سهام قضاء اللَه ليس لها رد
الأبيات 63
ســـهام قضـــاء اللَـــه ليــس لهــا رد وكــأس الــردى مــا مــن أذاقتــه بــد
أجــل كــل شــيء هالــك غيــر وجـه مـن لـــه الحكـــم حتمــا لا شــريك ولا ضــد
محــــال إذا جــــاء المقـــدر حيلـــة لمستعصـــم مـــن أن يلـــم بـــه كـــد
ووا أســف الــدنيا علــى الســيد الـذي بـــه فجـــع الإســلام والعلــم والمجــد
وأظلمــــت الأوطــــان حيــــن بجســـمه تنــــورت الأكفـــان وابتهـــج اللحـــد
ســـقى وابـــل الرضــوان أعطــر مرقــد حـــوى بحـــر فضــل مــا لتيــاره حــد
كــأن لــم يكـن بـر كـأن لـم يكـن تقـى كــأن لـم يكـن صـدق كـان لـم يكـن رشـد
طـوى الكـل بعـد النشـر بعـض مـن الـثرى فلــم يبــق إلا الــذكر والشـكر والحمـد
مضــى الجــود والإحســان والعفـة انقضـت وصـــاحبها العرفــان والحلــم والزهــد
مضــى ابــن بنــي الزهــراء حقـا لجـده فيـــا حبـــذا الأبنـــاء والأب والجـــد
معــــز اليتـــامى والأرامـــل كنزهـــم إذا الضــبع الشــهباء ذلــت بهـا الأسـد
بروحـــي بروحــي آه لــو يفتــدي بهــا أميـــر بــأمر اللَــه جــد بــه الجــد
هنيئا لجنـــات النعيـــم بقـــرب مـــن أرانــا حجيــم الحـزن مـن بعـده البعـد
هنيئا لمحــــي الــــدين قـــدس ســـره بجــار حمــاه اليمــن للجــار والســعد
مصـــاب أصـــاب الــدين لــو أن بعضــه علـــى أحــد لا نــدك مــن هــوله أحــد
قيامــة رزء لــو تــرى النــاس بالبكـا محــــاجرهم جرحــــى وأعينهـــم رمـــد
لهـــم زجـــل بالـــذكر للَــه والــدعا وأدمعهــــم ســــحب وأعـــوالهم رعـــد
ســـكارى ومــا هــم بالســكارى وإنمــا وفـاة ابـن محـي الـدين حـق بهـا الوعـد
ســـرى نعشـــه فـــوق الرقــاب وحــوله ملائكــــة الرحمـــن أنـــوارهم تبـــدو
لقـــد جـــل عـــن أن يــدفنوه بروضــة هــي الــروح والريحــان والمسـك والنـد
تقــي نقــي جــاور اللَــه فــي البقــا واقبــل بالبشــرى علــى القـادر العبـد
وقـــــور غيــــور ناســــك متواضــــع علـــى أنــه المقــدام والأســد الــورد
علـــى أنـــه البســـام يـــوم كريهــة إذا عبســت مــن تحــت فرســانها الجـرد
فــتى مـن رجـال اللَـه كـان علـى العـدى حســـاما صـــقيلا لا يقـــل لـــه حســـد
فــتى كــان لا يخشــى مــن الخصـم سـطوة وليـــث الشــرى حاشــا يروعــه القــرد
فــتى فــي ســبيل اللَــه كــان مجاهـدا وليــــس لــــه الأرضـــى ربـــه جهـــد
همـــــام كمــــي كــــم أزاح ملمــــة بســـيف رقـــاب المعتـــدين لــه غمــد
هزبــر هصــور فــي الجــزائر كــم لــه وقـــايع لا يقـــوى علـــى حصــرها عــد
ســـراج علـــى ســـرج الجــواد كأنمــا مـــن الرعـــب والإرهــاب يقــدمه جنــد
نعينـــاه للمحـــراب والحــرب والنــدا فكـــل علاه الحـــزن والســـهد والوجــد
عطــــاء ولا مــــن وعفــــو ولا حقــــد وجــــــبر ولا كــــــبر وود ولا صـــــد
حســــان مزايـــا بانتقـــال حليفهـــا تعطـــل جيــد المجــد وانفصــم العقــد
لحـــى اللَـــه دار للـــزوال نعيمهـــا وأولهـــــا مهــــد وآخرهــــا لحــــد
غــــرور حيـــاة وهـــي غـــراء حيـــة بأنيابهــــا ســــم يمــــازجه شــــهد
فتـــاة نراهـــا وهـــي شـــر عجـــوزة كمــا الــدهر لـم يصـرم حبائلهـا الشـد
تصـــيد البرايــا واحــدا بعــد واحــد فلا ماجــــد منهــــا يفــــر ولا وغـــد
مجربــــة تبــــا لهـــا مـــن خؤنـــة فلا موثــــق منهــــا يـــدوم ولا عهـــد
عــــروس ولكــــن المحــــال حليهــــا لهــا الميــن مــرط والخـداع لهـا بـرد
لعــوب كمــا الصــهبا بالبــاب أهلهــا تــروح بهــم طــورا وطوبــا بهـم تغـدو
فمــــا نصــــحت إلا وغشــــت وهكــــذا قيــاس قضــاياها بنــا العكــس والطـرد
شـــكونا ونـــرد الــدهر ليــس بســامع وهــل تنفــع الشــكوى إذا حكــم النـرد
وليــــس لنـــا إلا التوكـــل والرضـــى بمــا قــد قضـاه الواحـد إلا حـد الفـرد
فصــــــبرا جميلا إنهـــــا لمصـــــيبة يــذوب أســى مــن حرهــا الحجـر الصـلد
ولكــن إذا فــي نــار حـزن ثـوى الحجـى خبــت ومــع التســليم أخمــدها الــبرد
وآل رســـول اللَــه أولــى مــن الــورى بـــأن يتحلـــوا بالوقـــار ويعتـــدوا
هـــم الحســنيون الأولــى صــوت صــيتهم بـــه الســـن الإحســان لا برحــت تشــدو
هــم الكــاظمون الغيــظ والصـابرون هـم ريــا حيــن زهــراء النــبي إذا عــدوا
وهـــم عـــدتي فـــي شـــدتي وذخيرتــي بــدنياي والأخــرى هــم القبــل والبعـد
ولا ســيما انجــال مــن قــد مضــى ومـن رحيــق شــراب الانــس طــاب لــه الـورد
مصـــابيح فضـــل عظـــم اللَــه أجرهــم ولا ســائهم مــن بعــد مــن فقـد وافقـد
وأبقــــاهم الرحمـــن للنـــاس رحمـــة ســحائبها يــروى بهــا الغــور والنجـد
إلا كلهــــم نجــــب كــــرام ثــــوابت لـــدى الــروع حــتى إن أصــغرهم طــود
وأكـــبرهم مـــن دونـــه الــدهر همــة بغيـــرة نـــدب أوحـــد مــا لــه نــد
محمــــد الســــامي ســــماء مقــــامه علـــى الشــمس لا نكــر هنــاك ولا جحــد
أميـــر وجيــه الــوجه والجــاء كــوكب منيــر بــه العليــاء تــم لهـا السـعد
لا حمانــــة تصـــبو العفـــاة وحنســـه تحــــن لـــه ليـــل وتشـــتاقه هنـــد
بــــديع معــــان عـــن أداء بيانهـــا لقـــد كـــانت الأقلام والألســـن اللـــد
كفـــــى بشــــذاه ســــيرة وســــريرة فما الشيح ما القيصوم ما البان ما الرند
ومــــا غـــايتي بالمـــدح إلا تشـــرفي بــأروع مــن بيــت القصــد هــو القصـد
إليـــه ســـرت أســـرار والــده الــذي يعــد مــن الأبــرار طــاب لــه الخلــد
وســـار إلــى المــأوى بتــاريخه وقــد دعـــاه لجنـــات البقــا رجــب الفــرد
عليــه مــن الــرب الرحيــم السـلام مـا بكــت مقلــة وابتــل مــن دمعهــا خــد
ومــا ابــن الهلالــي راح ينشــد قـائلا ســـهام قضـــاء اللَـــه ليــس لهــا رد
محمد الهلالي
308 قصيدة
1 ديوان

محمد الهلالي.

شاعر من شعراء العصر الحديث، له المنظومات الهلالية.

1894م-
1311هـ-