الأبيات 60
ســقى طللا حيــث الأجــارع والســقط وحيـث الظبـاء العقر ما بينها تعطو
هزيــم همــول الــودق مرتجــس لـه بافنــائه فــي كــل ناحيــة ســقط
ولــو ان لــي دمعــا يـروى رحـابه لمـا كنـت أرضـى عارضـا جـوده نقـط
ولكــن دمعــي صــار أكــثره دمــا فــإني يرجــى إن يــروى بــه قحـط
ولمــا رمـاني الـبيت سـهما مسـددا فاقصــدني والحــي الــوى بـه شـحط
نحــوت بأصــحابي وعيســى أجارعــا فلا نفـــل يلفــى لــديها ولا خمــط
وجبينــا قفـار الـو تصـدت لقطعهـا روامــس أريــاح لأعيــت فلــم تخـط
مفـــاوز لا يجتــاب شــخص فجاجهــا ولــو أنـه الخربـت أو خـارب مسـلط
يســوف بهـا الهـادي الـتراب ضـلالة ويغـدو كعشـواء لهـا فـي السرى خبط
ســريت وصــحبي قــد أديـرت عليهـم سـلاف كـرى والعيـس فـي سـيرها قطـو
وقـد مـالت الأكـوار وانحلـت الـبرى لطـول السـرى حـتى فـرى لستع المغط
كأنــا ببحــر الآل والركــب منجــد ونحــن ببطــن الغـور نعلـو وننحـط
كمثــل غريــق ليــس يــدري سـباحة وقـد صـار وسـط المـاء يبـدو وينغط
وقفنـا برسـم الربـع والربـع خاشـع نســائله عــن ســاكنيه مـتى شـطوا
فلــو أن رســما قبلـه كـان مخـبرا لقـال لنـا سـاروا وبـالنحنى حطـوا
كــأن فنــاء الربــع طـرس وركبنـا صــفوفا بــه سـطر ورسـما بـه كشـط
رعـى اللَـه طيفـا زار مـن نحو غادة وحيـا وفـود الليـل مـا شـابه وخـط
فحييـت طيفـا جـاء مـن نحـو أرضـها ومــن دوننــا والـدار شاسـعة سـقط
فيـا طيـف هل ذات الوشا حيز واللمى على العهد أم الوى بها بعدنا الشحط
وهــل غصـن ذاك القـد يحكـى قـوامه إذا خطـرت فـي الـروض ما ينبت الخط
وهـل ذلـك السـبط المرجـل لـم يـزل يمـج فـتيت المسـك مـن بينـه المشط
وهـل هـو ان أهـوى إلـى مشـط رجلها كــأيم ففـي قلـبي لـه دائمـا نشـط
وهـل عقـرب الصـدغين فـي روض خـدها بشــوكتها تحمــى ورودا بــه تغطـو
وهـل خصـرها بـاق علـى جـور ردفهـا فعهـدي بـذاك الـردف في الجور يشتط
وهـل حجلهـا غصـان مـن مـاء سـاقها وهـل جيـدها بـاق بـه العقد والقرط
وهـل ريقهـا يـا صـاح كـالخمر مسكر فعهـدي بـه قـدما ومـا ذقتـه اسفنط
وهـل ردنهـا والـذيل مهمـا تفاوحـا يضـوعان عطـرا دونـه المسـك والقسط
وهــل سـرها مـا سـاء عشـاق حسـنها وقـد نزفـوا للـبين دمـا وقـد اطوا
وهــل نســيت ليلا وقــد دار بيننـا حــديث كمثـل الـدر سـمعي لـه سـقط
وهـــل علمـــت أنــي نظمــت قلائدا فما عقدها في الجيد منها وما السمط
قلائد فــي مــدح الـذي طـوق الـورى عــوارف مثــل البحـر ليـس لـه شـط
وهيهـــات ان يزهــى بــدر نظمتــه ولكننــي أرجــو يكــون لــه لقــط
ومــا قــدر مـدحى بعـدنون ومـدحها وهــذي لهــا رصـف ونظمـي لـه فـرط
وكــم آيــة دلــت علـى أنـه الـذي لــه خلــق كـالروض مـا شـأنه سـخط
هــو الخـاتم المبعـوث أشـرف مرسـل وأكـرم مـن ضـمته فـي مهـده القمـط
ومـن لم يزل يقظان في المجد والعلا وقـد نعـس الأقوام في المجد أو غطوا
تلقــى مــن الرحمـن فـي كـل لحظـة حقــائق لا تحصــى ولا يمكــن الضـبط
أبــاح لـه التصـريف فـي كـل ملكـه وقـال إليـك الحـل في الحكم والربط
فســاس جميـع النـاس أو فـي سياسـة ومـال بميـزان القضـايا بـه القسـط
وأخـبر عـن أنبـاء مـا سـطر الأولـى وعــن محــدث يــأتي لازنــاده سـقط
ومــا قــرأ الاســفار يومـا ولا رأى منـــالا ولا لوحـــا بأســطاره خــط
يجـازى علـى المعـروف عبـدا وسـيدا وليـس عليـه يـوم يـولى النـدى شرط
ومــا شــاب مـا يـوليه مـن ولا أذى ولا شــان مــا يــولاه كفـر ولا غمـط
إليــه النـدى ألقـى مقاليـد أمـره وقـال إليـك القبض في البذل والبسط
فمــا قــال يومـا لا لراجـي نـواله ولا قصــر الجــدوى بنــان لـه سـبط
ولا همــة ترقــى إلــى مــا ينـاله ولا حســـد شـــين ولا حســـد غبـــط
ونـاقض منـه الجـود قـول أبي العلا لمـن جيـرة سـموا النوال فلم ينطوا
يجــود ومــا ســام العفـاة نـواله وكـم شـان ذا جـدوى وقـد اخلف اللط
ينـادي منـادى الجـود مـن عن أوبدا إلـى بـذله سـيروا سـراعا ولا تبطوا
إذا مــا بــدت أعلام ســلع وطيبــة وشـاهدتم النـادي ففـي وسـطه حطـوا
همــام لـدى الهيجـاء تعنـو لبأسـه أسـود الشـرى يـوم العجاج إذا بسطو
خـبير بكـر الخيـل فـي حومـة الوغا إذا راع نكـس القـوم مـن صوتها نحط
إذا طـــال قــرن أو تعــرض مــارق فهــذا لــه قــد وهــذا لــه قــط
يـبر نفـوس الصـيد فـي سـاعة اللقا فلا ملـــك ينجيـــه جنــد ولا رهــط
إذا مـا نحـا الـدرع الـدلاص برمحـه فمـــا هـــي إلا ان تشـــك فتنغــط
كـأن انسـياب الرمـح في الدرع سابح مـن الرقـش فـي وسـط الغدير له غبط
إليــك رســول اللَــه وجهـت مطلـبي فمـا خـاب مـن رجـى غيـاث الورى قط
عسـى يـوم لا يغنـى عـن المـرء خلـة يكــون لــذنبي مــن شــفاعته قسـط
وتــترى صـلاة مـن الهـي علـى الـذي بــه بشـر الأحبـار والـروم والقبـط
وعـترته والصـحب مـا لاح فـي الـدجى بريــق شــجاني والــدجى لمـم شـمط
محمد الصالحي الهلالي
36 قصيدة
1 ديوان

محمد بن نجم الدين بن محمد الصالحي الهلالي.

شاعر، من الكتاب، من أهل دمشق.

له (سجع الحمام في مدح خير الأنام -ط) ديوان شعر في المدائح النبوية

له: (سجع الحمام في مدح خير الأنام - ط) ديوان شعر في المدائح النبوية، و(سفينة الصالحي - خ) وهي مجموعة في الآداب والمحاضرات والتراجم، (سوانح الأفكار والقرائح في غرر الأشعار والمدائح - خ)..

1603م-
1012هـ-