الأبيات 71
أبــارق الثغــر تبـديه الثنيـات أم ضــوء نــار تجليــه النيــات
أم الـبروق بأكنـاف السـحاب هفـت أم الســيوف المواضـي المشـرفيات
وذاك نبـل الحنايـا قـد رشـقن به أم وبـل قطـر لـه فـي الأرض رشقات
كسـا الوهـاد بـرودا مـن صـنائعه وتــوجت منــه بالأزهــار هضــبات
واطلــع الــروض أصــنافا منوعـة مــن الزهـور فكـل الـروض زهـرات
إذا انتشـقنا عبير الزهر فاح لنا مـــن عطـــره نفحــات عنبريــات
وشــبب الريــح لمـا صـفقت سـحرا أوراق غصـــن لــه بــالرقص ميلات
ودار بالـدوح خمـر القطر فارتشقت تلــك الريــاض وللأغصــان نشــآت
وهـز للشـهر مـا بيـن الرياض لنا ســيف جلتــه جلاء القيــن نسـمات
كــأنه إذذ تلــوى فــي ترقرقــه أيــم لـه فـي خلال الـدوح عطفـات
يـا رب يـوم بهاتيـك الريـاض مضت لنــا بكــل رضـيع المجـد أوقـات
نجـر أذيـال أبـراد الصـبا مرحـا والــدهر يـوم إذ الأعـوام سـاعات
يقتادنــا للتصــابي كـل ذي هيـف تحلــو الصـبابات فيـه والخلاعـات
أغــن أحــور ممشـوق القـوام لـه تعـزى الرقـاق العوالي السمهريات
إذا تخطـــر فــي ثنيــي غلالتــه هفــت بقلـب الـذي يهـواه خطـرات
كـم قـد أراش مـن الأهـداب اسـهمه وكــم لــه بسـيوف اللحـظ فنكـات
إذا انتضـاها مـن الأجفـان مرهفـة فكــل قلــب بــه منهــا جراحـات
كـم وردة فـي ريـاض الخد قد سقيت مـاء الحيـا فلهـا بالسـقى نضرات
بمنهــل الثغــر ريــق ريـق خصـر حصـباه تلـك الثنايـا اللؤلؤيـات
والهفتـاه علـى بـرد الرضـاب فها فـي القلـب منه وفي الأحشا حرارات
نــادمته وعيــون الــدهر غافلـة وللزمـــان وصـــفو العيــش غفلات
وقـد أدرنـا حـديثا كـالعتيق لنا بــه مـدى الـدهر صـبحات وغبقـات
وقـد وقانـا هجيـر الشمس مذ لفحت تلـك الوهـاد مـن الأزهـار خيمـات
ومــد ممــا تسـديه القطـار لنـا فــوق البســيطة بســط سندســيات
وغــردت فـوق غصـن البـان صـادحة لهـا بـأعلى غصـون الـدوح بجعـات
حرنـا فلـم نـدري هـل ناحت مطوقة أم رددت لأغــاني اللحــن قينــات
حنــت وأنــت علـى ألـف بـه رزئت واعتادهـا منـه فـي الأحشاء لوعات
فــي كــل يــوم لهـا درس تكـرره مـــن الحنيـــن وأنــات ورنــات
كأنهــا مــذ رأت صــباحليف ضـنى واستأســرته الظبــاء الحاجريـات
وصـار نضـوا يعـاني النوح ذا قلق لـه إلـى البـان مـن نعمـات حنات
رامـت تحـاكيه فـي نـوح علـى غصن وفـي اشـتياق لـه في القلب جمرات
ولا عجيـــب إذا رامـــت لتحكيــه فـأكثر العشـق فـي الدنيا حكايات
هيهــات تحكــى محبــا شـفه سـقم لـه علـى الخـد مـن جفنيـه عبرات
مبلبـل البـال مسـلوب الرقـاد له لأهــل ســلع مـدى الأنفـاس صـهوات
مشـوق قلـب إلـى خيـر الأنـام ومن لـولاه لـم توجـد السـبع السـموات
ولا جبـــــال ولا أرض ولا فلـــــك ولا نجــــوم ولا نــــار وجنـــات
محمــد خيـر مـن يمشـي علـى قـدم وخيـــر مــن حملتــه الأرحبيــات
لاحـت علـى الكـون أنـوار ببعثتـه واســتحكم البشـر فيـه والمسـرات
فــرد تجمــع فيــه كــل منقبــة لمــا آتتــه المعـالي والكمـالات
دنــا مــن اللـه تشـريفا وقربـه ومـــا تقـــدمه وعـــد وميقــات
نصـت إليـه مصـونات العلـوم ومـا كــانت لــترفع لــولاه السـتارات
حـوى الجمـال وكـل الحسـن اجمعـه فاسـتمل بعـض الـذي تبدى الإشارات
فــالفرع ليـل إذا تـدجو غيـاهبه والفـرق نـور لنـا منـه اقتباسات
إذا رنــا قلـت ذا سـحر يخامرنـا أم حانــة روقـت فيهـا المـدامات
ترمـى القلـوب سـهاما غيـر طائشة تلــك الجفـون الكسـيرات الكحيلات
راقـت بخـديه أمـواه النعيـم وقد رقــت بجنــات ذاك الخــد وجنـات
لـم يـدر مـذ شـامت الأبصار رونقه هـــل ذاك خـــد وإلا ذاك مـــرآة
إذا انثنـى تنثنـي الألبـاب حائرة ويخجــل القضـب مـن عطفيـه هـزات
رامـت لتحكيـه قضـب النقـا فبـدا منهــا وقــد هـز للأعطـاف وقفـات
يســتوقف الطــرف مــرآه وشـارته ويعــتريه لفــرط الحســن دهشـات
إذا تكلــم مــج السـحر فـي كلـم وتلفــظ الــدر هاتيـك العبـارات
كـأن منطقـه العـذب الفصـيح كمـا تـــردد اللحـــن ورق اعجميـــات
يرجـى ويخشـى لـدى يومينـدى ووغا كــأنه الــدهر تــارات وتــارات
إذا ســنحا اخجـل الأنـواء نـائله وســـح بــالجود أيــد هاشــميات
فمــن إذا جــاد كعـب أو مضـارعه ومـا اللهبـات الهوامي الكسرويات
مـا زال مغـرى باسداء الجميل وكم قـد اتعبـت بالعطايـا منـه راحات
وإن ســطا بحســام يــوم معركــة فغمــده مـن كمـاة الحـرب هامـات
كم أشكل الخطب يوم الحرب وانفصلت بحكمــه الفصــل هاتيـك القضـيات
مـا أظلـم النقـع وأسـودت غياهبه إلا وضــاءت لــه فيهــا شــعاعات
لا تــدفع الــدرع طعنـات لـذايله إذا غــدا ولــه فيهـا انسـيابات
ينسـاب فيهـا ولـو كـانت مضـاعفة كمشـلما انسـاب فـي الغدران حيات
كــأنه حيــن يجتـاب الضـلوع لـه بيــن الجوانــح والإحشـاء حاجـات
يـا سيد الرسل يا أزكى الأنام علا ومـن لـه الجـود والمعـروف عادات
كـن لـي شفيعا إذا ما قمت مندهشا مـن مرقـدي يـوم لا تغنى القرابات
مــن لـي سـواك ارجيـه إذا نشـرت مطــوى ذنــبي هاتيــك الصـحيفات
صـلى عليـك إلـه العـرش مـا تليت فــي فضــل ذاتــك أخبـار وآيـات
كـذا علـى الآل مـن طـابت مفارسهم ومـن لهـم فـي ذرى العليا مقامات
مــن كـل أروع مـا زالـت عزائمـه لهـا إلـى المجـد والعلياء لفنات
كـذا علـى الصحب من شيدت مناقبهم ومـن هـم الأنجـم الزهـر المنيرات
مـن كـل ليـث حديـد النـاب مفترس لــه ثبـات وفـي الهيجـاء وثبـات
مـا انشـد الصـب مذ لاحت قباب قبا هـــي المنـــازل فيهــا علامــات
محمد الصالحي الهلالي
36 قصيدة
1 ديوان

محمد بن نجم الدين بن محمد الصالحي الهلالي.

شاعر، من الكتاب، من أهل دمشق.

له (سجع الحمام في مدح خير الأنام -ط) ديوان شعر في المدائح النبوية

له: (سجع الحمام في مدح خير الأنام - ط) ديوان شعر في المدائح النبوية، و(سفينة الصالحي - خ) وهي مجموعة في الآداب والمحاضرات والتراجم، (سوانح الأفكار والقرائح في غرر الأشعار والمدائح - خ)..

1603م-
1012هـ-