صب عَلى دمن الأَحباب قَد وَقَفا
الأبيات 54
صــب عَلـى دمـن الأَحبـاب قَـد وَقَفـا فَلا يُلام إِذا مـــا دَمعـــه وَكَفـــا
يــا صـاحِبي قفـالي وَاتركـا عـذلي لَـولا الهَـوى لَـم أَقل يا صاحبيَّ قفا
أَو فاتركــاني وَنَضـوي باكيـاً طللا أَلقَـت عَلَيهـا السـَوافي نقعها فَعَفا
لِلّـــه نَضــوي إِن مــرت رَكائبنــا عَلــى المَنـازل فـي أَطلالهـا عكفـا
بَقــى يَســوف ثَــرى طـابَت نَـوافحه لَم يَنصَرف بي مَع الرَكب الَّذي اِنصَرَفا
قَــد شــفه شــَغف مثلــي لِــبينهم فضــلَّ يَسـتاف هاتيـك الربـى شـَغَفا
يـا نَضـو سـارَت تَجـد السـَير عيسهم وَزوّدونـــي صـــداً مِنهـــمُ وَجَفــا
إِن كُنـت لـي مسـعداً فانشد مَواطنهم وَســر ذميلاً وَلا تَشــكو إِلــي حَفــا
فَـدارهم حَيـث يُمسـي الشـيح ذا أَرج بِمنــزل فيــهِ هتـان الحَيـا ذرفـا
رقــت حَشــاي لِنَضـوي حيـنَ شـارَكني وَجـداً فَـاخليت مِنـهُ الظهر وَالكتفا
تَبعتـــه راجلاً أَمشـــي فَمبصـــرنا يَـرى طليحيـن مِـن طُـول السَرى نَحفا
يَرمـي الـرَدى أَسهُماً لَم تَخط أَنصلها وَالنـاس كـانوا لاسـهام الرَدى هَدَفا
وَصــَيرف المَـوت لَـم تنفـق بضـاعته نــذلاً وَيَنتقــد الأَمجــاد وَالشـَرَفا
يـا ناعيـاً حسـناً أَبلـغ أَبـا حسـن وَقُـل لَـهُ أَن طـود النسـك قَـد نَسَفا
هَـل كـانَ في النجف الأَعلى سِواه فَتى تُضــيء غرتــه فـي حُسـنِها النَجَفـا
يــا هاتفـاً لَيـسَ يَـدري أَن مقـوله قَـد هـدَّ رُكنـاً مِـن الإِيمان مذ هَتَفا
تَنعـى فَـتى كَالسـَحاب الجـون راحته همـا إِذا المَحـل فـي أَرواحِـهِ عَصَفا
تَنعـى فَـتى مثـل بَـدر التـم طَلعته لَــو لاح لِلبَـدر فـي أَبراجِـهِ خسـفا
تَنعـى خضـم نَـدى عَـذب المَجاجـة في آذيــه بلغـة العـافي إِذا اِغتَرَفـا
تَنعــى فَـتى طَيـب الأَعـراق ذا نسـك مـا زالَ فـي حلـة الإِيمـان ملتحفـا
تَنعـى فَـتى غَيـره العَلياء ما عَرفت أَخـاً لَهـا وَسـِوى العَليـاء ما عَرَفا
تَنعـى هَزبـرا شـَديد البـاس ذا لبد يَــراه وَاصــِفه فَــوقَ الَّـذي وَصـَفا
أَودى فـوا أَسـَفاً لَـو كـانَ يَنفعنـا مِـن بَعـده قَولَنـا أَودى فَـوا أَسـَفا
لَـولا الكِـرام بنـوه مـا رَقـى أبَدا لِلمَجــد دَمــع عَلــى آثـارِهِ وَكَفـا
أَبقــى لَنــا خلفـا لِلّـه مِـن حسـن لِلّــه مِــن حسـن أَبقـى لَنـا خَلفـا
مــا قـول حاسـدهم وَالمَجـد حلفهـم وَهُـم إِلى المَجد ما بَين الوَرى خَلَفا
الـــدَهر يَحلــف إِيمانــاً بِعزهــم وَهُــم أَعــز شـَريف فيـهِ قَـد حَلَفـا
بِــأَنه لَــم يَلــد أَمثـالهم اَسـَدا تَحببـوا للعلـى فاسـتكملوا الشَرَفا
اللَـــه صــَفاهم مِــن خَلقــهِ دُرَرا وَكــانَ غَيرُهــم فــي جَنبِهـم صـدفا
تــاهوا علـى دُرر الخضـرا بِحسـنهم وَالــدر أَحسـنهُ مـا جـاور النَجفـا
فَالمُصــطَفى كُــل ذي عـزّ يَـدين لَـهُ لَــولاه أَزمعـت الـدُنيا بِنـا تَلَفـا
شـَهم بعبـء المَعـالي قـامَ مُنتَصـِباً وَالغَيـر عَـن حَمل أَعباء العُلى ضعفا
مَـن قـاسَ فيـهِ سـِواه فَهـوَ ذُو سـَفه وَمَـن يَقيـس بتـبر الصـاغة الخزَفـا
بَــدرٌ بِـهِ اِكتَنَفـت مِـن أَهلـهِ شـهب تَجلـو دُجـى الخَطب إِن أَلقى لَهُ سَدَفا
هَــذا ســُليمان أُوتـي حكـم والـده وَلــم يَــزل هـوَ لِلمَظلـوم منتصـفا
جَفــانه كَــالجوابي وَالقـدور رَسـَت يُصـلحن نضـجاً سمان الجزر لا العَجفا
تَلقـى الوُفـود عَلـى مَغنـاه عاكِفَـة كَــالطَير حــول سـليمان إِذا عَكَفـا
بَســاطة العِـز فيـهِ الفَضـل جالسـَه يَرقـى بِـهِ حسـب بِـالفَخر قَـد عرفـا
وَأفلحــت أَنيــقٌ أمَّ الحــداة بِهـا أَبـا سـَعيد لتستسـقي الحَيا النطفا
الأَريحــي الَّـذي فـاقَ الكِـرام سـَخا وَإِنَّــهُ خَيـر مَـن يَـأتي وَمَـن سـَلَفا
إن يعطيــنَ كفــى أَو ينطقــن شـَفا أَو يوعــدن وَفــا أَو يَقــدرن عَفـا
طَــووا بِأَحمَـد أَضـلاع الحَسـود عَلـى لَهـــف فَهمـــا رآه حاســد لَهفــا
أَخــو صــَفا كَالنَسـيم الغَـض رقتـه وَقبـه كـانَ فـي قَـرع الخطـوب صـَفا
فَهُـم غَيـوث إِذا مـا السُحب قَد بَخلت وَهـم ليـوث إِذا مـا الجَيش قَد رَجَفا
يَقضــون يَــومَهُم فــي كُــل مكرمـة وَإِن دجـى اللَيـل بـاتوا ركعاً حنفا
يـا مَـن سـَرى شـائِماً بَرقـا لِغَيرهم ســَريت تخبــط فـي عَشـواء معتسـفا
أَنــخ قلوصــك فــي مَغنـاهم سـَترى بَــذلا يعــد بِمَغنــى غَيرهـم سـَرَفا
كُـل المَكـارم فيكُـم يـا بنـي حسـن وَأَنتُــم زُعمــاء النــاس وَالشـَرَفا
أَبَــت أُنـوفَكُم ضـيما فَمـا اِنتَشـَقَت إِلّا شـَذى فيـهِ أَنـف الخصـم قَد رعفا
أَشــكو زَمانـاً بَنـوه فـي مَجالسـهم تـدني البَليـد وَتُقصي الكمَّل الظَرفا
تَــرى الأَديــب معنــىً فـي مَعيشـته مُعـذباً غَيـر ذَنـب الفَضل ما اِقتَرَفا
إِن أَصــلَحت يَــده مِـن أَمـره طَرفـا رَأى يَـد الـدَهر مِنـهُ أَفسـَدت طَرفـا
كَـم مِـن قَضـايا تَـرى كذباً وأكذبها إِن قيـلَ عَيـش أَديـب في الزَمان صَفا
وَكَــم مَواقـف ضـَيم قَـد وَقفـت بِهـا فَــاللَه حَسـبي لِمـا قاسـَيتَهُ وَكَفـى
جعفر الحلي
224 قصيدة
1 ديوان

جعفر بن حمد بن محمد حسن بن عيسى كمال الدين.

شاعر عراقي، من أهل الحلة، ولد في إحدى قراها واشتهر في النجف.

وفي (شعراء الحلة) للخاقاني، نماذج من شعره ونثره.

له (الجعفريات -ط) في رثاء أهل البيت، و(سحر بابل وسجع البلابل -ط) من شعره.

1897م-
1315هـ-