إِنِّي كَأَنِّي لَدى النُّعْمانِ خَبَّرَهُ

وقال أيضاً:

وكان قد ركب إلى الحارث بن أبي شَمِر؛ ليكلِّمه في أساري (بني أسد) وبني فَزارة 

فأعطاه إيّاهم وأكرمه.

الأبيات 16
إِنِّـي كَـأَنِّي لَـدى النُّعْمـانِ خَبَّـرَهُ بَعْــضُ الْأَوُدِّ حَــدِيثاً غَيْـرَ مَكْـذُوبِ
بِـأَنَّ حِصـْناً وَحَيّـاً مِـنْ بَنِـي أَسـَدٍ قـامُوا فَقالُوا: حِمانا غَيْرُ مَقْرُوبِ
ضـــَلَّتْ حُلــومُهُمُ عَنْهُــمْ وَغَرَّهُــمُ ســَنُّ الْمُعَيْـدِيَّ فِـي رَعْـيٍ وَتَعْزِيـبِ
قـادَ الْجِيـادَ مِـنَ الْجَـوْلانِ قائِظَةً مِــنْ بَيْـنِ مُنْعَلَـةٍ تُزْجَـى وَمَجْنُـوبِ
حَتَّى اسْتَغاثَتْ بِأَهْلِ الْمِلْحِ ما طَعِمَتْ فِـي مَنْـزِلٍ طَعْـمَ نَـوْمٍ غَيْـرَ تَأْوِيبِ
يَنْضـَحْنَ نَضْحَ الْمَزادِ الْوُفْرِ أَتْأَقَها شــَدُّ الـرُّواةِ بِمـاءٍ غَيْـرِ مَشـْرُوبِ
قُــبُّ الْأَياطِـلِ تَـرْدِي فِـي أَعِنَّتِهـا كَالْخاضـِباتِ مِـنَ الزُّعْـرِ الظَّنابيبِ
شــُعْثٌ عَلَيْهــا مَســاعِيرٌ لِحَرْبِهِـمُ شـُمُّ الْعَرانِيـنِ مِـنْ مُـرْدٍ وَمِنْ شِيبِ
وَمــا بِحِصــْنٍ نُعــاسٌ إِذْ تُــؤَرِّقُهُ أَصـْواتُ حَـيٍّ عَلـى الْأَمْـرارِ مَحْـرُوبِ
ظَلَّــتْ أَقــاطِيعُ أَنْعــامٍ مُؤَبَّلَــةٍ لَـدى صـَلِيبٍ عَلـى الـزَّوْراءِ مَنْصُوبِ
فَــإِذْ وُقِيـتِ بِحَمْـدِ اللـهِ شـِرَّتَها فَـانْجِي فَـزارَ إِلى الْأَطْوادِ فَاللُّوبِ
وَلا تُلاقِــي كَمــا لَاقَـتْ بَنُـو أَسـَدٍ فَقَــدْ أَصــابَتْهُمُ مِنْهــا بِشـُؤْبُوبِ
لَـمْ يَبْـقَ غَيْـرُ طَرِيـدٍ غَيْـرِ مُنْفَلِتٍ وَمُوثَــقٍ فِـي حِبـالِ الْقِـدِّ مَسـْلُوبِ
أَوْ حُـرَّةٍ كَمَهـاةِ الرَّمْـلِ قَـدْ كُبِلَتْ فَـوْقَ الْمَعاصـِمِ مِنْهـا وَالْعَراقِيـبِ
تَـدْعُو قُعَيْنـاً وَقَدْ عَضَّ الْحَدِيدُ بِها عَــضَّ الثِّقـافِ عَلـى صـُمِّ الْأَنـابِيبِ
مُسْتَشـْعِرِينَ قَـدَ الْفَـوْا فِي دِيارِهِمُ دُعـــاءَ ســـُوعٍ وَدُعْمِــيٍّ وَأَيُّــوبِ
النَّابغةُ الذُّبيانيُّ
115 قصيدة
1 ديوان

    النّابِغَةُ الذُّبْيانِيُّ هُوَ زِيادُ بْنُ مُعاوِيَةَ بْنِ ضِباب الذُّبْيانِيّ مِنْ قَبِيلَةِ غَطْفانَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِنْ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، وَكانَ أَحَدَ الأَشْرافِ وَالمُقَدَّمِينَ فِي قَوْمِهِ، وقد اتَّصلَ بمُلُوكِ المَناذِرَةِ وَالغَساسِنَةِ وكانَ لَهُ عندَهم مَنْزِلَةٌ ومكانةٌ عاليةٌ، وَامْتازَ بِشِعْرِهِ فِي الاعْتِذارِيّاتِ، وَهِيَ الأَشْعارُ الَّتِي قالَها مُعْتَذِراً مِنْ النُعْمانِ بْنِ المُنْذِرِ بعد هربِهِ مِنه، وَالنّابِغَةِ الذُبْيانِيِّ مِن أَوائِلِ مَنْ تَحاكَمَ عِنْدَهُ الشُّعَراءُ فَكانَتْ تُضْرِبُ لَهُ قُبَّةً فِي عُكاظ فَيعْرِضُ الشُّعَراءُ عَلَيْهِ أَشْعارَهم، وَقَدْ تُوُفِّيَ في سَنَة 18ق.هـ المُوافَقَةِ لِسَنَةِ 604م. 

604م-
18ق.هـ-

قصائد أخرى لالنَّابغةُ الذُّبيانيُّ

النَّابغةُ الذُّبيانيُّ
النَّابغةُ الذُّبيانيُّ

وقال النابغة لابن جُلاح الكلبي لمّا أغارَ على بني ذبيان: