أَمِنَ الِ مَيَّةَ رائِحٌ أَوْ مُغْتَدِ

وقال أيضاً يصف المتجرَّدة وكان في بعض دخلاته على النعمان قد فاجأتْه 

فسقط نَصِيفهَا عنها فغطَّتْ وجهها بمعصمها فقال النابغة وكنى بها:

في البيت الثالث من هذه القصيدة إقواءٌ. وللبيتِ روايةٌ أخرى: "وَبِذاكَ تَنْعابُ الْغُدافِ الْأَسْوَدِ".



والبيتُ السّابع من هذه القصيدة مَزيدٌ على قصيدةِ المتجرّدة وهو غير موجود في مخطوطة الدّيوان.
الأبيات 36
أَمِــنَ الِ مَيَّــةَ رائِحٌ أَوْ مُغْتَـدِ عَجْلانَ ذا زادٍ وَغَيْــــرَ مُـــزَوَّدِ
أَفِـدَ التَّرَحُّـلُ غَيْـرَ أَنَّ رِكابَنـا لَمَّـا تَـزُلْ بِرِحالِنـا وَكَـأَنْ قَـدِ
زَعَـمَ الْبَـوارِحُ أَنَّ رِحْلَتَنـا غَداً وَبِـذاكَ خَبَّرَنـا الْغُـدافُ الْأَسـْوَدُ
لا مَرْحَبـــاً بِغَــدٍ وَلا أَهْلاً بِــهِ إِنْ كـانَ تَفْرِيـقُ الْأَحِبَّـةِ فِـي غَدِ
حـانَ الرَّحِيـلُ وَلَـمْ تُوَدِّعْ مَهْدَداً وَالصـُّبْحُ وَالْإِمْسـاءُ مِنْهـا مَوْعِدِي
فِـي إِثْـرِ غانِيَـةٍ رَمَتْـكَ بِسَهْمِها فَأَصـابَ قَلْبَـكَ غَيْـرَ أَنْ لَمْ تُقْصِدِ
بِالـدُّرِّ وَالْيـاقُوتِ زَيَّـنَ نَحْرَهـا وَمُفَصــَّلٍ مِــنْ لُؤْلُــؤٍ وَزَبَرْجَــدِ
غَنِيَـتْ بِـذَلِكَ إِذْ هُـمُ لَـكَ جِيـرَةٌ مِنْهــا بِعَطْــفِ رِســالَةٍ وَتَـوَدُّدِ
وَلَقَـدْ أَصـابَتْ قَلْبَـهُ مِـنْ حُبِّهـا عَــنْ ظَهْـرِ مِرْنـانٍ بِسـَهْمٍ مُصـْرِدِ
نَظَــرَتْ بِمُقْلَــةِ شــادِنٍ مُتَرَبِّـبٍ أَحْــوى أَحَــمِّ الْمُقْلَتَيْـنِ مُقَلَّـدِ
وَالنَّظْـمُ فِـي سـِلْكٍ يُزَيِّـنُ نَحْرَها ذَهَــبٌ تَوَقَّـدُ كَالشـِّهابِ الْمُوقَـدِ
صـَفْراءُ كَالسـِّيَراءِ أُكْمِـلَ خَلْقُها كَالْغُصـْنِ فِـي غُلَـوائِهِ الْمُتَـأَوِّدِ
وَالْبَطْــنُ ذُو عُكَــنٍ لَطِيـفٌ طَيُّـهُ وَالنَّحْــرُ تَنْفُجُــهُ بِثَـدْيٍ مُقْعَـدِ
مَخْطُوطَـةُ الْمَتْنَيْـنِ غَيْـرُ مُفاضـَةٍ رَيَّــا الـرَّوادِفِ بَضـَّةُ الْمُتَجَـرَّدِ
قـامَتْ تَـراءَى بَيْـنَ سـَجْفَي كِلَّـةٍ كَالشـَّمْسِ يَـوْمَ طُلُوعِهـا بِالْأَسـْعُدِ
أَوْ دُرَّةٍ صـــــَدَفِيَّةٍ غَوَّاصــــُها بَهِــجٌ مَتَـى يَرَهـا يُهِـلُّ وَيَسـْجُدِ
أَوْ دُمْيَــةٍ مِــنْ مَرْمَـرٍ مَرْفُوعَـةٍ بُنِيَــتْ بِــآجُرٍّ يُشــادُ وَقِرْمَــدِ
سـَقَطَ النَّصـِيفُ وَلَـمْ تُرِدْ إِسقاطَهُ فَتَنــاوَلَتْهُ وَاتَّقَتْنــا بِالْيَــدِ
بِمُخَضـــَّبٍ رَخْــصٍ كَــأَنَّ بَنــانَهُ عَنَـمٌ يَكـادُ مِـنَ اللَّطافَـةِ يُعْقَدِ
نَظَـرَتْ إِلَيْـكَ بِحاجَـةٍ لَـمْ تَقْضِها نَظَـرَ السـَّقِيمِ إِلـى وُجُوهِ الْعُوَّدِ
تَجْلُــو بِقـادِمَتَيْ حَمامَـةِ أَيْكَـةٍ بَــرَداً أُســِفَّ لِثــاتُهُ بِالْإِثْمِـدِ
كَــالْأُقْحُوانِ غَــداةَ غِـبِّ سـَمائِهِ جَفَّــتْ أَعــالِيهِ وَأَســْفَلُهُ نَـدِي
زَعَـمَ الْهُمـامُ بِـأَنَّ فاهـا بارِدٌ عَــذْبٌ مُقَبَّلُــهُ شــَهِيُّ الْمَــوْرِدِ
زَعَـمَ الْهُمـامُ -وَلَـمْ أَذُقْهُ- أَنَّهُ عَـذْبٌ إِذا مـا ذُقْتَـهُ قُلْـتَ ازْدَدِ
زَعَـمَ الْهُمـامُ -وَلَـمْ أَذُقْهُ- أَنَّهُ يُشـْفى بِرَيَّا رِيقِها الْعَطِشُ الصَّدِي
أَخَـذَ الْعَـذارى عِقْـدَها فَنَظَمْنَـهُ مِــنْ لُؤْلُــؤٍ مُتَتــابِعٍ مُتَســَرِّدِ
لَــو أَنَّهـا عَرَضـَتْ لِأَشـْمَطَ راهِـبٍ عَبَــدَ الْإِلَــهِ صــَرُورَةٍ مُتَعَبِّــدِ
لَرَنـا لِبَهْجَتِهـا وَحُسـْنِ حَـدِيثِها وَلَخــالَهُ رَشـَداً وَإِنْ لَـمْ يَرْشـُدِ
بِتَكَلُّــمٍ لَــوْ تَســْتَطِيعُ سـَماعَهُ لَـدَنَتْ لَـهُ أَرْوى الْهِضـابِ الصُّخَّدِ
وَبِفــاحِمٍ رَجْــلٍ أَثِيــثٍ نَبْتُــهُ كَالْكَرْمِ مالَ عَلى الدِّعامِ الْمُسْنَدِ
وَإِذا لَمَسـْتَ لَمَسـْتَ أَجْثَـمَ جاثِماً مُتَحَيِّــزاً بِمَكــانِهِ مِلْـءَ الْيَـدِ
وَإِذا طَعَنْـتَ طَعَنْـتَ فِـي مُسـْتَهْدِفٍ رابِـي الْمَجَسـَّةِ بِـالْعَبِيرِ مُقَرْمَدِ
وَإِذا نَزَعْـتَ نَزَعْـتَ عَـنْ مُسْتَحْصـِفٍ نَـزْعَ الْحَـزَوَّرِ بِالرِّشـاءِ الْمُحْصَدِ
وَإِذا يَعَـــضُّ تَشـــُدُّهُ أَعْضــاؤُهُ عَـضَّ الْكَبِيـرِ مِـنَ الرِّجالِ الْأَدْرَدِ
وَيَكـادُ يَنْـزِعُ جِلْـدَ مَنْ يُصْلَى بِهِ بِلَوافِـحٍ مِثْـلِ السـَّعِيرِ الْمُوقَـدِ
لا وارِدٌ مِنْهــا يَحُــورُ لِمَصــْدَرٍ عَنْهــا وَلا صــَدِرٌ يَحُـورُ لِمَـوْرِدِ
النَّابغةُ الذُّبيانيُّ
115 قصيدة
1 ديوان

    النّابِغَةُ الذُّبْيانِيُّ هُوَ زِيادُ بْنُ مُعاوِيَةَ بْنِ ضِباب الذُّبْيانِيّ مِنْ قَبِيلَةِ غَطْفانَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِنْ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، وَكانَ أَحَدَ الأَشْرافِ وَالمُقَدَّمِينَ فِي قَوْمِهِ، وقد اتَّصلَ بمُلُوكِ المَناذِرَةِ وَالغَساسِنَةِ وكانَ لَهُ عندَهم مَنْزِلَةٌ ومكانةٌ عاليةٌ، وَامْتازَ بِشِعْرِهِ فِي الاعْتِذارِيّاتِ، وَهِيَ الأَشْعارُ الَّتِي قالَها مُعْتَذِراً مِنْ النُعْمانِ بْنِ المُنْذِرِ بعد هربِهِ مِنه، وَالنّابِغَةِ الذُبْيانِيِّ مِن أَوائِلِ مَنْ تَحاكَمَ عِنْدَهُ الشُّعَراءُ فَكانَتْ تُضْرِبُ لَهُ قُبَّةً فِي عُكاظ فَيعْرِضُ الشُّعَراءُ عَلَيْهِ أَشْعارَهم، وَقَدْ تُوُفِّيَ في سَنَة 18ق.هـ المُوافَقَةِ لِسَنَةِ 604م. 

604م-
18ق.هـ-

قصائد أخرى لالنَّابغةُ الذُّبيانيُّ

النَّابغةُ الذُّبيانيُّ
النَّابغةُ الذُّبيانيُّ

وقال النابغة لابن جُلاح الكلبي لمّا أغارَ على بني ذبيان: