الأبيات 54
أمــن الفــراق ومــن عـذول لاحـي تذرىالــــدموع بمـــدمع ســـحاح
أو لا فلــم منصـور سـلطان الهـوى قـــاض عليـــك بمـــدمع ســـفاح
ومــن الــذين رزئت يـوم رحيلهـم بفـــراق قلـــب عرضــة الاتــراح
ســلوكه مــن يــوم سـارت عيسـهم تطـــوى حــزون تتنــآئف وبطــاح
وســقوك مـن خمـر الفـراق مدامـة تركتــك ذا ســكر وعقلــك صــاحي
واهـا لمـا صـنع الفـراق وما شوى تلــك القلــوب بزنــده القــداح
لــو كنـت إذ آن القـراق وعربـدت تلــك الرفــاق بســكرها الفضـاح
وغــدت تقطــر مثــل دمــع أحمـر أمــــالهم عنـــد البلاج صـــباح
ونحــت بهــن مـن الشـآم هـداتها نحــو الحجــاز ورنــده الفيــاح
وحـداتها فـي الركـب غنـت من نوى عشــــاق ذات منــــاطق ووشـــاح
لشــهدت أن الــروح سـالت أدمعـا ورأيـــــت أجســـــاما بلا أرواح
مهلا زمـاني قـد كفـى مـا قـد جرى ولقـــد ملكـــت فمــن بالاســجاح
مــا هــذه يــا دهــر أول غـدرة قصــيت فيهــا بــالفراق جنــاحي
إن أمـس فـي تلـك الرحـاب مرويـا تلــك الرســوم بمــدمعى السـحاح
فلكــم ركضـت جـواد لهـوى بينهـا فـــي حـــالتي روض لــه وجمــاح
وســعيت مـا بيـن الربـوع مجـررا ذيــل الخلاعــة باحتســاء الـراح
واطعــت داعــي صـبوتي لمـا دعـا ورفضـــت نســكى واطرحــت صــلاحي
مـا زلـت اسـعى فـي متابعة الهوى فــي كــل أمســاء وفــي أصــباح
أمــا إلــى حسـن الشـمائل أغيـد يفــتر عجبــا عــن شــنيب أقـاح
يرنـــو إليــك بفــاتر إحــداقه بغنيــك مــا فيهــا عـن الأقـداح
أو للـــتي إن لاح بــارق ثغرهــا فـي الليـل أغناهـا عـن المصـباح
غيـــــداء ذات قلائد ومنـــــاطق عطبولـــة غرثـــى الوشــاح رداح
ثـم انقضـت تلـك السـنون وأهلهـا وتنغصـــت مــن بعــدهم أفراحــي
ثـم اسـتنرت منـاهجي لمـا انجلـت تلــك الغيــاهب واســتبان فلاحـي
فنزعــت كفـى عـن مبايعـة الهـوى وتركــت اســهم ميسـرى وقـد أحـى
ورجــوت غفــر جرائمــي بمـدائحي فـــي مقصــد الأدبــاء والمــداح
ذاك الــذي نتجــت هجــان أصـوله مــن معشــر غــر الوجــوه صـباح
مـن حـل فـي العليـاء أعلـى منزل مـــا أملتـــه عــزائم الطمــاح
صـدر النـدى وغيـث أنـواء النـدى فــي حــالتي فخــر لــه وســماح
يهــتز فــي يــوم العطـاء كـأنه نشــــوان هزتــــه ســــلافة راح
مـن بـذّ مـن الـف الحضارة والفلا مــن مـا ضـغى القيصـوم والأشـياح
بشـــوارد قــد قيــدت فصــحاءهم ونـــوافث ســحر اليبــان فصــاح
حـتى اغتـدوا وهمـا كـأن عقـولهم ســـلبت بســـحر للعقــول متــاح
ثـم اسـتبانوا ان مـا قـد جـاءهم جـــد تنــزه عــن قبــول مــزاح
وأصــابهم حسـد النفـوس وحـاولوا إغلاق بـــاب مـــن لـــدى فتــاح
فهنــاك اضــحوا مســكتين حقيقـة مـــذ كلمـــوا بصــوارم ورمــاح
أكــرم بليلــة جمعــة لمـا أتـى فيهــا البشــير مخــبرا بنجـاحي
أوحــى إلــى بــأن مــا نظمتــه في المصطفى الهادي الشفيع الماحي
هبــت عليــه مـن القبـول نسـيمة فـــي روض إنــس بالرضــا نفــاح
فـافقت مـن سـنة المنـام وقد نفى طيــف الهمــوم يبقظــة الأفــراح
ذاك الــذي لـولاه مـا رقصـت بنـا إذ غـــــرد الحـــــادي قلاص طلاح
ولمــا اغتـدت عشـاقه مـن سـيرها شـــحب الوجــوه وهــزل الأشــباح
مـن أمـه إن فـي كشـف خطـب مثقـل فلقــد نجــا مــن كربـه الفـداح
أزجيــت نجـب مـدائحي تسـرى إلـى رحبـــات فضـــل للوفــود فســاح
وحططــت رحلــي إذا نخــت ببـابه وحمــدت ســيري حيــن لاح صــباحي
يــا مــن لــه علـم تنـزه نقلـه مـــن رقــم ادراج ومــن الــواح
كـن منقـذي ممـا جنيـت فـأنت مـن يرجــى ويقصـد فـي ابتغـاء نجـاح
صــلى عليــك اللَــه ربــي كلمـا قصـــدت حمــاك ركــائب النــزاح
وعلــى جميــع الآل أخـدان الوفـا مــن كــل خــرق للنــدى مرتــاح
وعلــى جميـع الصـحب خطـاب العلا بصـــداق ســمر أو مهــور صــفاح
مـن كـل مـن بلـغ السـماء فخـاره فــي يــوم ســلم أو مقـام كفـاح
المسـرعين إلـى اللقـا يوم الوغا مــن كــل أعــزل أو كمــي ســلاح
الطــائلين علـى العـدى بصـفاحهم العارضــــين عـــوالى الأرمـــاح
مــازينت دهــم الزمــان فعـالهم بمحاســـن التحجيـــل والأوضـــاح
محمد الصالحي الهلالي
36 قصيدة
1 ديوان

محمد بن نجم الدين بن محمد الصالحي الهلالي.

شاعر، من الكتاب، من أهل دمشق.

له (سجع الحمام في مدح خير الأنام -ط) ديوان شعر في المدائح النبوية

له: (سجع الحمام في مدح خير الأنام - ط) ديوان شعر في المدائح النبوية، و(سفينة الصالحي - خ) وهي مجموعة في الآداب والمحاضرات والتراجم، (سوانح الأفكار والقرائح في غرر الأشعار والمدائح - خ)..

1603م-
1012هـ-