، ومعرفة بالأدب، وظرف وتصوف، وصنف كتباً كثيرة يشك في نسبتها إليه، فلعله كان يشير بالبحث أو يملي جانباً منه فيكتبه له أحد العلماء ممن كانوا لا يفارقون مجلسه، وكانت له الكلمة العليا عند عبد الحميد في نصب القضاة والمفتين.

وله شعر ربما كان بعضه أو كثير منه لغيره، جمع في (ديوانين) مطبوعين، ولشعراء عصره أماديح كثيرة فيه، وهجاه بعضهم.

له: (ضوء الشمس في قوله صلى اللّه عليه وسلم بني الإسلام على خمس - ط)، و(فرحة الأحباب في أخبار الأربعة الأقطاب - ط)، و(الجوهر الشفاف في طبقات السادة الأشراف - ط)، و(تنوير الأبصار في طبقات السادة الرفاعية الأخيار -ط)، و(السهم الصائب لكبد من آذى أبا طالب - ط)، و(ذخيرة المعاد في ذكر السادة بني الصياد - ط)، و(الفجر المنير - ط) من كلام الرفاعي.

1909م-
1328هـ-