انثروا الزهر على قبر الشباب
الأبيات 38
انثروا الزهر على قبر الشباب فشـبيه الشـىء بالشـىء يُثـاب
إن فيـــه زهـــرة عاجلهـــا قــاطف يـؤثر خيـر المسـتطاب
زهـرة مـا كـان أزكاهـا ومـا كـان أنـداها وما أجلى الإهاب
تنفــح الريــح عـبيرا طيبـا تنشـق الأغـوار منـه والهضـاب
تتهـــادي للمعـــالى غضـــة تملـك النفـس كمـأثور الحباب
زهـرة عـزت علـى الـروض وكـم بزمهـد روضـة الزهـر العجـاب
كفكفـوا الـدمع فما يجدى وهل فيـه للراحـل عـود مـن غيـاب
ودعـــوه هــادئا فــى جــدث كلجيــن صــب فـى كـاس مـذاب
حــدث مــا كــان أغنـاه بـه كيـــد اللآل فــازت بــالطلاب
أيهــا الناعــة تريـث إنمـا تلمـس القلـب بترديـد المصاب
هـل نعيـت الغصـن رطبا ناميا أم نعيـت البـدر وهّاج الجناب
أم نعيـت الـدر وضـاء السـنا ظفـر الـدهر بـه بيـن النهاب
أم أراك اليـوم تنعـى أحمـدا ناشــئاً ملــء قلــوب وشـعاب
ناهضـا جـم الأمـانى لـم يهـن يركـب الصـعب إلى متن السحاب
بيــن برديــه ســليل خــالص مـن نفـوس ليـس فيها ما يعاب
فلـــذة مــن أكبــد مقرحــة برحيــل مــاله يومــا إيـاب
بضـــعة مــن شــاعر مبتــدع ينظــم الـدر عقـوداً للكعـاب
أنجــب الشــاعر مثـواه كمـا أرسـل الـبيت بـه فصل الخطاب
طالبـا للعلـم لـم يقعـد بـه عنـــه إلا قــدر جــدّ مجــاب
ورآه غايــــــة ســــــامية لا يــدانيها علىالمجـد قبـاب
ترفـع المـرء إلـى أوج العلا وبهـا الأَوطـان تمسـى خير غاب
والحمــى يعمـره العلـم ومـا ينـزل الجهـل بـه فهـو خـراب
فاقتفــاه ليــس يـألو جهـده وتفـــانى بيــن درس وكتــاب
أنفــق العمــر علـى تحصـيله مســتهاما راده مـن كـل بـاب
وأراد العلــم بـالأخرى الـتى كـل مخلـوق إليهـا فـى ذهـاب
فقضــى فــى عنفــوان سـافكا أدمـع الأهـل نجيعـا والصـحاب
طلـب العلـم مـن المهـد إلـى غشـية القـبر كمـا الأَمر أصاب
فبكــاه معهــد العلــم فـتى فى مراقى العلم يبدو كالشهاب
كــان بـالعلم فخـوراً معجبـا ليـس غيـر بالعلم للفخر رحاب
وبكــاه الـدرس سـباق الخطـى ملهـم الفطنـة موهـوب الصواب
يـا أخـا الشـعر عـزاء إنمـا كتـب المـوت علـى كـل الرقاب
ليـس فـى الـدنيا مقيـم خالد كــل موجــود لظعـن واغـتراب
إنمــــا أفلاذنـــا عاريـــة والعـوارى رهـن رد لا ارتيـاب
وقوافيـــك أفاضـــت حكمـــا فاتخــذ منهـا عظـات لا تـراب
ورجـال الشـعر أحـرى بـالتقى رأيهـم ينضـى عن الحق للنقاب
وتصــبر إِنمــا المــؤمن مـن يلـزم الصبر إذا ماالخطب ناب
وكــن الشــاكر للــه الــذى مـا رمى الدهر إلى الله أناب
ســكن الراحــل جنــات العلا وحبــاه ربــه حســن المــآب
بركة محمد
114 قصيدة
1 ديوان

بركة محمد.

شاعر مصري حديث، كان وكيل بمصلحة التلغرافات والتليفونات المصرية.

له ديوان شعر.