الأبيات 47
أتبــدت مــن خــدرها أسـماء أم عـن الـذات أسـفرت أسـماء
إن بيـن الضـلوع نيـران عشـق مـا لهـا مـن مـدامعي إطفـاء
أنكــر العـاذلون آيـة وجـدي أفكـوا حيـث فيـه بالإفك جاؤا
كيــف تكـذيبهم لمرسـل دمعـي أو لــم تــأتهم بـه الأنبـاء
دون ظــبي الكنـاس صـمة غـاب فـي ظـبي لحـظ طرفـه الأصـماء
ومهــات الصــريم ذات محيــا كصـــريم لاحــت لــه أضــواء
حيــرت فكرتــي بوجنــة خــد قـام فيهـا ضـدان نـار ومـاء
لســـت أدري أطـــرة وجــبين أم عـن الصـبح تنجلي الظلماء
رب بيضـاء وحـدت فـي التثنـي قــدها اللــدن صـعدة سـمراء
جننتنــي بغمــز سـوداء نجلا داءُ مَــن جـن أصـله السـوداء
سـاقي الـراح طـف بكـاس نضار رصــّعتها يــا قوتــةٌ حمـراء
واســقنيها علـى جنـي وجنـات عبقــت مــن أريجهـا الأرجـاء
فـي ريـاض بها فم الزهر يغدو ضـاحك الثغـر إذ بكته السماء
وإذا مـا الغمـام وشـى رباها كللــت تــاج دوحهـا الأنـداء
ولمــزاً لنســيم فيهـا عليلا نــوحت فـوق أيكهـا الورقـاء
باكرتها الندمان والطير تشدو وعــن اللحـن تعـرب العجمـاء
وأداروا الصـبوح مـراً عيتقـا مـذ بحلـو الحديث طاب الصفاء
غنــي أخــا النــدامى ورنـم أنـا مـا لـي عن الغناء غناء
واذكرُنْ لي العقيق تسكبه عيني عـــبرات كأنهـــا الــدأماء
واسع مسعى الصفا بكاسي وزمزم حيـث راق الصـفا ورق الهـواء
وإذا أظمـــت ديـــاجي ملــم فتخلــص بمــن بــه يستضــاء
وهـــو طـــه أجــل آل لــؤي مـن بـه التاج يزدهي واللواء
خـاتم الرسـل أول الخلـق طرا ناشـر الفخر يوم تطوى السماء
حـادي العيـس نحو سربي سر بي علـى يومـا ينـال فيـه العلاء
واحـدها وحـدها ودعنـي ووجدي إذ لأشــجانها يهيــج الحـداء
وبقلــبي مــن الشــجون دواع كـان فيهـا منهـا لها الإغراء
وتمســك بطيــب طيبـة وانـزل بحمــى تحتمــي بـه الأنبيـاء
وتســل بــه وقـل كـن شـفيعي يـوم تـأبى الشـفاعة الشفعاء
رب وعــد مضــت عليــه ليـال آن إنجــازه وحــان الوفــاء
الأمـان الأمـان كـم مـن أمـان لـي ترعى ما كان عنها ارعواء
وكــائن مــن زلــة أورثتنـي عنـك بعـداً أمـا أنـي الأدناء
إن لــي نســبة إليـك ونعمـت وانتمـاء يـا حبـذا الانتمـاء
كيـف أخشـى ضمينا وأنت ضميني لـدخولي بالضـمن فيمـن أساؤا
فأقــل عــثرة عــثرت عليهـا أرجــاءتني وحســبي الأرجــاء
لـم لـم أبلـغ الأمـاني أمالي فـي رحـى جاهـك العظيـم رجاء
يـا حيـاة النفـوس حبـك حسبي ولـدائي العضـال نعـم الدواء
أولتنـي مـا بـه تلافـي تلافـي أنـا ممـن لـه إليـك التجـاء
أنـا فـانٍ فـانٍ وسـؤليَ فـوزي بـالنعيم المقيـم حيث البقاء
أنــا عبــد جــان وربـي بـر شـأنه الصـفح والرضى والعطاء
رب أكــرم شـيبي لحرمـة جـدي رب واسـتر عيـبي فمنك الغطاء
إن فـي الظـن أن يقيني يقيني مـن لظـى حيـث في غد بي يجاء
حــاش للَــه أن يــرد سـؤالي والحمـى فيـه يسـتجاب الدعاء
أنـت ذخري يا من يقول لك اللَ ه حبيـبي سـل تعـط كيـف تشاء
فتجــوز وأغــض عــن ســيآتي فلــدى الحلـم يحسـن الإغضـاء
وتقبــــل هديـــة بســـناها يهتــدي مــن سـبيله الإهـداء
وهــي ريـا عـبير أزكـي صـلاة بشــــذاها تعطـــر الآنـــاء
وعليــك الســلام منـي دوامـاً يتــوالى ولا يليــه انتهــاء
محمد شهاب الدين
546 قصيدة
1 ديوان

محمد بن إسماعيل بن عمر المكي، ثم المصري المعروف بشهاب الدين.

أديب؛ من الكتاب، له شعر، ولد بمكة، وانتقل إلى مصر، فنشأ بالقاهرة، وأولع بالأغاني وألحانها. وساعد في تحرير جريدة (الوقائع المصرية) وتولى تصحيح ما يطبع من الكتب في مطبعة بولاق. واتصل بعباس الأول (الخديوي) فلازمه في إقامته وسفره. ثم انقطع للدرس والتأليف، وتوفي بالقاهرة

صنف (سفينة الملك ونفيسة الفلك-ط) في الموسيقى والأغاني العربية، ورسالة في (التوحيد) وجمع (ديوان شعر-ط).

1857م-
1274هـ-