الأبيات 40
حيــث يــا دار أفراحـي وأعراسـي أزمـان سـقت إلـى اللـذات أفراسي
كـم شـمت فيـك شـموس الحـي مشرقة يغنيـن فـي الليل عن أضواء نبراس
مـن كـل عينـاء نشـوى من سلاف صبا تغنيـك بـالجفن عـن حانـات شـماس
ترنـو بلحـظ صـحيح الجفـن منكسـر مسـتيقظ الفتـك سـاجي الطرف نعاس
تبـدى بـديع فنـون السحر إن نطقت مــن كــل سـحبر للـب المـرء خلاس
يحكــى نضــيد اللالـي در مبسـمها وبـارق الثغـر يحكـي ضـوء مقيـاس
لـم أدر مـا قـد حوته في مراشفها هــل ذاك شــهد والأخمــرة الكـاس
هيفـاء تهفـو بقلـب الصـب قامتها وتجـرح القلـب جرحـا مـا لـه آسى
قضــت علــي برعــي للنجـوم فهـا أجفــان عبنـى عليهـا مثـل حـراس
كأنمـا الشـهب دسر التبر قد ربطت بهــا جفـوني وهـدبى شـبه أمـراس
كـم بـت منهـا لسـنى قارعـا ندما ورحـــت اضــرب أخماســا لاســداس
سـقى ديـارك يـا سـلمى وان فتكـت عيونــك فتــك الجــائر القاســي
وخــص منهـا دويـن الجـزع مرتبـع عـن يمنـة الحـي مـن ميثاء ميعاس
هوامــع السـحب لا ترقـا مـدامعها مـن كـل اسـحم همـامي الودق رجاس
تنضـى عليهـا سـيوف الـبرق صارخة فيهـا الرعـود إذا احتاجت لا بساس
وجـرت الغيـد أذيـال السـرور بها مـن كـل ذيـل لمسـك الـترب كنـاس
وغنــت الطيـر بالألحـان مـن طـرب فـي كـض غصـن بـذاك الـروض ميـاس
وهبــت الريــح بالأغصــان عـاثرة ممــا تنــم بنشــر الــورد والآس
ولا المــت بهــذا الــروض جائحـة يومـا مـن الـدهر ترميـه بايبـاس
ولا اغتـدى مـا سرى رطب النسيم به إلا مقيلا لأكيــــــال وأكيـــــاس
هـذي المرابـع مـن وعساء رامة لا تلـك المرابـع مـن زوراء أو طـاس
مـواطن الـوحي قـد عـزت وقد شرفت بأفضـــل الجــن والأملاك والنــاس
مـن لا يـزال لدى الهيجاء إن عبست منهــا الكمـاة تـراه غيـر عبـاس
مـن معشـر لا يخـاف الضـيم جـارهم يمسـى ويضـحى مـن البأساء في ياس
حمس اللقاء لدى الهيجاء ان صدموا ليســوا بميـل لئام الأصـل انكـاس
لــولاه مــا دارت الأفلاك واتحــدت فصـــول كــون بــأنواع وأجنــاس
منـزه القـول عـن فحـش وعـن خطـل مــبرأ العـرض لـم يتهـم بأدنـاس
يليـن صـلد الحصـى مـن وعظ منطقة فـاعجب لقلـب يعيـه دائمـا قاسـي
تحيـا القلـوب بمـا يبديه من حكم وتبعـث الميـت لـو نودى من أرماس
سـحت علـى الكـون منـه سحب عارفة وعطــر الجــو منــه طيـب أنفـاس
تــراه مـا بيـن اصـحاب لـه زهـر كــأنه البــدر يجلــى بيــن جلاس
عـارى السـجية عـن وصـف يشـان به ومــن مكــارم أخلاق الرضـى كاسـي
زعــاه ربـي بعيـن الحفـظ تحرسـه فليــس يحتــاج فــي حفـظ لحـراس
تـراه كـالطير اسـراعا لفعـل ندى وفـي النـدى إذا اصـطف الملا راسي
قـد ذلـل الشـرك فـانحلت عزائمـه وذل مــن بعــد عــز شـامخ عاسـى
وانجــاب إذ وضـحت أنـوار شـرعته بـه مـن الجهـل ليـل فجـره عاسـى
يـا سـيد الرسـل يـا من حق قاصده يسـعى إليـه على العينين لا الراس
كــن الشــفيع لعبـد مـن جرائمـه يمســي ويصــبح فــي غـم ووسـواس
صــلى عليــك الهـى دائمـا أبـدا والآل والصـحب أهـل العـزم والياس
مـا ألبسو الدهر من أفعالهم حللا يزهــى بهـا يـوم أفـراح وأعـراس
محمد الصالحي الهلالي
36 قصيدة
1 ديوان

محمد بن نجم الدين بن محمد الصالحي الهلالي.

شاعر، من الكتاب، من أهل دمشق.

له (سجع الحمام في مدح خير الأنام -ط) ديوان شعر في المدائح النبوية

له: (سجع الحمام في مدح خير الأنام - ط) ديوان شعر في المدائح النبوية، و(سفينة الصالحي - خ) وهي مجموعة في الآداب والمحاضرات والتراجم، (سوانح الأفكار والقرائح في غرر الأشعار والمدائح - خ)..

1603م-
1012هـ-