الأبيات 29
أنـزف الـدمع ولا تبد الجلد قـوض اليـوم العماد والسند
وتخلــت أربـع المجـد فمـن بعــده للمجــد كهـفٌ وعضـد
قــد فقـدناه علـى ظـنٍ بـه أملــس العــرض وغلاب الأسـد
مـا علـى الأيام لو تسمح لي باللباب المحض والقرم الأشد
مـا علـى الأيام لو تسمح لي بـالأخ الندب الكمي المعتمد
عـز ما ألقاه أن قد قيل لي إن دار العـز مـا فيـه أحد
أيـن مـن قصـر عـن غايـاته كـل مفتـول الـذارع ذو لبد
أيـن مـن يجـري على غلوائه ويجـري الشـهب فـي مجد وجد
أيـن ذا البحـر يطفو مزبداً كـل نبـعٍ مـن جـداه مسـتمد
تربـت كـف الـردى هـل علمت أي ركـــنٍ زعزعتــه وســند
ثلــم الإســلام فيــه ثلمـةً يـا لهـا ثلمـة ديـنٍ لا تسد
كــان للحسـاد غيظـاً وشـجى وعلـى الطـاغين صـوناً ورصد
كـان فـرداً كأبيه في العلى وكـدا الفـرع على الأصل يرد
عزمـه أمضـى مـن السيف وإن كـان حـد السـيف يفـري يقد
صـاعداً فـي مـدرج الحق ولا يعــتريه عــوجٌ عنــه وصـد
كــانت الأيــام فيــه غضـةً جنـت الأنـواء والعـام جمـد
كــرم ســاد بــه أقرانــه أرنــي أي كريــمٍ لـم يسـد
حســدوا فضـلك لمـا عرفـوا أنــك الأفضـل فيهـم والأسـد
حســدوه ومـذ تبـدى كـاملاً والفتى كل الفتى من قد حسد
ونقــدناه فلــم نلـف سـوى روعــة تهتـكٍ سـر المنتقـد
رب ذي جهــلٍ يســمى عالمـاً وهـو لا يعـرف قـام أو قعـد
نافــجٌ حضـنيه للحكـم وقـد مـزق الأحكـام تمزيقـاً بـدد
وإذا نبـــه عـــن أغلاطــه قيـل يـا ويحـك هـذا مجتهد
يــا أحبـائي بمـا ألقـاكم شــطت الأيـام والـدار بعـد
هـل لكـم بعد التنائي عودةٌ آه غيـاب المنايـا لـم تعد
قطــع الـدهر رجـائي فيكـم وأمـــاني وكفــي والعضــد
مـا عسـى ينفـع قولي بعدكم وأنــا بيــن عنــاءٍ ونكـد
ليــت أحبـائي لمـا رحلـوا انظرونـي لغـدٍ أو بعـد غـد
أو تلافــوا أكبـداً مقروحـةً عزهـا الصبر وأوهاها الكمد
عبد الكريم الزين
20 قصيدة
1 ديوان

عبد الكريم بن محمد أبو خليل بن سليمان بن علي بن زين الأصفر الخزرجي الشهير بالزين.

عالم كبير وأديب شهير، وشاعر مطبوع.

ولد في جبع ونشأ فيها على والده وعلى مجموعة من العلماء الذين كانوا يتوافدون عليها، ثم هاجر إلى النجف وبقي فيها عشرين عاماً، فأخذ على كبار علمائها، ثم عاد إلى مسقط رأسه وبقي فيها إلى أن توفي.

كان شعره عربي الأسلوب، عراقي اللهجة، نجفي الإيقاع.

له ديوان شعر، وعدة مؤلفات في الطب والفقه، ومراسلات نثرية جيدة.

1941م-
1360هـ-