الأبيات 18
ســـــــربدا مجلاه ثـم انجلـى معنـاه
ما في البرايا طرا أن حققــت إلا هــو
ســر عظيـم الطـرز لكــن خفـى الرمـز
وفــي مقـام العـز اللَـــه مــا أجلاه
أيــاته قــد جلـت معنــى عليـه دلـت
وبـــالتجلي دلــت إلــى حمـى عليـاه
فـاخلع رسـوم اسماً وانح المقام الأسما
واقـرأ حروف الاسما لأنهــــا أســـماه
واغنـم طريق الوصل إلـى رحـاب الفضـل
واقطـع حبـال الكل وانـف السوى تلقاه
واقبـل بحسن السير إلـى منـاخ الخيـر
واعلـم فناء الغير لا غيــر جـل اللَـه
واشـهد جمال القرب مـن طورسينا الوهب
واجعـل لسان القلب يقـول دومـاً يا هو
وانزل بشطحا الفكر واشـرب كـؤس الشكر
واكـرع شراب الذكر أواه مـــــا أحلاه
والجـأ بباب الباب معـراج ذي الألبـاب
محمـــد الأحبـــاب صــلى عليـه اللَـه
أبو الهدى الصيادي
788 قصيدة
1 ديوان

محمد بن حسن وادي بن علي بن خزام الصيادي الرفاعي الحسيني، أبو الهدى.

أشهر علماء الدين في عصره، ولد في خان شيخون (من أعمال المعرة) وتعلم بحلب وولى نقابة الأشراف فيها، ثم سكن الآستانة، واتصل بالسلطان عبد الحميد الثاني العثماني، فقلده مشيخة المشايخ، وحظى عنده فكان من كبار ثقاته، واستمر في خدمته زهاء ثلاثين سنة، ولما خلع عبد الحميد، نفي أبو الهدى إلى جزيرة الأمراء في (رينكيبو) فمات فيها.

كان من أذكى الناس، وله إلمام بالعلوم الإسلامية، ومعرفة بالأدب، وظرف وتصوف، وصنف كتباً كثيرة يشك في نسبتها إليه، فلعله كان يشير بالبحث أو يملي جانباً منه فيكتبه له أحد العلماء ممن كانوا لا يفارقون مجلسه، وكانت له الكلمة العليا عند عبد الحميد في نصب القضاة والمفتين.

وله شعر ربما كان بعضه أو كثير منه لغيره، جمع في (ديوانين) مطبوعين، ولشعراء عصره أماديح كثيرة فيه، وهجاه بعضهم.

له: (ضوء الشمس في قوله صلى اللّه عليه وسلم بني الإسلام على خمس - ط)، و(فرحة الأحباب في أخبار الأربعة الأقطاب - ط)، و(الجوهر الشفاف في طبقات السادة الأشراف - ط)، و(تنوير الأبصار في طبقات السادة الرفاعية الأخيار -ط)، و(السهم الصائب لكبد من آذى أبا طالب - ط)، و(ذخيرة المعاد في ذكر السادة بني الصياد - ط)، و(الفجر المنير - ط) من كلام الرفاعي.

1909م-
1328هـ-