الأبيات 41
ومــا للعــز إلا قــوم سـامي فهـو يسـمون إن لا قـوا مسامي
أيمكـن مـن سـما مـن غير أصل مسـاماة الكريـم ابـن الكرام
فــرب فـتى وضـيع قـد تسـامى ورب فــتى تواضـع وهـو سـامي
تعـالى اللَـه عـن شـبه ومثـل وعــز وجـل عـن هـذا المقـام
ونــزه بالكمـال عـن انتقـاص وكـان النقـص مـن صـفة الأنام
تبـاينت البرايـا في السجايا ومــا كـانت لتوصـف بـالتئام
فكــم مستمســك بعــرى معـال وليــس بمعتريهــا بانفصــام
وكـم مسـتيقظ يحظـى انتباهـاً وكـــم غـــاف يســـر الاحتلام
وكــم شـخص يسـود عـداه لـوم وكـــم مـــن مســـتحق للملام
وكــم مـن طـالب لمـدام مـدح وكـم مـن طـالب مـدح المـدام
وكــم مـن صـانع صـنعاً جميلا وكــم مـن فاعـل فعـل اللئام
وكـم مـن بـاذل مـا رمـت منه وكــم مـن حـائل دون المـرام
ألا يـا أيهـا الفـرد المحلـى بحسـن جـل عـن معنـى انقسـام
لـك القـدح المعلى في افتخار إذا ابتدر الكرام إلى السهام
كـذا الشـرف الـذي أبـدا علاه تحلـى بالكمـال علـى الـدوام
وبابـك كعبـة الحاجـات فينـا يحــج إليــه مـن يمـن وشـام
وجمعــك بيــن أفضــال وفضـل وجمــع ســواك بيـن طلا وجـام
فيـا لـك مـن حمـى سـام وحام ســما وحمـى بنـي سـام وحـام
مـن القـوم الذين سموا بباقي مكـــارمهم وخيــر الاحتشــام
وهــم للــواردين بحـار جـود مواردهــا كــثيرة الازدحــام
فــروع قـد سـمت بنجيـب أصـل وروض الـورد فيـه الزهر نامي
لئن زالـت مناصـبهم فَهُـمْ هُـمْ ومــا زالـت مناصـب الاحـترام
إذ أنصــبت علــى شـرف خيـام فهــل ينفيـه تقـويض الخيـام
هـم الأقمـار لـم ينقـص سناهم أيبـدو النقـص في بدر التمام
ألا جــبرا لــديك لكسـر عبـد بحســـن حلاك صـــب مســـتهام
غـذي بلبـان جـودك لـم يشـبه إلـى أن شـاب شـائبة الفطـام
تعـامى الحـظ عنـه فمـا يراه ورتبـة مبصـر يبـدي التعـامي
أتــاك علـى أمـان فـي أمـان مـن الحرمـان حيث الغيث هامي
لـه طـرف لبـاقي الـود يرعـى وليــس بطامــح نحـو الحطـام
شــهاب ثــاقب لعــداك دومـاً لــه أحشــاؤهم أبـدا مرامـي
فـدونك فاقضـين مـا أنـت قاض بحكمــك واحتكـم كـل احتكـام
فملــك يرتجـي الحيـاة مثلـي وهـل يحيي العظام سوى العظام
بقيـت مـدى الزمـان أخا حياة يـدير علـى العدا كاس الحمام
تقـول لـه المعـالي قـل أُصدِّق فـإن القـول مـا قـالت حـذام
ذكــاء ذكــائه إن جــن خطـب جلــت أنوارهــا جنــح الظلام
يـروع يراعـه إن شـاء أنشـاء بحومــة طرســه أمضــى الكلام
ومهمــا صــح عنـه مـن حـديث فطـب كـان فيـه شـفا السـقام
تفــاد وفــوده بــدا وعـوداً وتحظــى بــالوداعي والسـلامي
وحيــث همــى نـداه فثـم روض مجــانيه علــى طـرف الثمـام
إذا ابتهجــت حلاه الغرنظمــا فحسـن الـدر يزهـو في النظام
براعـة مطلعـي في الشعر تحلو بجعــل مــديحه حسـن الختـام
محمد شهاب الدين
546 قصيدة
1 ديوان

محمد بن إسماعيل بن عمر المكي، ثم المصري المعروف بشهاب الدين.

أديب؛ من الكتاب، له شعر، ولد بمكة، وانتقل إلى مصر، فنشأ بالقاهرة، وأولع بالأغاني وألحانها. وساعد في تحرير جريدة (الوقائع المصرية) وتولى تصحيح ما يطبع من الكتب في مطبعة بولاق. واتصل بعباس الأول (الخديوي) فلازمه في إقامته وسفره. ثم انقطع للدرس والتأليف، وتوفي بالقاهرة

صنف (سفينة الملك ونفيسة الفلك-ط) في الموسيقى والأغاني العربية، ورسالة في (التوحيد) وجمع (ديوان شعر-ط).

1857م-
1274هـ-