يـا
نفـسُ
مالـك
والانيـن
|
تتــــألَّمين
وتُـــؤلمين
|
عــذَّبتِ
قلــبي
بـالحَنين
|
وكَتَمتِــهِ
مــا
تقصــُدين
|
قـد
نـامَ
أربـابُ
الغرام
|
وتَــدَثَّروا
لُحــفَ
السـَّلام
|
وأبيـتِ
يـا
نفـسُ
المَنام
|
أفــأنتِ
وحــدَكِ
تشـعُرين
|
الليــلُ
مـرَّ
علـى
سـواك
|
أفمـا
دهـاهم
مـا
دَهـاك
|
فلــم
التمـرُّدُ
والعِـراك
|
مـا
سـُورُ
جسـمي
بالمَتين
|
أطلقـــتِ
نَوحَـــك
للظلام
|
إيَّــاكِ
يَســمَعكِ
الأنــام
|
فيَظُــنَّ
زَفرَتــك
النِّيـام
|
بـوقَ
النُشـورِ
ليـوم
دِين
|
يا
نفس
ما
لك
في
اضطِراب
|
كفريســةٍ
بيــن
الـذئاب
|
هلا
رجَعـــتِ
إلىالصــواب
|
وبــدلتِ
رَيبَـكِ
بـاليقين
|
أحمامــةٌ
بيــن
الريـاح
|
قـد
ساقها
القدرُ
المُتاح
|
فابتـلَّ
بـالمطر
الجَنـاح
|
يـا
نفـسُ
مـا
لكِ
ترجُفين
|
أوَمـا
لحُزنِـكِ
مـن
بَـراح
|
حــتى
ولـو
أزِفَ
الصـَّباح
|
يـا
ليـت
سـرِّك
لـي
مُباح
|
فـأعي
صـَدى
مـا
قد
تَعِين
|
أســَبَتكِ
أرواحُ
القَتــام
|
فأرَتـكِ
مـا
خلـفَ
اللِّثام
|
فطمِعـتِ
فـي
مـا
لا
يـرام
|
يـا
نفـسُ
كـم
ذا
تَطمَحين
|
أصـعِدتِ
فـي
رَكـبِ
النُّزوع
|
حـتى
وصـلتِ
إلـى
الرُّبوع
|
فأتــاكِ
أمــرٌ
بـالرُّجوع
|
أعلــى
هُبوطــكِ
تأسـَفين
|
أم
شـاقَك
الـذِّكرُ
القديم
|
ذكـرُ
الحِمـى
قبلَ
السَديم
|
فـوقَفتِ
فـي
سـِجن
الأدِيـم
|
نحــو
الحِمــى
تتلفَّـتين
|
أَأَضـعتِ
فِكـراً
في
الفَضاء
|
فتبعتــه
فــوقَ
الهَـواء
|
فنـأى
وغلغـلَ
فـي
العَلاء
|
فرَجَعــتِ
ثَكلــى
تَنـدُبين
|
أسـلكتِ
فـي
قُطـر
الخَيال
|
دَربـاً
يقـودُ
إلى
المُحال
|
فحطَطــتِ
رَحلــكِ
عنـد
آل
|
يَمتـــصُّ
رِيَّ
الصـــادرين
|
فنســـيتِ
قصــدك
والطِّلاب
|
ووقَفــتِ
يـذهِلُك
السـَّراب
|
وهرَقــتِ
فضــلاتِ
الوِطـاب
|
طمعــاً
بمــاءٍ
تــأمُلِين
|
حــتى
إذا
اشــتدَّ
الأوام
|
والآلُ
أســفر
عــن
رُكـام
|
غيَّبــتِ
رأســك
كالنَّعـام
|
فـي
رمـل
قلـبي
تَحفريـن
|
أعشـِقتِ
مثلَـكِ
في
السماء
|
اختـاً
تَحِـنُّ
الـى
اللقاء
|
فجلَسـتِ
فـي
سـجنِ
الرَّجاء
|
نحــوَ
الأعــالي
تَنظُرِيـن
|
لــوحتِ
باليـد
والـرِّداء
|
لتَــراكِ
لكــن
لا
رَجــاء
|
لـم
تـدرِ
أنـك
فـي
كِساء
|
قـد
حِيـك
مـن
مـاءٍ
وطِين
|
أَتحــولُ
دونكمــا
حَيـاه
|
لـو
كـان
يبلوهـا
الإلـه
|
لبكــى
علـى
بشـَرٍ
بَـراه
|
رَحمـاً
يُصـارعُها
الجنِيـن
|
يـا
نفـسُ
أنت
لك
الخُلود
|
ومَصــِيرُ
جســمي
للحــود
|
ســَيَعيثُ
عينَـك
فيـه
دود
|
فــدعى
لـه
مـا
تَنخرِيـن
|
يا
نفس
هل
لك
في
الفِصال
|
فالجسـمُ
أعيـاه
الوِصـال
|
حمَّلتِــه
ثقــلَ
الجِبــال
|
ورَذَلتِــــه
لا
تَحفِلِيـــن
|
عطــشٌ
وجــوعٌ
واشــتياق
|
اســفٌ
وحــزنٌ
واحــتراق
|
يـا
ويـحَ
عيشـي
هل
تُطاق
|
نَزَعــاتُ
نَفــسٍ
لا
تِلِيــن
|
والقلـبُ
وا
أسـفي
عليـه
|
كالطِفـلِ
يَبسـط
لـي
يَدَيه
|
هلا
مــدَدتِ
يــداً
اليــه
|
كالأمَّهــاتِ
إلـى
البنيـن
|
غـــذَّيته
مُــرَّ
الفِطــام
|
وحرمتـــه
ذَوقَ
الغَــرام
|
وصــنعتِ
شــيخاً
مـن
غُلام
|
يَحبـو
علـى
بـابِ
السِّنِين
|
فَغَــدا
كَحَفَّــار
القُبـور
|
يَئِدُ
العَواطـفَ
في
الصُّدور
|
ويَــبيتُ
يَهتِـفُ
بـالثُّبور
|
يَشــكو
اليــك
وَتشـمتِين
|
أعمــى
تُطـاعِنه
الشـُّجون
|
وجراحــهُ
صــارت
عُيــون
|
وبهـا
يـرى
سـُبلَ
المَنُون
|
فيســير
سـَيرَ
الظـافرين
|
حـتى
اذا
اقـتربَ
المُراد
|
تُطلـــى
رُؤاه
بالســَّواد
|
ويعــود
مكفوفــاً
يُقـاد
|
برَنيــن
عُكَّــازِ
الحَنيـن
|
يتلمَّــسُ
النـورَ
البعيـد
|
بأنامـلِ
الفِكـر
الشـريد
|
ويسـيلُ
مـن
فَمِـه
النَشيد
|
سـَيلَ
الـدِماء
من
الطَعِين
|
أرأيــتَ
بيـتَ
العَنكَبـوت
|
وذُبابـــةً
فيــه
تَمــوت
|
رقَصـت
علـى
نغَـمِ
السُكوت
|
ألَمـاً
فلـم
يُغـنِ
الطَنِين
|
فكـذاك
فـي
شـرَكِ
الرَجاء
|
قلـبي
يلـذُّ
لـه
الغِنـاء
|
مـا
ذاكَ
شـَدواً
بـل
رثاء
|
يبكـي
بـه
الأمَـلُ
الدَفين
|
يـا
نفـسُ
إن
حُـمَّ
القَضـا
|
ورَجَعـتِ
أنـت
إلـى
السما
|
وعلــى
قميصـك
مـن
دِمـا
|
قلــبي
فمــاذا
تصـنعين
|
ضــحَّيتِ
قلــبي
للوُصــول
|
وهرَعــت
تبغيـن
المثُـول
|
فـاذا
دُعيـتِ
الى
الدُخول
|
فبـــأيِّ
عيــنٍ
تَــدخُلين
|