بأن الرشاد وقد بدا لي المنهج
الأبيات 51
بـأن الرشـاد وقـد بـدا لي المنهج فعلام أعــــدل عنهمــــا وأعـــرج
وإلــى مــتى فـي كـل ليـل غـوايه أحــدو ركــابي فــي دجـاه وأدلـج
مـا لـي ومـا للغيـد يصـبي مهجتي منهــا الســوار وقرطهـا والدملـج
ويهجنـــي منهـــا قـــوام أهيــف ويصـــيبني ذاك اللحيـــظ الأرعــج
وإذا هفــا بــرق الثنايـا أرسـلت وطـــف المـــدامع ديمــة تتثجــج
وكــأن قلــبي فــي جنــاحي طـائر مهمــا يـدا ذاك النقـا المـترجرج
علمــت سـعاد بـأن قلـبي قـد سـلا ونهــاي عنهــا قــد غــدا يتحـرج
ثــم اعتراهــا مــن ســلوى شـبهة مــن وقــد وجــد بالحشــا يتأجـج
فـأتى الخيـال يخـوض أغمـار الدجى مـــن نحوهـــا متجسســـا يتــدرج
وســرى لـدى كثـب الأرجـاع فالغضـا وقــد اســتبان الصـبح ريـح سجسـج
وغــدت رفــاقي مــن كراهـا سـجدا فــوق الرحــال وكــل جفــن مربـج
طـرق الخيـال بـذي الأضـا مـن بارق وبــدا لنــا عـذب العـذيب ومنعـج
رح يــا خيــال فمـا سـعاد بغيـتي فقــد اســتنار لنــاظري المنهــج
أفكلمـــا لاحـــت معـــالم مطمــع أعــدو إليهــا يــا خيــال وأدرج
عنــي إليــك فطالمــا غـر الفـتى نــار الحبــاحب مــن بعيـد تسـرج
غــدرت وكـان الغـدر شـيمة مثلهـا إن الغــــواني عهـــدهن مبهـــرج
فلكـــم غـــدا بلــوا زود خــدها لمــا التقينــا مــن دمـى يتضـرج
ولطالمـــا قلــدت نظمــى جيــدها عقــدا كـدر العقـد بـل هـو أبهـج
ولطالمـا انفقـت عمـري فـي الهـوى وأضــعت مــدحي فــي ظبــاء تمـرج
هلا امتــدحت المصــطفى مــن هاشـم والمجتــبي مــن خيــر فحـل ينتـج
فــــالنظم إلا فــــي حلاه عاطـــل والمــــدح إلا فــــي علاه يســـمج
سامى الفخار إذا الملا عقدوا الحبي زاكــى النجــار وبــالعلاء متــوج
خيــر الخلائق للطــرائق قــد سـما فــوق الــبراق علــى مطـاه يعـرج
حـــتى رأى ذاك الجمـــال بمقلــة مــا شـان منهـا الطـرف شـك يخلـج
شــهدت بمنصــبه العــوالم كلهــا حيوانهـــا وجمادهـــا والعوســـج
والكــون مــذ ظهـرت مخايـل بعثـه اضـــحى كنشـــوان غـــدا يتهــزج
وعلتــه مــن بعــد الكآبـة بهجـة فغـــدا يميـــس ونشـــره يتــأرج
والأنبيـــاء المرســـلون وغيرهــم مـــا منهـــم إلا هـــداه يتهـــج
فهــو الـذي كالشـمس يشـرق نورهـا والأنبيـــاء لـــه جميعــا أبــرج
ولكـــل جمــع فــي أوان ظهــورهم مــن نــوره نهــج عليــه عرجــوا
ولـه الشـفاعة يـوم يصـطلم الـورى مــن هــوله ويعــز منــه المخـرج
ولــه الرجاحــة والفصــاحة كلهـا ولــه الصــباحة والجــبين الأبلـج
ولـــه الملاحـــة كلهــا مجموعــة وبحارهـــا مـــن حســـنه تتمــوج
فالشـــعر ليــل والمحيــا بــارق والثغــر اشــنب والشــتيت مفلــج
مفنــى العفــاة بوابــل مـن كفـه والســــائلين بســــائل يتفجـــج
والــذكر أعــرب فـي فصـيح خطـابه عــن فضــله ولــه المقـام الأثبـج
خصــم العــدى يـوم الجـدال بحجـة برهانهــــا كجــــبينه يتبلــــج
نــم انثنــى يــوم الجلاد بصــارم كـــالعزم منــه بالســنا يتوهــج
مـردى الكمـاة إذا تشـاجرت القنـا والنقـــع اقتــم والكمــى مدجــج
وهــو الــذي ان لاح عــارض غــارة وأتــى يخــوض الحــرب ليـث أهـوج
وردت حيــاض المــوت ســبق خيلــه ســـيان منهـــا حاســر أو مســرج
مــا مــس ظهــرا مـن جـواد أعجـف ذهبـــت قـــواه أو ظليــع يعــرج
إلا وفـــات الصـــافنات إذا عــدت لا بــل غــدا كالريــح لمـا تسـهج
لــولاه مــا طــابت معــالم طيبـة وغــدت تــزم لهــا القلاص وتدلــج
ولمــا تــولعت الحــداة بــذكرها وغــدت بهــا فــي كـل حيـن تلهـج
يـا خـاتم الرسـل الكـرام ومن غدت بمـــديحه عقـــد الكــروب تفــرج
مـا إن ذكـرت ذنـوب دهـر قـد مضـى إلا وبـــت بمـــاء طرفـــي انشــج
كلا ولا لاحــــت بــــوارق لمــــتى إلا غـــدوت دمـــى بــدمعي أمــزج
أرجــو شــفاعتك الـتي مـن نالهـا فــي حشــره فهـو السـعيد المبهـج
صــلى عليــك اللَـه مـا ركـب نـوى قصــد الحجــاز ومــا تبـدى هـودج
وعلــى جميــع الآل والصـحب الأولـى أضــحى بهــم هــام الزمـان يتـوج
محمد الصالحي الهلالي
36 قصيدة
1 ديوان

محمد بن نجم الدين بن محمد الصالحي الهلالي.

شاعر، من الكتاب، من أهل دمشق.

له (سجع الحمام في مدح خير الأنام -ط) ديوان شعر في المدائح النبوية

له: (سجع الحمام في مدح خير الأنام - ط) ديوان شعر في المدائح النبوية، و(سفينة الصالحي - خ) وهي مجموعة في الآداب والمحاضرات والتراجم، (سوانح الأفكار والقرائح في غرر الأشعار والمدائح - خ)..

1603م-
1012هـ-