أجيراننا الغادين والليل مسدف
الأبيات 64
أجيراننـا الغـادين والليـل مسـدف عسـاكم لمضـنى القلـب ان تتخلفـوا
ويـا حـادي الاطعـان ان صـح بينهـم فخـــل المطايـــا ســاعة تتوقــف
ويـا صـبر اسـعفني على صدمة النوى فمثلــك مــن يرجــى ومثلـك يسـعف
ويـا قلـب ما هذا الحنين الذي أرى وهـذي المطايـا فـي المعـالم وقـف
فكيـف إذا بـان الخليـط عـن الحمى وحثــوا القلاص الراسـمات واوجفـوا
أظــن بــأن الــبين زمــت ركـابه فمــن اجلــه قلــبي غــدا يتخـوف
ولـم انسـى يـوم النفر لما تحملوا وغــابت شــموس بــالهوادج تكســف
ذوات محيــا ينطــف المــاء رقــة وقلـــب كمثــل الصــخر لا يتعطــف
لهــن لحـاظ حشـوها السـحر كامنـا وجفــن كســير مرهـف العضـب أوطـف
وربــق بــرود لــو تحســى ســلافه ســليم لمـا مـات السـليم المـذعف
وقـد غصـت الأجفـان مـن مـاء دمعها وظلــت لــه يــوم الـوداع تكفكـف
وبــاح باســرار الضــمائر مــدمع ومـا انفـك دجمـع العين للسر يكشف
غـدونا نغيـض الـدمع مـن خوف كاشح وقــد بــل ردن بالــدموع ومطــرف
ولمـــا ابـــت الا همــولا كأنمــا علـى الخـد أنـواء بها الودق يقذف
نحونــا بهـا نحـو الركـاب فصـدها عــن السـير سـيل بالركـائب يجحـف
هنــاك اعـدوا سـفنهم مـن ضـلوعنا وخاضـوا بهـا بحـرا ولـم يتوقفـوا
فيـا ليـت متواكـل صـب لـدى النوى مـن الوصـل مـا يلهـو به ثم سوفوا
وقفنـا المطايـا بالربوع التي خلت وكــل بمــن قـد كـان فيهـا مكلـف
وعجنــا علــى الاطلال بــدل انسـها وبـــدد فيهـــا شـــمل ود مؤلــف
وعـاث البلـى فيهـا فمـا مـن مخبر سـوى رجـع أصـوات مـن الركـب تهتف
كـأن لـم تكـن تلـك الرحاب أواهلا ولــم يــك فيهــا للحبـائب مـألف
أشـــرنا إليهـــا بالســلام تعللا وقلنـا لهـا والطـرف بالـدمع يطرف
ســقاك صــبيب الغيــث كـل مجلجـل يســح علــى الافنــاء منـك ويـذرف
حــبي يتــج القطــر فــي جنبـاته بــوارق للأبصــار بــالومض تخطــف
إذا طــرزت تلــك الوهــاد بعشـبه فــبرد الربــى منــه موشـى مفـوف
وركـب طلاح صـاحبوا النجم في السرى ترامـى بهـم فـي السـير بيد ونفنف
نضـوا منهـم فـي السـير عزما كرهف وانضـوا قلاصـا فـي المفـاوز تعسـف
يخوضــون بحــر الآل يطغــى عبـابه وطـورا ديـاجى الليـل والليـل مدف
كــأن المطايــا والأكلــة فوقهــا ســفين بليــدي الارحبيــات يجــذف
كــأنهم قـد عاقـدوا العيـس حلفـه علــى انهـا فـي كـل بيـداء توجـف
إلـى أن يروا تلك القباب التي بها شــفيع الـورى ذاك النـبي المشـرف
ســليل العلا نسـل الأكـارم مـن لـه مقــام علـى هـام السـماكين مشـرف
بــه فخــرت عــدنان كــل قبيلــة وبـــاءت نــزار بــالعلاء وخنــدف
بعيــد عــن الفحشـاء فعلا ومقـولا قريـــب لـــه بــالمؤمنين تلطــف
يجــود ولــم يخلـف وعـودا لسـائل وكـم وعـد الاقـوام جـودا واخلقـوا
إذا جــاد لا يصــغى إلـى لـوم لائم واهــون شــيء مــا يقـول المعنـف
رفيـع الـذرى بادى السنا نور وجهه كبــدر ولكــن ليـس كالبـدر يخسـف
ترقـت بـه العليـاء أعلـى هضـابها فهـا هـو مـن أعلـى المراتـب يشرف
وأنـوار كالشـمس تشـرق فـي الضـحى عيـون العـدى منها مدى الدهر تطرف
وكـم قـد جلـت مـن ليل جهل وانقذت الــذي عمــه فــي ســيره يتعســف
فصــيح اللغـا عـذب المقـال كـأنه خطيـب حمـام الـدوح بالسـجع يهتـف
إذا فــاه بالســحر الحلال مــذكرا يبشـــر أقوامـــا وقومــا يخــوف
رأيـت الـذي يصـغى إلـى سـحر قوله كمثــل الــذي هزتـه صـهباء قرقـف
وكـم أبلـغ الأقـوام مـا فيه رشدهم ولا موقـــف إلا لـــه فيــه موقــف
غزيـر العطـا مثـل السحاب إذا همى وإلا كبحــــر بـــالجواهر يقـــذف
ايــاديه مــن ايـديه تحكـى لصـيب يمــج بــه المـزن الهتـون وينطـف
وكـم فـاض مـن تلـك الأصابع ما روى بــه كــل ظمــآن الحشــا بتلهــف
شـديد السـطا يـوم النزال إذا سطا فلبـث الشـرى مـن شـدة الخوف يرجف
وان صال خلت الفحل في الذود هائجا وأنيــابه مــن شـدة الغيـظ تصـرف
وكـم شـق مـا بيـن الضـلوع بـذابل لفـور الـدما مـن كثرة الشرب يرعف
وكـــم ذل أقـــوام لعــزة دينــه وكــم خطمــت بــالحق للشـرك آنـف
ويـا طالمـا مـدت خطى الشرك رافلا فهـا هـو فـي قيـد مـن الـذل يرسف
ويــا رب يــوم طبــق الأرض جيشــه ونـال العـدى مـن باسـه ما تخوفوا
لهـــام إذا جــرت فضــول ذيــوله علــى الأرض ظلــت بالكتـائب ترجـف
وان مـد فـي الأقطـار شـرقا ومغربا جناحــاه خلـت المـوت فيـه يرفـرف
وخيــل كأمثــال الصـقور إذا عـدت رأيـت الريـاح الهوجـد عنهـا تخلف
عليهـا كمـاة الحـرب غـرا أشاوسـا بإيمــانهم عضــب الفراريـن مرهـف
وكـــل ردينـــي ضـــياء ســـنانه كنجـــم ظلام الغيــم عنــه مكشــف
فواهـا لـبيض غمـدها هامـة العـدى وواهـــا لســمر بالضــلوع تنقــف
وأكــرم بقــوم ازهقـوا كـل باطـل بـبيض الظبى والسمر في الطعن تقصف
ومـن ذللـوا مـن عز بالجهل واعتلى وبالمصـطفى خيـر البرايـا تتعرفوا
فيـا خيـر خلـق اللـه ارجوك شافعا فــأنت علـى العاصـين مثلـى تعطـف
وصــلى عليــك اللَــه والال دائمـا وصـحبك مـا خطـت علـى الصـحف أحرف
ومـا قصـدت فـي السـير أعلام طيبـة وجمــع وخيــف والصــفا والمعــرف
محمد الصالحي الهلالي
36 قصيدة
1 ديوان

محمد بن نجم الدين بن محمد الصالحي الهلالي.

شاعر، من الكتاب، من أهل دمشق.

له (سجع الحمام في مدح خير الأنام -ط) ديوان شعر في المدائح النبوية

له: (سجع الحمام في مدح خير الأنام - ط) ديوان شعر في المدائح النبوية، و(سفينة الصالحي - خ) وهي مجموعة في الآداب والمحاضرات والتراجم، (سوانح الأفكار والقرائح في غرر الأشعار والمدائح - خ)..

1603م-
1012هـ-