سقى ربعها بعد العفاء سكوب
الأبيات 19
سـقى ربعهـا بعـد العفـاء سـكوب وحيـــا ثـــراه شــمال وجنــوب
وأرخـى بـذاك الحـي صـوب سـحابةٍ تـــرواح فــي ســاحاته وتــؤوب
لقــد كــان فــي يــوم خيمــوا بســفح النقــا ظـبي أغـن ربيـب
وعهــدي بفيحـاء الحمـى بابليـةٍ هـي الشـمس لكـن في الستور تغيب
إذا خطـرت تختـال في رونق الضحى لهـا بيـن أحنـاء الضـلوع دبيـب
لقـد بان قلبي يوم بانوا وخلفوا بقايــا دمــاء مــا لهـن مجيـب
فيـا ظاعنـاً لا مسك السوء هل لنا بلقيـاك مـن بعـد البعـاد نصـيب
وهل ترتجي بعد النوى ساعة اللقا وتســمح فــي عطــف علــي حـبيب
أأرجـو مـن الأيـام مـا لا أنـاله ولكـــل مرجــي للزمــان يخيــب
حيــاتي بعــد الظـاعنين ذميمـةً وعيشــي بعــد الظــاعنين عجيـب
فللـــه أيــامي بــأطلال رامــةٍ وغصـــن شــبابي ناضــرٌ ورطيــب
ليالينــا شــيب وليــل عــدونا شــباب وريــح الكاشــحين قشـيب
يميــل الهـوى أعطافنـا فكأننـا غصــونٌ يثنيهــا الغــداة هبـوب
علــى جبهتينــا للوصــال علامـةً وفـــي مهجتينــا للفــراق دروب
يمـر بنـا البـاغي فيحسـب أننـي مريــبٌ ومــا كـل الوصـال مريـب
تقــرح قلــبي مـذ علقـت أميمـة وليــس لمقــروح الفــؤاد طـبيب
وإن عظيمـــات الأمـــور وجلهــا غريبـــة دارٍ بـــالحمى وغريــب
يحـاذرني فـي الجـأش كـل غشمشـمٍ وأنــي مــن ليـل الغـداة هيـوب
بعيـدٌ علـى مـن رام إدراك غايتي وأنـي لمـن يبغـي القـرى لقريـب
عبد الكريم الزين
20 قصيدة
1 ديوان

عبد الكريم بن محمد أبو خليل بن سليمان بن علي بن زين الأصفر الخزرجي الشهير بالزين.

عالم كبير وأديب شهير، وشاعر مطبوع.

ولد في جبع ونشأ فيها على والده وعلى مجموعة من العلماء الذين كانوا يتوافدون عليها، ثم هاجر إلى النجف وبقي فيها عشرين عاماً، فأخذ على كبار علمائها، ثم عاد إلى مسقط رأسه وبقي فيها إلى أن توفي.

كان شعره عربي الأسلوب، عراقي اللهجة، نجفي الإيقاع.

له ديوان شعر، وعدة مؤلفات في الطب والفقه، ومراسلات نثرية جيدة.

1941م-
1360هـ-