الأبيات 37
أقصـر عـن لهـوه وعـن ضربه وعــف فـي حبـه وفـي عربـه
فليــس شـرب المـدام همتـه ولا اقتنـاص الظباء من أربه
قـد آن للقلـب أن ينيق وأن يزيـل مـا قـد علاه من حجبه
ألهــاه عمـا عهـدت يعجبـه خيفـة يومٍ تبلى السرائر به
يـا نفـس جـدي وشـمري ودعي عنـك ابتاع الهوى على لغبه
وسـارعي في النجاة واجتهدي سـاعية فـي الخلاص مـن كربه
علـي أحظـى بالفوز فيه وإن أنجـو مـن ضـيقه ومـن لهبه
يا أيها اللاعب المجد به ال دهـر أمـا تتقـي شـبا نكبه
كفـاك مـن كـل مـا وعذت به ما قد أراك الزمان من عجبه
دع عنـك داراً تفنى غضارتها ومكســباً لاعبــاً بمكتســبه
لـم يضـطرب فـي محلهـا أحدٌ إلا نبــا حــدها بمضــطربه
مـن عـرف اللَـه حـق مرعفـةٍ لـوى وحـل الفـؤاد في رهبه
مـا منقضي الملك مثل خالده ولا صــحيحُ التقـى كمـؤتثبه
ولا تقــي الــورى كفاسـقهم وليـس صـدق الكلام مـن كذبه
فلـو أمنـا مـن العقاب ولم تخـش مـن اللَـه متقـي غضبه
ولـم نخـف نـاره التي خلقت لكـل جـانبي الكلام محتقبـه
لكــان فرضــاً لـزم طـاعته ورد وفـد الهـوى علـى عقبه
وصـحة الزهد في البقاء وإن يلحــق تفنيــدنا بمرتقبـه
فقـد رأينا فعل الزمان بأه ليـه كفعـل الشواظ في حطبه
كـم متعـبٍ فـي الإلـه مهجته راحتـه فـي الكريه من تعبه
وطـالبٍ بإجتهـاده زهرة الد دنيـا عداه المنون عن طلبه
ومـدركٍ مـا ابتغـاه ذي جذلٍ حـل بـه مـا يخـاف من سببه
وبـــاحثٍ جاهـــدٍ لبغيتــه فإنمــا بحثــه علـى عطبـه
بينا ترى المرء سامياً ملكاً صار إلى السفل من ذرى ربته
كـالزرع للرجـل فـوقه عمـلٌ إن ينـم حسن النمو في قضبه
كـم قـاطعٍ نفسـه أسـىً وشجاً فـي أثـر جـد يجـد في هربه
أليــس فـي ذاك زاجـرٌ عجـبٌ يزيده ذا اللب في حلى أدبه
فكيـف والنـار للمسـيء إذا عـاج عـن المستقيم من عقبه
ويوم عرض الحساب يفضحه الل ه ويبـدي الخفـي مـن ريبـه
مـن قـد حبـاه الإلـه رحمته موصـولةً بالمزيـد مـن نشبه
فصــار مــن جهلـه يضـرفها فيـا نهى اللَه عنه في كتبه
أليـس هذا أحرى العباد غداً بـالوقع فـي ويله وفي حربه
شــكراً لــربٍ لطيـف قـدرته فينـا كحبل الوريد في كثبه
رازق أهـل الزمـان أجمعهـم مـن كـان من عجمه ومن عربه
والحمــد للَــه فـي تفضـله وقمعــه للزمـان فـي نـوبه
أخـدمنا الأرض والسـماء ومن فـي الجو من مائه ومن شهبه
فاسـمع ودع مـن عصاه ناحيةً لا يحمـل الحمـل غير محتطبه
ابن حزم الأندلسي
172 قصيدة
1 ديوان
علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري، أبو محمد.

عالم الأندلس في عصره، وأحد أئمة الإسلام، كان في الأندلس خلق كثير ينتسبون إلى مذهبه، يقال لهم (الحزمية).

ولد بقرطبة، (1) وكانت له ولأبيه من قبله رياسة الوزارة وتدبير المملكة، فزهد بها وانصرف إلى العلم والتأليف، فكان من صدور الباحثين فقيهاً حافظاً يستنبط الأحكام من الكتاب والسنة، بعيداً عن المصانعة. وانتقد كثيراً من العلماء والفقهاء، فتمالؤوا على بغضه، وأجمعوا على تضليله وحذروا سلاطينهم من فتنته، ونهوا عوامهم عن الدنو منه، فأقصته الملوك وطاردته، فرحل الى بادية لَبْلة (من بلاد الأندلس) فتوفي فيها، رووا عن ابنه الفضل أنه اجتمع عنده بخط أبيه من تآليفه نحو 400 مجلد، تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة.

وكان يقال: لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقان.

له: (الفصل في الملل والأهواء والنحل- ط)، (المحلى- ط) في 11 جزءاً فقه، و(جمهرة الأنساب - ط)، و(الناسخ والمنسوخ- ط)، و(الإحكام لأصول الأحكام- ط) ثماني مجلدات، و(إبطال القياس والرأي- خ)، و(المفاضلة بين الصحابة - ط) رسالة مما اشتمل عليها كتاب (ابن حزم الأندلسي - ط) لسعيد الأفغاني، و(مداواة النفوس - ط) رسالة في الأخلاق، و(طوق الحمامة - ط) أدب، و(ديوان شعر - ط) وغير ذلك.

(1) قال صاعد الجياني (419- 462هـ) في كتابه "أخبار الحكماء" وكان من تلاميذه: مات في سلخ شعبان سنة ستٍ وخمسين وأربعمائةٍ وهو ابن اثنتين وسبعين سنة إلا شهراً، وكتب إلي بخط يده: إنه ولد بعد صلاة الصبح من آخر يوم في شهر رمضان سنة ثلاثٍ وثمانين وثلاثمائة قال: وأصل آبائه من قرية منت ليشم من إقليم الزاوية من عمل أونبة من كورة ليلة من غرب الأندلس، وسكن هو وآباؤه قرطبة ونالوا فهيا جاهاً عريضاً، وكان أبوه أبو عمروٍ أحمد بن سعيد بن حزم أحد العلماء من وزراء المنصور محمد بن أبي عامرٍ ووزراء ابن المظفر بعده والمدبرين لدولتيهما، وكان ابنه الفقيه أبو محمد وزيراً لعبد الرحمن المستظهر بالله، ابن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر لدين الله ثم لهشام المعتد بالله بن محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن الناصر، ثم نبذ هذه الطريقة وأقبل على قراءة العلوم وتقييد الآثار والسنن، ..إلخ. 

نقل كل ذلك ياقوت في ترجمته ثم قال: قرأت بخط أبي بكر محمد بن طرخان بن يلتكين ابن بجكم قال الشيخ الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد ابن العربي الأندلسي: توفي الشيخ الإمام أبو محمدٍ علي ابن أحمد بن سعيد بن حزمٍ بقريته وهي من غرب الأندلس على خليج البحر الأعظم في شهر جمادى الأولى من سنة سبعٍ وخمسين وأربعمائةٍ، والقرية التي له على بعد نصف فرسخ من أونبة يقال لها متلجتم وهي ملكه وملك سلفه من قبله قال: وقال لي أبو محمد بن العربي: إن أبا محمد بن حزم ولد بقرطبة، وجده سعيد ولد بأونبة ثم انتقل إلى قرطبة وولى فيها الوزارة ثم ابنه عليٌّ الإمام أقام في الوزارة من وقت بلوغه إلى انتهاء سنه ستاً وعشرين سنة وقال: إني بلغت إلى هذا السن وأنا لا أدري كيف أجبر صلاة من الصلوات ...إلخ (والوزير أبو محمد ابن العربي المذكور هو والد القاضي أبي بكر ابن العربي ترجم له الذهبي في سير اعلام النبلاء قال: (ابن العربي الإمام العلامة الأديب، ذو الفنون أبو محمد عبد الله بن محمد بن العربي الإشبيلي، والد القاضي أبي بكر. صحب ابن حزم، وأكثر عنه، ثم ارتحل بولده أبي بكر، فسمعا من طراد الزينبي، وعدة، وكان ذا بلاغةٍ ولسنٍ وإنشاء. مات بمصر في أول سنة ثلاثٍ وتسعين وأربع مئة في عشر التسعين، فإن مولده كان في سنة خمسٍ وثلاثين وأربع مئة. ورجع ابنه إلى الأندلس)

قلت أنا زهير: نقلت كل ذلك ليتأمل الناس الكلام المنسوب إلى القاضي أبي بكر ابن العربي والذي نشرته في التعريف بكتابه "العواصم من القواصم" وهو قوله فيه(ص 249) بعدما وصف رحلته في المشرق: (فلما عدتُ وجدت القول بالظاهر قد ملأ المغرب بسخيف كان من بادية أشبيلية يعرف بابن حزم ... وقد كان جاءني بعض الأصحاب بجزء لابن حزم سماه"نكت الإسلام" فيه دواهي فجردت عليه نواهي، وجاءني برسالة "الدرة" في الاعتقاد فنقضتها برسالة "الغرة")

1064م-
456هـ-

قصائد أخرى لابن حزم الأندلسي

ابن حزم الأندلسي
ابن حزم الأندلسي

القصيدة ختم بها ابن حزم كتابه طوق الحمامة قال يخاطب من ألف له الكتاب:

ابن حزم الأندلسي
ابن حزم الأندلسي

القصيدة تنشر لأول مرة في ديوان ابن حزم عثرت عليها في "طوق الحمامة" وهذا يعني أن جامع الديوان غفل عن كثير من شعر ابن حزم 

ابن حزم الأندلسي
ابن حزم الأندلسي

القطعة من مرويات الحافظ السلفي في "معجم السفر" قال: