أهيب بن سماع صحابي ليست له ترجمة في كتب الصحابة، ولا ذكر في مؤلفات أهل السنة، سوى ما ورد في كتاب الجراثيم المنسوب لابن قتيبة، =ولا يعرف من هو مؤلف الكتاب على وجه الدقة= في مناظرة بين عالم لغوي اسمه أنس وبين نفطويه، وهي مناظرة انفرد بذكرها صاحب كتاب الجراثيم، الذي يذهب محقق الكتاب إلى أن مؤلف الكتاب هو نفسه أنس، وأنه لا يعرف عنه شيء سوى ما ورد في كتاب الجراثيم من أخباره، وقد ناظر نفطويه حول تشديد اللام في اسم العنب الطائفي المعروف بالملاحي، وفي المناظرة قول لنفطويه:
قلت: عدك لا تعرف هذا فأين أنت من قول أهيب بن سماع صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قطوفها والثريّا النجمُ واقفةٌ كأنَّها قطفُ ملاَّحِ من العنب
وقد بحث المحقق كما يذكر في هامش هذه الحكاية عن ترجمة للصحابي أهيب بن سماع، فلم تسفر بحوثه عن ثمرة، فأردت أن أتحقق من كلامه فرأيت كلامه صحيحا فليس في كل كتب الصحابة المشهورة عند اهل السنة صحابي اسمه أهيب، ولا من اسمه أو اسم ابيه سماع. ثم رأيت البيت في قصيدة انفرد بذكرها شيخ الشيعة في عصره أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي المتوفي سنة 449هـ في كتابه "كنز الفوائد" المطبوع سنة 1369 شمية ص95 قال:
خبر أهيب بن سمَّاع:
وروى أن النبي صلى الله عليه وآله كان يوما جالسا في نفر من أصحابه وقد صلى الغداة فإذ اقبل اعرابي على ناقة له حتى وقف بباب المسجد فأناخها ثم عقلها ودخل المسجد يتخطى الناس والناس يوسعون له وإذا هو رجل مديد القامة عظيم الهامة معتجر بعمامة فلما مثل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله أسفر عن لثامه ثم هم ان يتكلم فارتج حتى اعترضه ذلك ثلاث مرات فلما رآه النبي صلى الله عليه وآله وقد ركبه الزمع لها عنه بالحديث ليذهب عنه بعض الذي اصابه وقد كسا الله نبيه جلالة وهيبة فلما انس وفرح روعه قال له النبي صلى الله عليه وآله قل لله ما أنت قائل فانشا يقول:
رب يوم يعي الألد المداري شره حاضر يروع الرجالا
(إلخ)
قال فاستوى رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا وكان متكئا فقال أنت أهيب بن سماع ولم يره قط قبل وقته ذاك فقال انا أهيب بن سماع الأبي الدفاع القوي المناع
قال أنت الذي ذهب جل قومك بالغارات ولم ينفضوا رؤوسهم من الهفوات إلا منذ أشهر وسنوات
قال انا ذاك
قال أفتذكر الأزمة التي أصابت قومك احرنجم لها الذيخ وأخلف نوء المريخ وأمتنعت السماء وانقطعت الأنواء واحترقت العنمة وخفت البرمة حتى أن الضيف لينزل بقومك وما في الغنم عرق ولا غرر فترصدون الضب المكنون فتصيدونه وكأنك قلت في طريقك إلي لتسألني عن جل ذلك وعن حرجه ألا ولا حرج على مضطر ومن كرم الأخلاق بر الضيف قال فقال لا والله لا اطلب اثرا بعد عين لكأنك كنت معي في طريقي أو شريكي في أمري اشهد لا اله إلا الله وانك محمد رسول الله ثم قال يا رسول الله زدني شرحا وبيانا ازدد بك ايمانا فقال له النبي صلى الله عليه وآله أتذكر إذ أتيت صنمك في الظهيرة فعرت له العشيرة قال نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله ان الحرث بن أبي ضرار المصطلقي جمع لك جموعا ليدهمك بالمدينة واستعان بي على حربك وكان لي صنم يقال له راقب فرقبت خلوته وقممت ساحته ثم نفضت التراب عن رأسه ثم عترت له عتيرة فاني لأستخيره في أمري وأستشيره في حربك إذ سمعت منه صوتا هائلا فوليت عنه هاربا وهو يقول كلاما في معنى كلامه الأول قال فلما كان من غد ركبت ناقتي ولبست لامتي وتكبدت الطريق حتى اتيتك فأنر لي سراجك و أوضح لي منهاجك قال قال له النبي صلى الله عليه وآله قل لا اله إلا الله وحده لا شريك له واني محمد عبده ورسوله فقالها غير مستنكف واسلم وحسن اسلامه ووقر حب الاسلام في قلبه فقال النبي صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام خذ بيده فعلمه القرآن فأقام عند النبي صلى الله عليه وآله فلما أحذق شيئا من القرآن قال يا نبي الله ان الحرث بن أبي ضرار المصطلقي قد جمع لك جموعا ليدهمك بالمدينة فلو وجهت معي قوما بسرية نشن عليهم الغارة فوجه النبي صلى الله عليه وآله ومعه أمير المؤمنين عليه السلام وجماعة من المسلمين فظفروا بهم واستاقوا ابلهم وماشيتهم
وأهيب الذي يقول في اسلامه
جبت الفلاة على حرف مبادرة خطارة تصل الارقال بالخبب
إلى آخر القصيدة