الأبيات 63
لمـن الخيـام على ربا الجرعاء مـا بيـن سـلع فالنقـا فقبـاء
تبـدو على الغبراء من بعد لنا مثـل النجـوم ببـاطن الخضـراء
ولمـن مـواض حولهـا قـد ارهفت ضـاءت كـبرق فـي دجـى الظلماء
وعوامــل قـد احـرزت قصـباتها قتـل النفـوس بمعـرك الهيجـاء
وســوابق جــرد صــوافن ســبح غــر الجبــاه ضـوامر الأحشـاء
ومـن الفـوارس احـدقوا بأكلـة يترصـــدون لغـــارة شـــعواء
ومـن الشـموس الغاربات بسجفها المشـــرقات ببهجـــة وضــياء
مـن كـل شمس ما اعترى أنوارها كســف يشـين ككسـف شـمس سـماء
حـوراء تسـتلب العفيـف عفـافه مهمـا رنـت بالمقلـة الحـوراء
تسـتل سـيف اللحـظ من أجفانها وتهــز رمـح القامـة الهيفـاء
فيريـك سـيف اللحـظ لما ينتضي والقــد منهـا مصـرع الشـهداء
لـم أنـس لمـا أن طرقت خباءها فــي ليلــة مســودة الأرجــاء
أفلــت كواكبهـا وغيـب بـدرها وأمنــت نــم رقيبهـا العـواء
فغشـيت حـي العامريـة والظـبي صـدأى ولـم تنقـع برشـف دمائي
وألســنة المـران نحـوى حـدقت شـزرا بتلـك المقلـة الزرقـاء
مـن لـي براق عن مجاورة الدنا ســام لنحــو الـذروة الشـماء
خــواض أهــوال لكســب محامـد جــــواب آفـــاق لقصـــد علاء
يغشـى حيـاض المـوت ليـس يرده قــرع الحسـام وغمـزة الصـماء
حـر السـجايا ليـس يملـك طبعه رق المطــــامع لاجتلاب عطـــاء
ولقـد خـبرت الحلق علي ان أرى مــن اصـطفيه لصـحبتي وإخـائي
ويقيــه نـاظر مقلـتي بسـواده واحلــه بــالقلب مـن سـودائي
فوجــدتهم لمـا خـبرت ودادهـم وبلـوتهم فـي النفـع والضـراء
مثـل السـراب بقيعـة عـن جئته لــم تلفـه شـيئا مـن الأشـياء
ورأيـت مالي ملجأ من ذا الورى إلا الــذي قــد خــص بالإسـراء
مـن سـار واخترق السماء بجسمه مقســـمنا للهضــبة القعســاء
فـرأى بعينـي رأسـه مـن جل عن كيــف وكـم فـي اجتلاء الـرائي
نسـل الأكـارم مـن سـلالة هاشـم والمنتقــى مـن سـرة البطحـاء
مـن اخـرس الفصـحاء فصل خطابه عجــزا وحيــر سـائر البلغـاء
مـن فـل بالكلم الجوامع غربهم مـن سـائر الشـعراء والخطبـاء
مـا لفـظ سـحبان ومـا قـس إذا مــا فـاه بالتحـذير والاغـراء
تســري حميــا لفظـه مـن رقـة فــي مســمع قـد مـال للاصـغاء
فتهـــزه مــن نشــوة فكــأنه ثمــل برشــف ســلافة الصـهباء
ناهيــك مـن كلـم جوامـع شـرد ســارت بهــن غــوارب الانضـاء
شـهدت بمبعثـه ضـروب الوحش من ضــب الفلا والظبيــة الادمــاء
والسـحب يـوم سـماحه قد اخلفت اخلافهــــا الادرار بـــالانواء
مـذ سـاجلته يـوم فيـض عطـائه باصــــابع بالمكرمـــات رواء
مـن حاتم في الجود من كعب ومن عمـرو العلا الجواد في الجدباء
ان كنـت تسـمع بالمجاز وقولهم زيـــد يســح كديمــة وطفــاء
فهـو الـذي نبـع الـزلال حقيقة مــن كفــه فـي مجمـع الأحيـاء
وكمثـل سـيح المـاء مـن كف له قـد سـبحت فيهـا حصـى الغبراء
وكمثـل تسـبيح الحصى أيضا رمى أعــداءه بــالكف مــن حصـباء
فغــدت ككحــل ذرييـن جفـونهم أعشــى العيـون بظلمـة وقـذاء
فغـدوا كحمـر مـن مخافـة ضيغم متبـــددين بمهمــه البيــداء
صاحوا لنجاء من الممات وقصدهم أمــد البقـاء ولات حيـن بقـاء
أيـن النجـاء وقد رنت تلقاءهم أســد العريــن بمقلـه شوسـاء
مـن كـل ليـث فـوق أجـرد سابح متســربل بــالنثرة الحصــداء
وتجـردت بيـض الصـفاح والبسـت علــق النجيــع كحلــة حمـراء
والسـمر مذ سقت الدماء زجاجها أضــحت ثمــارا أرؤس الأعــداء
طـارت اليهم مثل ما طار القطا نبــل عرفــن مقاتــل الأعضـاء
فغـدوا كسـعفات باتلعـة الربا مــرت بهــن عواصــف النكبـاء
يـا مـن لـه اضحت مناقب بعضها قــد فـات كـل العـد والإحصـاء
ومـن الأنـام سـراتهم ودنـاتهم يرجـــونه فــي أزمــة اللأواء
ومـن الإلـه عليـه اثنـى بالذي قــد قصــه فـي محكـم الأنبـاء
يـا ليت شعري ما مديحي بعد ما اثنـى عليـك اللـه في الشعراء
أرجــوك فــي يـوم عبـوس شـره يشـوي الوجـوه بلفحـة الرمضاء
فلئن حرمـت ومـا أخالـك فاعلا فلقــد مطـرت بعـارض البأسـاء
وإذ ســمحت وفيــك ظنـي صـادق فلقــد سـلكت مناهـج السـعداء
فعليــك صــلى ثـم سـلم ربنـا فــي كــل إصـباح وفـي امسـاء
وعلـى جميـع الآل أنـوار الهدى شــم المعـاطس قـادة العظمـاء
المــدركين بجـدهم شـأو العلا أهـل المكـارم باليـد البيضاء
وعلـى جميـع الصحب آساد الشرى المطعميــن الأســد مــن اشـلاء
الصــادمين المشــركين بعزمـة كــادت تحــل منـاطق الجـوزاء
مـا فـاح شـيح مـن نواحي طيبة ســحرا فاحيــا ميــت الأحيـاء
محمد الصالحي الهلالي
36 قصيدة
1 ديوان

محمد بن نجم الدين بن محمد الصالحي الهلالي.

شاعر، من الكتاب، من أهل دمشق.

له (سجع الحمام في مدح خير الأنام -ط) ديوان شعر في المدائح النبوية

له: (سجع الحمام في مدح خير الأنام - ط) ديوان شعر في المدائح النبوية، و(سفينة الصالحي - خ) وهي مجموعة في الآداب والمحاضرات والتراجم، (سوانح الأفكار والقرائح في غرر الأشعار والمدائح - خ)..

1603م-
1012هـ-