الأبيات 54
حـي أقمـار النصارى تخذت في الكوخ دارا
وظبــاء فــي كنـاس مـا تـألفن النفارا
فـي شـموس مـن وجوه أبــداً مـا تتـوارى
تحسـب البذلـة صوناً وتعـد السـتر عـارا
وكــذا الأنجـم طـراً لعلـي ديـن النصارى
ومحيـــا إن تبــدى بهـر العقل إبتهارا
بـك يـا ذات المحيا اقسـم اليـوم جهارا
إنمــا جعــدك ليـل وبـه البدر استنارا
بــي غريـرات جفـون هـي كالسـيف غـرارا
لـم تزل سكرى صواحي وبهـا النـاس سكارى
ذات قــد أن تثنــى حقـر الغصن احتقارا
خلـت ماء الحسن فيه شـب في الخدين نارا
لـم تكـن تجرع خمراً غيـر ما لاث الخمارا
أيهـا الحادي عليها إحبـس العيـس نهارا
علمــاً تبـدو منهـا اضـلع راحـت حـرارا
فهـو أن يجني وروداً فشـــقيقاً وبهــارا
أو تشـأ تنشـق طيباً تلـق شـيحاً وعـرارا
فـبرغمي اليوم عنها مـدلجاً ركـبي سـارا
قـد سـرينا عن قلوب عنـدها ضـلت أسـارا
بحســـوم باليـــات ذاقـت المـوت مرارا
كبـدي للبعـد عنهـا قـد غـدا يقدح نارا
ولـذا شـكواي منهـا مـن فمي طارت شرارا
ليتنـي واريـت أهلي ولهـا أصـبحت جـارا
أنـا لا أبغـي دياراً إن أنـل بغداد دارا
ليتني استبدلت عنها ويـك بـالكرخ ديارا
عبلـة السـاعد فيـه لـم تكـن تسعد دارا
قلت إذ قال السوارى مـا لـه عنـي توارى
أيـن خلخالـك قـالت غاص في الساق وغارا
معصــم يـدعو عليـه كـل من صاغ السوارا
عـذب الصـاغة في ال ذوق فصـاغته مـرارا
كـم شكى من ساعديها قـائلاً أخشى إنكسارا
أأواري مثــل هــذا ولخلخــالي اشــارا
وبنـا قـد حـل خصـر حـوله الزنـار دارا
مثقلاً منهــا بــردف ملئت منـــه الأزارا
أنـت يـا آيـة عيسى بـك أصـبحنا نصـارى
كـم وكـم تحيي ميتاً بـثرى العشـق توارا
وبنــا مـن ناظريـك ملـك يبـدو اقتدارا
يصـرع الأسـد وتبـدي لـي جفنـاه انكسارا
فهـو ان ينظـر شزرا ولّـت النـاس فـرارا
لـم أكن للبيض أخشى قبـل عينيك الشفارا
مـا رأينـا لا وعيسى مثـل عينيك إحورارا
لـو رآه الظبي يوماً لثنـى الطـرف وسارا
قـد أرى للبدر حسناً أمحيــاك اســتعارا
ولـوجه الشـمس نوراً هـو مـن وجهـك نارا
وتلظــت فــي حشـاه غيــرة شـبته نـارا
قـد رأينـا لك وجهاً فيـه جـالينوس حارا
وقــع الشــر عليـه وبــه عقلــي طـارا
حـار ماء الحسن فيه فـإذا النـاس حيارا
بـي مـبيض الـتراقي غير إن شيب إصفرارا
مـن لجيـن صـيغ لكن قــد أطلـوه نضـارا
ســلبت منــي قلبـاً سـكنت منـه القرارا
فأنـا القـائل لمـا ســار مـولاي فمـارى
حـي بـالكرخ كناسـا قـد تخـذناه مـزارا
منسـكاً أرمـي عليـه جمـر احشـائي جمارا
جعفر الشرقي
20 قصيدة
1 ديوان

الشيخ جعفر بن محمد حسن بن أحمد بن موسى بن حسن بن راشد بن نعمة بن حسين الشرقي.

أحد مفاخر عصره في العلم والأدب.

ولد في النجف، ونشأ بها نشأة علمية وأدبية رفعته إلى مقام الزعامة، له ديوان شعر.

توفي في النجف.

1891م-
1309هـ-