تعاليت قدراً أن تكون لك الفدى
الأبيات 43
تعـاليت قـدراً أن تكـون لك الفدى نفـوس الـورى طـراً مسـوداً وسـيدا
وكيـف تفـدي فـي الزمـان ولم يكن لـديك بـه الذبـح العظيـم فتفتدى
بـذاك اسـتحلت حرمـة المجـد جهرةً وإن الـردى يجـري عليـك لتفقـدوا
وكيـف تخطـى فـي حمـاك ألـم يكـن لهيبتــك العظمــى أسـيراً مقيـدا
مصــاب تعــدى حــد كــل عظيمــةٍ وأغـرق نزعـاً في النضال بل اعتدى
بــان أبــا داوود عـاجله الـردى وكـان الـذي ينتاشنا من يد الردى
لأن أضـــحت الهلاك منـــه بــأجرد فيـا طالمـا كـان الـرواق الممدا
وكــان أمــان العـالمين فحـق أن يحـل بهـا الأرجاف في الدهر سرمدا
أغـــر إذا لاقيتــه أجلــت العلا لعينيـك بشـراً مـن محيـاه فرقـدا
حـذا حـذو آباه الألى أسسوا العلا فوطــد مــن فــوق الأسـاس وشـيدا
إلـى أن غـدا فينـا لأحمـد معجـزاً ألا كــل قــولٍ منـه معجـز أحمـدا
إذا لبــس الـدنيا الرجـال فـإنه لعمــري منهــا د مـا قـد تجـردا
فــواللَه مـا ضـلت عليـه طريقهـا ولو شاء من أي النواحي لها اهتدى
فمــا مــالت الأيـام فيـه بشـهوةٍ ومــا ملكـت منـه الدنيـة مقـودا
وإن حـــاولته راغ عنهــا محقــاً كمــا راغ وحشــي تشــوف أريــدا
إذا مــا توســمت الرجـال رأيتـه أقلهـــم مـــالاً وأكــثرهم نــدى
فقــل لقريـشٍ تخلـق الصـبر دهشـةً وتلبــس ثوبــاً للمصــيبة أسـودا
وتصــفق جــذ الراحــتين بمثلهـا وتغضـى علـى الأقـذاء طرفـا تسهدا
فقـد عمهـا الـرزء الذي جدد الأسى عليهــا بمــا خـص النـبي محمـدا
بطـــود علاء قـــد تفيـــأ ظلــه مـن الناس من قد كان أدنى وأبعدا
وشـــمس نــار يستضــيء بنورهــا جميـع الـورى من غار منهم وأنجدا
فللَــه ذاك الطـود مـن ذا أزالـه وللَـه ذاك النـور مـن كـان أخمدا
فيــا مغمضـاً عينيـه عنـد وفـاته ويـا ناشـراً مـن فوقه فاضل الردا
لغطيـت وجهـاً فيـه يسـتنزل الحيا وغمضــت جفنــاً لا يــزال مســهدا
وســكنت أمــواج البحــار عشــيةً عــدوت علــى تلـك اليـدين ممـدا
أقــول لمشــتق الضــريح لجســمه شــققت قلوبــاً للهــداة وأكبـدا
أتـدري علـى مـن تشرج اللبن جهرةً علـى مقلـة الإيمان بل مهجة الهدى
أحيـدر يا ابن الشاكرين من الثنا يسـيراً ومعطيـن الكـثير من الندى
لانـت الـذي فـي العـز من آل هاشم كهاشــم فخـراً مـن قريـشٍ وسـؤددا
رأيتـك أعلـى أن تعـزى ومـن تـرى يناشــد بــدر التــم أن يتوقـدا
حــذاري أن تمسـي وحاشـاك جازعـاً حــذاري علـى الأطـواد أن تتميـدا
لـك الحكـم اللاتـي فضـحن بلفظهـا لبيــداً ولكــن بالمعـاني مبلـدا
فكــم مـن مضـلٍ فـي سـبيل جهالـةٍ تلقيتــه فيهــن فانصــاع مرشـدا
فحســبك بــل حســبي وكــل موحـدٍ أبـو صـالحٍ المهـدي منتجـع الهدى
عمـــاد قبــاب الــدين دام علاؤه وأيــــده رب الســـماء وســـددا
هـو الحجـة البيضاء لم يخف أمرها علــى أحـد إلا الـذي كـان ألحـدا
يـرى نفسـه الأدنـى من الناس رتبةً علــى أنــه الأعلــى محلاً ومحتـدا
عزيـز إذا مـا جـاء للنـاس محفلا ذليــل إذا مـا جـاء للَـه مسـجدا
فكــم شــمل خطـب لا نطيـق دفـاعه فزعنــا إلــى عليــائه فتبــددا
هـو الملتجـي دنياً وديناً فمن يمل إلـى غيـره ضـل السبيل وما اهتدى
أبـو الغـر كـل صـالحٍ بعـد جعفـر يكــون حســيناً فـي العلاء محمـدا
أجـل الـورى قـدراً وأعـذب منطقـاً وأوفرهــم علمــاً وأســمحهم يـدا
وأزكــاهم نفســاً وأكــثرهم تقـىً وأصــوبهم رأيــاً وأفصــح مـذودا
صالح الكواز الحلي
94 قصيدة
1 ديوان

صالح بن مهدي بن حمزة الكواز.

شاعر، من أهل الحلة، دفن في النجف. عربي المحتد، أصله من قبيلة الخضيرات، إحدى عشائر شمر، المعروفة اليوم في نجد والعراق.

كان يبيع الكيزان والأواني الخزفية، مترفعاً عن الاستجداء بشعره، جمع صاحب البابليات ما بقي من شعره في (ديوان-ط).

1873م-
1290هـ-