ليس يدري بكنه ذاتك ما هو
الأبيات 65
ليـس يـدري بكنـه ذاتـك ما هو يـا ابـن عـم النـبي إلا اللَـه
ممكـــن واجــب حــديث قــديم عنــك تنفـي الأنـداد والأشـباه
لـك معنـى أجلـى من الشمس لكن خبــط العـارفون فيـه فتـاهوا
أنـت فـي منتهـى الظهـور خفـي جــل معنــى علاك مــا أخفــاه
صــعدوا نحــو أوجــه خطــرات الــوهم وهمـاً فضـل دون مـداه
قلـت للقـائلين فـي أنـك اللَه اســتقيموا فــاللَه قـد سـواه
هـو مشـكاة نـوره قبـل خلق ال خلـــق طــراً وباســمه ســماه
وحبـــاه بكـــل فضــلٍ عليــم وبمقـــدار مــا حبــاه ابتلاه
أظهـــر اللَــه دينــه بعلــي أيـــن لا أيــن دينــه لــولاه
كـانت النـاس قبلـه تعبـد الط طـاغوت ربـاً والجبـت فيهم إله
ونـبي الهـدى إلى اللَه يدعوهم ولا يســــمعون منـــه دعـــاه
ســله لمـا هـاجت طغـاة قريـشٍ مــن وقــاه بنفسـه مـن فـداه
مــن جلا كربــه ومــن رد عنـه يــوم فـر الأصـحاب عنـه عـداه
مــن ســواه بكــل وجـهٍ شـديدٍ عنــه مـن رد نـاكلاً مـن سـواه
لـو رأى مثلـه النبي لم واخاه حيـــــاً وبعـــــده وصــــاه
قـام يـوم الغـدير يدعو ألا من كنــت مــولاً لــه فــذا مـولاه
ما ارتضاه النبي من قبل النفس ولكنمــــا الإلـــه ارتضـــاه
غيـر أن النفـوس مرضـى ويـأبى ذو السـقام الـدوا وفيـه شفاه
أنكـروه وكيـف ينكـر عيـن الش شــمس مـن أمرصـت بهـا عينـاه
ثـم لمـا رأوه لا يـؤثر الباطل يومـــاً ولـــو أطلــت دمــاه
أغلقــوا بــابه عليـه وبـزوا مـا لـديه قسـراً وحلـوا حبـاه
تركـوه وهـو الأميـر جليـس الد دار والأمــر صــار أمـر عـداه
يجمـع الوحي وهو أعرف خلق اللَ ه بـــالوحي والـــذي أوحــاه
قـد زووه وهـو الإمـام وقـاموا بضــلال وخبــط عشــواء تـاهوا
ثـم لما دجى الضلال على العالم واســــتوعب الأنـــام دجـــاه
ورأى غــارس النفــاق وبــالاً غــص فيمــا جنتـه منـه يـداه
فـأتوه وبايعوه وقالوا الآن نا ل الـــدين الحنيـــف منـــاه
فقضـى بينهـم بفصـل قضاء اللَه واللَــــه لا يــــرد قضــــاه
قسـم القيـء بالسوية في الناس وســـــاوي بســــيدٍ مــــولاه
وهـو حكـم صـعب على غير ما را ض هــــواه بعقلـــه وهـــداه
وبهــم مــؤثر لطاعــة إبليـس ومهمـــا دعـــا بـــه لبــاه
فــدعاه لنكــث بيعــة مــولاه فلـــبى وحـــاد عـــن مــولاه
وأتــى أمــه وللبغــي عقــبى ســلهماً كيــف صــادقا عقبـاه
قـل لهـا إذ تـبرجت مـن حجـاب كـان طـه المختـار قـد أرخـاه
نســيت آيــة التــبرج أم لـم تعتقــدها والابـن يقفـو أبـاه
جنـدت جنـدها على الجمل الأعسر والنــاس تــابعوا مــن رعـاه
فــأتى المرتضـى بأجنـاد بـدر صــحب طــه ورف فيهــم لــواه
وأراهــم وبـال مـا قـد جنـوه واصــطلى بالضــرام مـن أوراه
وهـم الناكشـون والمصـطفى مـن قبــل هــذا بقتلهــم أوصــاه
ثــم للقاســطين ســار حثيثـاً ورأى مـــن جهــادهم مــا رأه
كــم عظيـم كمثـل عمـار أردوه وســــالت لفقـــده مقلتـــاه
ونجا المارقين بالسيف يفري ال هــام حــتى أبــادهم بشــباه
لـم يـزل طـول عمـره فـي عناءٍ ولحفــظ الإســلام كــان عنــاه
ذا ابتـداء مـع النـبي يعـاني حـــرب أعــدائه وذا منتهــاه
قـد لقـي مـن خلاف أصحابه أضعا ف مــا مــن أعــدائه لا فــاه
كم تمنى الموت المريح وما ظنك فيمـــن بـــالموت درك منــاه
قـال مـا يمنـع الشقي أما حان شـــقاه يــا رب عجــل شــقاه
وغــدا للصـلاة للمسـجد الأعظـم والليــــل مســــتجن دجـــاه
وأقـام الصـلاة للسـجدة الأولـى وكـــان ابــن ملجــمٍ يرعــاه
فعلــه بالســيف فـأعجب لسـيف اللَـه بالسـيف كيـف فـل شـباه
فهـوى قـائلاً لقـد فـزت واللَـه وســالت علــى المصــلى دمـاه
فبكتـــه الأملاك وارتجـــت الأف لاك حزنـــاً وجبرئيـــل نعــاه
الهـدى هـد ركنـه والتقـى قـد فصـمت فـي المصـاب وثقـى عراه
وسـرى يقصـد الشـئام بشـير ال قـوم يبـدي السـرور وآخـر ناه
قـام عيـد بالشام أبعدها اللَه وقـــرت مـــن شــامت عينــاه
كـبر اللَـه وهـو لم يعرف الله ســروراً ونــال أقصــى منــاه
كــان لـم يهنـه كـراه حـذاراً مــن علـي واليـوم طـاب كـراه
كـان لا يسـتطيع أن يهدم الدين فقــد راح عنــه حــامي حمـاه
غيـر أن السبطين والغلب من أب نــائه والوجــوه مـن أوليـاه
قـد أحـاطوا به وقد يئسوا منه وهــانت نفوســهم فــي فــداه
وجـرى السم في المفاصل والناط بأحشــــائه وأوهـــى قـــواه
فشـــــجوا عنــــده خفيــــاً يــترك القلــب داميـاً بشـجاه
بنفــوس كــادت تطيـر مـع الأن فـاس غيطـاً والغايظ في منتهاه
أنـا أبكـي عليه ملقى يدير ال عيـن فيهـم والوجـد ملـء حشاه
أم عليهــم يرونـه مـد للمـوت يــــديه وغمضــــت عينــــاه
باقر الهندي
14 قصيدة
1 ديوان

أبو صادق باقر بن محمد بن هاشم الهندي النجفي. ينتهي نسبه إلى الإمام الهادي.

شاعر وأديب وعالم.

ولد في النجف ونشأبها على أبيه، ثم سافر إلى سامراء مع والده، ثم عاد بعد فترة إلى النجف.

له شعر كثير وقصائد عديدة في رثاء آل البيت،

توفي في النجف بمرض ذات الجنب.

1911م-
1329هـ-